البارت الخامس عشر ♥️

1 2 0
                                    

رواية مأساة حياه
البارت الخامس عشر

قامت ولاء من مقعدها بقوة وعنف، ولن تستطع أن تتحكم في صدمتها
" ما هذا الهراء تامر، لا يحق له أخذ فتياتي".
نظر لها تامر في حزن وألم
" كلا يحق له أخذهما، فهو يكون عمهم ومن حقه احتضان الفتيات وبالأخص بعدما يخبره بما فعلتيه أنتِ بهما، لن يقبلوا العيش معك مرة ثانية قط".
نزلت دموع ولاء بقوة وهي تحاول أن لا تتخيل كل هذا، من الممكن أن يفعلوا بها كذلك، يتخلون عن والدتهم مقابل العيش في القصر الكبير مع عمهم، لا تقدر علي تخيل ذلك؛ ولكن مهلاً ولاء أنتِ فعلتي كذلك بهما، لا تنتظرين أن يقفوا بجانبك ولا يتخلون عنك، حتماً سوف يتخلون عنك، حتماً لا مفر في ذلك.
" تامر أرجوك، أريد العثور علي فتياتي قبل أن يصل إليهما وأريد أن يعلما كم تعذبت في بعدهم عني وكم كنت حمقاء عندما فعلت بهما ذلك".
رمقها تامر بنظرات مليئة بالحزن والشفقة عليها، فهي تعيش بندم يأكلها كل ليلة علي ما فعلته بأطفالها الصغار الذين حتماً لن يسامحها علي ما فعلته بهما، فهو يريد أن يجعل الحياة بينهما هادئة ولكنه لا يستطيع، ماذا ينبغي عليه أن يفعل إذن، بينما ولاء نظرت له في رجاء
" أترجاك تامر ساعدني علي ذلك، سوف أمت إذا ذهبا مع عمهما وتركوني وأنا الذنب والندم يأكلني كل ليلة، فكرت في الانتحار حتي ارتاح من هذا العذاب أعلم أنني أخطأت خطأ كبير للغاية ولا يستطيع أحداً أن يسامحني عليه؛ ولكننا جميعاً نخطأ لا يوجد أحداً معصوماً من الخطأ الجميع يخطأ والجميع يندم ويعود عن خطأه؛ ولكن خطاي كان كبير ولا أستطيع أن اعود عليه إلا بعد فوات الأوان، أشعر بالضياع أشعر وكأن روحي سوف تخرج من جسدي وقلبي يعتصر حزناً وألماً، متي كان قلبي بهذا الحزن، متي أصبحت حياتي بهذا الجحيم".
كانت تتحدث بكل ذلك ودموعها لا تستطيع التحكم بها، فكانت تنزل كالشلالات القوية، وشعرت بدوار شديد يحتاجها بقوة وترنحت قليلاً إلي الوراء؛ حتي كانت يد تامر من تمنعها من السقوط وأخذها إلي أحضانه في حنان جارف وقلق
" ما بكِ حبيبتي، لا تفعلين كذلك بنفسك، سوف نجد الفتيات وسوف يعيشون معنا وسوف يسامحكِ علي كل شئ، في الأول أو الاخير أنتِ لست اي شخص عادي، أنتِ والدتهم، ومن المؤكد أنهم يحتاجون إليكِ".
أرخت ولاء رأسها علي صدر تامر وغابت عن الوعي، مما جعل تامر ينظر لها في رعب وقلق عليها؟!!

جلس علي مقعده الفاخر بعدما أخبره بما يريده بالتفصيل وما ينبغي عليه فعله، من الممكن أن يكون حاد بعض الشئ في الحديث مع رجاله؛ ولكنه في الحقيقة كان رجلاً صالحاً وجيد المعاملة مع الجميع، وكان الجميع يحبونه أكثر من أخيه الراحل
" هل تفهم كل ما أقوله لك".
أومأ له الحارس في هدوء تام، قائلا
" حسناً سيدي، سوف أذهب ولكن في الغد، عندما انتهي من جميع أعمالي هنا".
نظر له سمير في جدية معتادة
" حسناً، يمكنك أخذ بعض الرجال معك أيضاً".
هز الحارس رأسه في رفض
" كلا سيدي، لو تسمح لي لن أخذ أي رجلاً معي، سوف أفعل ما أمرتني به وآتي إليك، لا داعي لخلق المناوشات".
فكر سمير قليلاً وهو حقاً يحتاج إلي عدم الازعاج ولا يريد أن يفعل المشاكل ويريد فعل ما يريد في هدوء تام وسرية تامة أيضاً
" حسناً يمكنك المغادرة الآن، لا أريد أحداً أمامي الآن".
أومأ له الحارس في خوف وغادر سريعاً وتركه مع أفكاره فيما يفعله هل هو صحيح أم أنه خاطئ، لا يعلم ولكن يجب عليه أن يسلك هذا الطريق.

مأساة حياه (مكتملة) بقلم آيه خطاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن