البارت العاشر ♥️

1 2 0
                                    

رواية مأساة حياه
البارت العاشر

نظر ريان إلي المكان حوله برضا واستمتاع، ثم نظر إلي دعاء شقيقته في هدوء، قائلاً
" ما رأيك"؟!
تجولت دعاء بنظرها في جميع أنحاء المكان في ابتسامة محببة، فهي تعذبت كثيراً في جلب كل هذه الاشياء إلي المكان
" المكان رائع، دائماً كانت تتحدثي إليّ وتخبرني بمدي حبها للبحر وتتمني سماع موجاته العالية والهائجة معاً، وتتمني عريس يحترمها ويحافظ عليها ويعشقها".
شرد ريان في أخر كلمات قالتها شقيقته، يعلم أن حياه تتمني أن تحظي برجلاً يعاملها مثلما يعامل زيدان دعاء؛ ولكنها دائماً تستخسر في نفسها كل هذا، أنها كفيفة وناقصة ولا تستطيع أن تصل إلي كل هذا ولا يحق لأي رجلاً أن يحب فتاة مثلها وهي تحتاج إلي المساعدة، كانت دائماً تقلل من نفسها أمام عينها ولا تتحدث عن مميزاتها وجمالها الأخذ
" أنا سوف أذهب؛ لكي أفيقها تأخرت كثيراً".
أومأت له دعاء بهدوء، ثم جاء من خلفها حبيبها زيدان
" ما رأيك في أن تتزوج في مكان مثل هذا"؟!
اتسعت إبتسامة دعاء، تحلم بهذا المكان مثل حياه بالضبط ولكن ليس علي الزواج به
" انا احب هذا المكان وهذه الأجواء الليلية الجذابة؛ ولكن لا أريد".
عقد زيدان جبينه في استغراب
" لماذا دعاء، أنتِ تحبين المكان، هذه المركب الجميلة وتوجد بها غرف أيضاً يمكن أن نقضي بها شهر عسلنا أيضاً".
انهي جملته بغمزة ماكرة من عيناه جعلت دعاء تشهق بقوة وخجل من حديثه هذا، ولكمته علي صدره بقوة المته بشدة
" أنت وقح زيدان، لا أريد الزواج منك".
أنفجر زيدان ضاحكاً علي خجلها المحبب له بشدة
" حسناً حبيبتي، سوف اتأدب ولم أتحدث مرة ثانية، تزوجي مني فحسب".
هزت دعاء رأسها في إطاعة له، ثم تقدمت من حافة المركب وجلست عليه ورفعت جزء من بنطالها ونزلت بقدمها في المياة التي تعشقها، وجلس بجانبها زيدان وفعل مثلما فعلت ونظر إلي عيونها السعيدة وقدمها التي ترفرف في المياة بطفولية
" كنت احلم بفتاة تحبني وتسعدني ولا تقدر علي فراقي أو حزني منها، دائماً تحاول جاهدة أن تفعل اي شئ من اجلي ومن أجل أن لا احزن منها، لقد وجدت هذه الفتاة بكِ، انا اعلم أن خطبتنا لم تكن عن حب مثلما يقولون؛ ولكني رأيتك في التعارف وكنت أريد عروس مناسبة لي، كي استقر واكون أسرة هادئة لا غير ذلك، كنت أعتقد أن الحب يجب أن يأتي بعد الزواج والحب ليس الشي الأساسي في الزواج هناك الكثير والكثير من الأشياء الأخري، مثل التفاهم بين الطرفين والمودة والرحمة والعطف، هناك الكثير من الأشياء التي يجب أن يضعها المتقدم علي الزواج غير الحب".
هزت دعاء رأسها باعتراض، قائله بهدوء
" أنا لا أعتقد كذلك زيدان، يجب أن يتوافر الحب أولاً، عندما يتوفر الحب يصبح كل شئ علي ما يرام، الحب من يجعل كل شي سهل وسلس ولا يوجد بها اي تعقيدات قط".
أجابها زيدان محاولاً إقناعها لتغير وجهه نظرها
" انا أتفهم كل هذا؛ ولكني سوف اكن معكِ إذن، علي سبيل المثال كان العلاقة بين الطرفين قائمة علي الحب فقط، ليس علي التفاهم والاحترام والتوافق الفكري بينهما، ولا يكن شخص من القاهرة مثلنا مع فتاة من أمريكا تعتاد علي الملابس المفتوحة والعلاقات الكثيرة فهما مباح لديهم كل شئ عن المجتمع المصري أو الشرقي الذي لا يباح اي شئ غير الزواج واحترام العفة وصيانتها عند الرجل والمرأة أيضاً، هل سوف يكون تفاهم وتوافق برغم الحب الكبير بينهما، في لحظه سوف يموت الحب بداخلهم وتكون المشاكل والخلافات هي سيدة الموقف، سوف يحب الرجل أن تغير عاداتها وملابسها المفتوحة وان لا تسلم علي شخص غريب باليد وتكون بالاشارة فحسب مثلما تفعل الفتيات الشرقيات إذن".
شردت دعاء تفكر كثيراً بجميع كلمات زيدان ومدي إقناعه لها، تأكدت أن الحب ليس كافياً مع عدم التوافق في العادات والاحترام والتفاهم بين الشخصين وان من الحتمي أن تنتهي هذه العلاقة ولا تستمر أيضاً، الجميع يجب عليه أن يختار ما يناسبه من أشخاص يشاركهم حياته وتصبح الحياة هادئة بينهما ليس خلافات علي العادات والعقائد فهذا مستحيل ان يتحمل، ولا أن يتحمل الرجل الشرقي الفتاة الأجنبية ولا تتحمل الفتاة الأجنبية الرجل الشرقي، ووافقت دعاء زيدان حبيبها في الرأي وحمدت الله انها أحبته في الخطبة ولم يكن خطبتهم عن حب، ولكن سوف يكون زواجهم عن حب، وظلوا ينظرون إلي مياه البحر ويتحدثان في مواقف مختلفة.

مأساة حياه (مكتملة) بقلم آيه خطاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن