رواية مأساة حياه
البارت السادس والعشرونشعرت حياه أن ريان يوافق علي هذه العملية محاولاً رضاها؛ حتي تستطيع أن تعيش حياتها كما تريد، لقد فكر طويلاً في هذا الأمر ووجد أنه لن يخسر اي شئ إذا جعلها تجرب وأيضاً لا تحزن عليه كما تفعل هي الآن وتمنع الطعام والخروج من غرفتها؛ حتي يقبل أن تفعل هذه العملية
" ريان، أنت توافق علي هذه العملية حقاً"؟!
أومأ لها ريان في حزن
" حسناً حياه، أنا اوافق علي هذه العملية ليس لأنني قبيح الشكل ولا أثق في نفسي واعتقد انك سوف تذهبين إلي رجلاً غيري بعدما تستطيعين الرؤية من جديد او أنانية مني حتي تظلي بحاجه الي مساعدتي لكِ".
شعرت حياه بالحزن الشديد علي نبرته الحزينة هذه، هي لا تقصد كل ما حدث، لا تقصد أن تخبره بكل ذلك، تقسم أنها كانت متهورة وسريعة في ردها الذي جعله يحزن هكذا، علمت الآن أنه يقبل هذه العملية من أجلها فقط، لا تفكر به كما يفكر بها لا تفسر أن كل هذا من باب الخوف عليها لا غير ذلك
" ريان انا أعتذر منك، لا تحزن مني ارجوك".
نظر لها ريان في حزن عميق
" لا بأس حياه، انا سوف أذهب إلي غرفتي تجهزي إذا كنتي تريدين أن تفعلي هذه العملية وتتحدثين مع هذا الرجل علي الفور".
هزت حياه رأسها في رفض قاطع
" أنا لا أريد أن أفعل هذه العملية طالما أنت لا ترضي عنها بهذا الشكل، انا لا استطيع ان انظر لك بهذا الشكل او أخبرك انك قبيح الشكل أو اي شئ من هذا؛ ولكن هذه الكلمات خرجت من فمي عن طريق الخطأ أرجوك سامحني".
حاول ريان أن يغادر الغرفة ويتركها بمفردها؛ حتي أسرعت إليه في قوة كبيرة تحاول أن تلحق خطوات قدمه التي كانت قريبة من سمعها إلي حداً كبير، ووقعت علي الأرضية وهي لم تلحقه وصرخت بقوة مما جعله يلتفت لها ويجدها تقع علي الأرضية في ألم شديد، تقدم منها حملها من علي الأرضية في غضب
" لماذا تفعلين هكذا حياه، أنا أريد ارضائك فحسب وهذا ما تريدينه وأنا اوافق عليه لا داعي لكل هذا الحديث هل فهمتي"؟!
استغلت حياه حمله لها من علي الأرضية وعانقته في حزن وحب شديد
" أنا لا أريد أن أحزنك حبيبي، أنا أسفه".
صدم ريان من كلمة حبيبي التي خرجت من فمها هذا للتو، فهي لم تقل له هذه الكلمة بتاتاً، هو دائما من يخبرها أنه يحبها وهي تظل صامته
" أنتِ ماذا قلتي حياه"؟!
دفنت حياه وجهها في عنقه بحب شديد
" قلت حبيبي، نعم ريان أنت حبيبي الاول والاخير ولن أحب رجلاً غيرك، وإذا كانت هذه العملية سوف تجعلك تكرهني لهذا الحد أنا لا أريد أن أرَ قط".
أنزلها ريان علي الأرضية وعانقها بقوة كبيرة
" أنا أريد أن استمع إلي حديثك هذا كل يوم وكل دقيقه، أريد أن أعلم مدي حبي قي قلبك حياتي".
بادلته حياه العناق بقوة وهي تضحك بمرح
" هذا يتطلب منك عناقي طوال الوقت".
انفجر ريان ضاحكاً بقوة علي سذاجتها هذه، فهو لا يريد أن يخرجها من أحضانه قط، يريد أن تبقي هكذا وتنعم بحبه وحنانه الجارف لها
" اطمئني حياتي لن تخرجين من أحضاني إلي الأبد؛ ولكن أريد أن نتزوج حياه إلي ماذا سوف تبقي هكذا"؟!
ابتعدت عنه حياه في حزن عندما تذكرت هذا الأمر، هي تحاول أن تأخر هذا القرار إلي أن تبقي بنظرها؛ حتي تقبل والدته أن يتزوج منها وحتي تصبح قادرة على فعل كل شئ بنفسها دون مساعده من أحداً
" ريان أنا أريد أن أفعل العملية في الأول، ارجوك ريان استمع لي ولا تحزن".
أومأ لها ريان في ابتسامة هادئة
" حسناً كما تشائين، اذهبي إلي النوم الآن وغداً سوف نذهب إلي هذه المشفي، سوف ابعث رساله إلي رب عملي واطلب منه أجازة".
أومأت له حياه في سعادة وعانقته من جديد وهي تكاد أن تطير من فرط سعادتها بهذه الموافقة النابعة من داخله
" أنا سعيد للغاية حبيبي".
بادلها ريان العناق في مرح
" أنا لا أستطيع تحمل هذه الكلمة الآن تمهلي قليلاً".
عقدت حياه جبينها في استغراب شديد ولا تتحدث ببنت شفة؛ حتي انفجر ريان في موجه من الضحك وتركها في دهشتها وغادر الغرفة؛ ولكنها وقفت مكانها دون أن تتحدث فحسب كانت تستمع إلي خطواته وهي تبتعد عن مسامعها دالفاً إلي غرفته، كانت سعيدة للغاية من هذا القرار الذي جعلها ترتاح قليلاً من حزنها وبكائها، أخذت تتخيل نفسها وهي ترَ ريان أمامها وتزوجت منه وانجبت أطفال يشبهونه بسخاء أسرعت إلي المستقبل وأخذت تتخيل حياتها الوردية ونست أنها من الممكن أن تفشل هذه العملية ولا ترَ طوال حياتها؛ ولكن كان يجب عليها أن تتفائل دائماً ولا تفرض السيئ.
أنت تقرأ
مأساة حياه (مكتملة) بقلم آيه خطاب
Romanceعندما يعاني الشخص من تسلط وظلم والدايه له، وهو غير كامل مثل جميع البشر، ويفقد شيئاً مهماً من حواسه..