البارت الرابع والعشرون ♥️

0 1 0
                                    

رواية مأساة حياه
البارت الرابع والعشرون

بعدما أفاق ريان من صدمته بما تفوهت به هذه الحمقاء
" أنتِ ماذا تريدين"؟!
ابتعدت حياه عنه في ضيق طفيف
" ماذا قلت، انا اريد ذلك بشدة، أنت لا تعلم ما كمية احتياجي إلي ذلك".
وقف ريان أمامها في استغراب وتمسك بيديها في قوة
" هذا الرجل انا أعلم عنه جيداً وأعلم أنه جيد وخير للغاية، يفعل الكثير والكثير من العمليات فقط للأشخاص المحتاجين والعمليات الصعبة ولست عملية تافهه وليس لديها أهميه كهذه".
نزلت دموع حياه في حزن وألم، علي عدم تقديره لهذه النعمة التي حُرمت هي منها وهو يتمتع بها طوال اليوم دون أن يشعر بأهميتها وأيضاً يطلق عليها عملية تافهه وليس لها أي قيمة، اللعنة علي هذه الحياة التي تجعل الجميع لا يشعر بما يوجد في يديه بعد أن يغادر منه للأبد في وقت لا يفيد به أن يعد كل شئ كما كان، فقد تتدمر الحياة في وجهك في ثانية وأنت تقف تنظر لها ولا تعلم ولا تعرف أن تتصرف، لاحظ ريان هذه الدموع التي بدأت تنزل علي وجنتيه حياه بشدة وهي صامتة ولا تتحرك بتاتاً
" أنا أسف حياتي، فقط أريد أن اعرفك أن هذا الرجل لن يقبل أن تفعلي هذه العملية لديه، لأنها لست خطيرة كما يفعل مع الجميع، فهمتي"؟!
هزت حياه رأسها في رفض قاطع وحزن جارف
" أنا لا أريد أن افهم اي شئ، يمكن أن تبتعد عني قليلاً اريد المغادرة، كنت اعلم أنك سوف تسعد لسعادتي وتساعدني علي فعل ذلك الآن".
تنهد ريان في نفاذ صبر، ثم تمسك بها في قوة
" لا تغادرين فحسب، أريد أن اعرفك أنني عيونك التي ترين بها لا تحتاجين إلي عملية ومن المحتمل أنها سوف تفشل في أي عمليه توجد بها نسبه من الفشل".
لم تعقب حياه علي حديثه وظلت جامدة لا تتحرك ولا تتحدث ببنت شفة، ثم أجاب في حنان
" أنا أريد أن أرَ سعادتك الدائمة ولا أرَ هذا الحزن قط؛ لكني أخشي عليكِ من هذه العملية ومن هذه الحياة أيضاً، أنتِ لا تعلمين عن الحياة اي شئ فحسب تجلسين أمام التلفاز والراديو وتستمعي إلي الاخبار والقصص؛ ولكن العالم في الخارج من حولك مخيف للغاية لا أريدك أن تختلطي بهما".
هتفت حياه في حزن وغضب
" تريد أن ابقي عاجزة، انا أعلم أن العالم من حولي سيئ ولكن الجميع يعيشون في هذا العالم، كما يوجد الجميل يوجد القبيح أيضاً، لا شئ علي شكل ونمط واحد، كل العالم متنوع وأنا من أقرر ما يليق بي وما ليس يليق بي، لا أريد أن ابقي عاجزة ارجوك ريان".
عانقها ريان في خوف وحنان شديد
" أنتِ لست عاجزة، أنتِ فتاة كاملة ولا تنقصين اي شئ، لماذا لا تعتقدين أن هذا جيد لكِ وليس سيئ، لماذا تريدين ان تكوني عاجزة مع أنكِ غير ذلك، أنتِ تمشين علي قدمك وتسيري في كل الأماكن".
أبعدته حياه عن أحضانها، فهي لا تريده بالقرب منها وهو يريد أن تبقي عاجزة مدي حياتها، لماذا هو أناني إلي هذه الدرجة، كيف يحبها وهو لا يريد إسعادها، ما هذا الحب اللعين الذي يجعله يفعل بها كل هذا، وأيضاً يريد أن يجعل الجميع يعلم أنه يحبها ويريد الزواج منها، كيف سوف تتزوج به وهو لا يفكر بها ويفكر في نفسه وحسب، لا يقدر مدي أهمية هذه العملية لديها ومدي نجاحها أو فشلها هي تعلمه جيداً وتعلم أن كل هذا بيد الله، لا تعترض علي اي شئ من حكمته قط، حاول ريان أن يتحدث معها أو يخبرها بوجهه نظره من هذه العملية وأقناعها بكل ذلك؛ ولكن هي أبت أن تستمع إلي حديثه وكلما أقترب منها كانت تبتعد عنه وكانت تحزن علي عدم سعادته بهذه الفكرة التي خطرت علي بالها عندما استمعت إلي هذا الإعلان؛ ولكن دائماً تخطئ في انفعالات الأشخاص من حولها علي خبر جيد تعتقد أنهم سوف يسعدون لها من أجله، ذهبت إلي غرفتها بعد العديد من المحاولات اليائسة من قبل ريان في إقناعها أنه ليس أناني ولا يفكر في نفسه فقط كما تعتقد هي ولكنه يخشي عليها من هذه العملية؛ ولكن كل هذه المحاولات باتت بالفشل.

مأساة حياه (مكتملة) بقلم آيه خطاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن