البارت الثالث عشر ♥️

0 2 0
                                    

رواية مأساة حياه
البارت الثالث عشر

صُدم الحارس من معرفة رب عمله بتامر، لا يريد أن يحزن منه تامر، فقد كان صديقه العزيز قبل أن يغادر البلدة ويمشي بعيداً دون أن يعلم عنه أحداً، اقترب منه سمير بوجه لا يحمل الخير قط
" أنا أريده هنا".
بكي الحارس في خوف من رب عمله
" أنا اقسم انني لا اعلم مكانه ولا اين يمكث، هو وعدني أن يأتي إليّ في اقرب فرصه لا غير ذلك، أقسم لك سيدي، أرجوك صدقني".
رمقه سمير بعده نظرات مختلفه وهو يريد أن يستشف صدق حديثه أو كذبه من عيناه، ولا يعلم كيف يتصرف الآن فهذا الحارس كان معه مُنذ زمن طويل ولم يفعل أي شئ يجعله يشك به أو بأخلاصه له وللعائلة بأكملها، لم يصدر منه اي شئ من هذا القبيل
" أنا أصدقك، ولكن".
نظر له الحارس بأمل كبير واتسعت عيناه من السعادة
" ما الامر، ولكن ما"؟!
اكمل سمير حديثة في جدية معتاد عليها دائماً
" أريد أن أعلم كل شئ وكل ما حدث معك ومعه وما هي طباعه وأخلاقه قبل أن يغادر المكان، انا اعلم فحسب بعض الشئ؛ ولكنني أريد سماع المزيد منك انت صديقه الوفي".
أومأ له الحارس عدة مرات متتالية وهو لا يصدق أن سيده ورب عمله يصدقه ويريد معرفة المزيد من الحديث عنه
" حسناً حسناً سيدي، سوف اقوم بفعل كل ما تريده ولكن صدقني لن اخفي عنك اي شيئاً مرة ثانية".
أومأ له سمير في جدية وجلس علي مقعده الفاخر وظل الحارس تحت قدمه وهو يتحدث في هدوء
" أنا أعرف تامر مُنذ زمن طويل كان زميل دراسي لي قبل أن أترك الدراسه واذهب إلي العمل معك في القصر كحارس للعائلة، فقد كانت عائلتي تحتاج إلي الأموال الكثيرة، علي الرغم من عائلة تامر كانت محدودة الدخل مثل عائلتي ولكن كانت أفضل بقليل مني وكان والداه يريدان أن يكمل دراسته ويصبح شخص ناجح ويفتخرون به أمام الجميع، كنت حزين من عدم تكمله دراستي وانا استحق ذلك أستحق أن يكن لي حياه دراسية كاملة وكنت في نفس مستوي تامر الدراسي ومن المتفوقين في مدرستي؛ ولكن كان القدر في صالح تامر ولم يكن في صالحي قط، كنت آتي إلي العمل هنا وفي العطلة كنت اجلس مع تامر ونتحدث عن الدراسة وكنت أخذ منه الكتب وازاكر بها دوماً، ومرت الايام وكانت هي حالتنا وكنا اقرب أثنين إلي بعضنا وكنا نتحدث في كل شئ واي شئ، فيما عدا شيئاً واحد كان يخفي عليّ تامر وهو حبه من فتاة انا حتي لا اعلم مَن هي ومَن تكون، وجاء اليوم الذي أخبرني به تامر أنه سوف يغادر إلي بلدة أخري يعمل بها وكان يظهر عليه الحزن والأسي الشديد وعندما سألته عن ما به، أخبرني أنه يريد المال والعمل هنا ماله لا يكفي، قد صدقته لأنه لم يكذب عليّ من قبل، وجاء مُنذ أسابيع إلي هنا وتقابلت به بالصدفة وتحدثنا سوياً وأخبرني أنه يريد معرفة أحوال البلدة والذين اعمل معهم الآن وأخبرته عن قصة أخيك الأكبر وزوجته التي تركته وأخذت أطفاله وغادرت الصعيد مُنذ خمسه عشر عاماً وموته المفاجئ بسبب حزنه علي أطفاله، هذا ما حدث وراي صورة الفتيات وظل يبكي ولم يخبرني المزيد ووعدني بأنه سوف يأتي في القريب العاجل، أقسم لك هذا كل ما حدث لي وانا لا اعلم مكان الفتيات ولن اخونك أبداً، انت رب عملي ومن تساعدني في تعليم اولادي لا استطيع التفكير في خيانتك أقسم".
كان الحارس يتحدث ويطالعه سمير في هدوء وغموض ويحاول أن يستشف صدقه من حديثه وبالفعل علم أن هذا الحارس مخلص له ولن يخونه أبداً وهذا ما وضح له بسخاء من حديثه وبكائه وارد سمير أن يظهر له أنه لا يصدقه ويجب عليه فعل الكثير؛ حتي يثق به مجدداً ويأتي بتامر إليه في أسرع وقت عندما يلقي به ويحاول التحدث إليه، فهو أمله الوحيد في العثور علي فتيات أخيه، أنه بكي عند رؤية الفتيات وهذا لا يعني الا شيئاً واحداً فقط لا غيره، أنه يعلم مكان الفتيات أو يعرف الفتيات من قريب أو بعيد، يشعر أن زوجة أخيه لها علاقة بهذا الرجل ولكنه لن يفصح بذلك أمام أحداً في الأول أو الاخير أنها أعراض النساء لا يتحدث بهذا الشكل أمام أحداً فهو يعرف الله جيداً لن يحمل نفسه أثماً علي شئ لا يعلمه فحسب يخمن.

مأساة حياه (مكتملة) بقلم آيه خطاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن