رواية مأساة حياه
البارت الخامس والعشرونظلت الصدمة مرسومة علي معالم سمير بسخاء، لن يتوقع أن يحدث ذلك قط، لن يتوقع أن يصبح أبله هكذا وهذا الشخص يضحك علي عقله ويستغله بهذه الطريقة البشعة، أقسم علي أن يلقيه الدرس كاملاً أقسم علي أن يذيقه العذاب الشديد الذي لا يستطيع أن يتحمله أحداً، ثم صرخ بشده علي الحراس الخاصين به أن يخرجون إلى الخارج فيما عدا واحداً
" ماذا حدث، أخبرني بالتفصيل"؟!
نظر له الحارس في خوف شديد من تقلب معالم وجهه إلي هذه الشراسه التي جعلته علي وشك التبول علي نفسه من الرعب الشديد
" لا أعلم سيدي، أنا كنت أتي إلي العمل ووجدت ضجه في البلدة وسألت شخصاً أعرفه وأخبرني أن سيدي يستضيف عنه زوج ولاء التي كانت متزوجة من شقيقه والجميع أخذ يسخر منك أمامي علي هذه الرجولة والنخوة التي انعدمت من حياتك؛ ولكن أنا أخبرتهم أنك لا تعرف هذا الموضوع بالمرة، أقسم لك أنني فعلت ذلك لا تقتلني سيدي".
كان سمير يستمع إلي حديث الحارس الخاص به وهو يستشيط غضباً أكثر وأكثر وكان أكثر شئ يؤثر به حديث الجميع عنه بهذه السخرية الحماقه، أخبره أن يذهب ويأتي بالحارس الذي كان يعرف تامر وصديقه مُنذ زمن، اسرع الحارس لكي ينفذ طلبه علي الفور قبل أن ينقلب عليه هو الأخر، لن يتحمل رب عمله في غضبه الشنيع هذا.لم تتحرك من غرفتها طوال اليوم لا تأكل ولا تتحدث مع أحد، كانت تفكر في حياتها المأساوية الحزينة للغاية، واستمعت إلي طرق خفيف يأتي من باب غرفتها، كانت لا تريد أن تتحدث مع أحداً أو تختلط بأي أحداً في المنزل؛ ولكنها لم ترضخ لرغبتها وأذنت للطارق بالدلوف
" ما بكِ حياه، لماذا لم تخرجين من غرفتك اليوم علي الافطار أو الغداء"؟!
تنهدت حياه في هدوء عندما استمعت إلي صوت دعاء القلق هذا
" أنني بخير دعاء، لا تقلقين أريد المكوث بمفردي فقط".
عقدت دعاء جبينها في استغراب شديد
" ما هذا الهراء، من المؤكد أن هناك أمراً في ذلك المكوث، حياه لا اريد التهرب في الحديث أخبريني ما حدث هيا أنا أستمع إليكِ".
أغمضت حياه دموعها مانعة نفسها من البكاء؛ لتذكرها بما حدث لها مع ريان في الأمس
" دعاء انا أريد أن أخبرك بشئ، كنت اخفي هذا الشئ عنكِ طويلاً؛ ولكن طفح بي الكيل وأريد أن أتحدث مع أحداً به".
أومأت لها دعاء في إبتسامة هادئة وجلست بجوارها وأخذت حياه تتحدث في هدوء تام محاولة أن لا تبكي
" أنا أحب ريان".
اتسعت أعين دعاء في صدمة شديدة، ما هذا الذي تقوله حياه، هي تهزي أم مريضة، دائما تقل لها أن ريان شقيقها فحسب لا توجد بها اي مشاعر تربطها به، دائما كانت تشعر أن هناك خطباً ما بينهما ولكن كانت حياه ترفض وتقل انه شقيقها وكان ريان لا يتحدث معها قط
" حياه، أنتِ تتحدثين بحق"؟!
أومأت لها حياه وانسابت دموعها علي وجنتيها في قهر وألم
" نعم، أنا أتحدث بحق وهو أيضاً يحبني بشدة ويريد الزواج مني وانا أرفض ذلك".
حاولت دعاء أن تستوعب ما تتفوه به هذه الحمقاء، فهو يحبها وهي كذلك تحبه بشدة وترفض الزواج منه، وهتفت في حماس عارم
" أنتِ بماذا تهزين، ما المانع في الزواج أنا حقاً سعيدة للغاية، كنت أتمني أن يتزوج أخي ريان فتاة جميلة مثلك والآن سوف يتزوجك أنتِ بحق الجحيم لا اصدق هذا الحديث، أريد أن أصرخ من سعادتي".
صمتت حياه في حزن وهي مازالت تبكي؛ حتي هتفت دعاء في غضب
" أنتِ لماذا تبكين، هذا خبر جيد وسعيد للغاية".
رقدت حياه علي الفراش في تعب شديد
" أنا سوف أقل لك لماذا أبكي؛ ولكن تمهلي ولا تتحدثي معي".
أومأت لها دعاء عده مرات في هدوء وحماس لمعرفة المزيد، ثم أجابت حياه في ابتسامة من طاعتها لها
" ريان اعترف لي بحبه وأنا رفضت ذلك بشدة لأنني لن أقبل أن يتزوج فتاة مثلي عاجزة وهو أمامه جميع الفتيات وأنا لن أقبل ذلك، أريد أن يتزوج من فتاة أخري تليق به، كما أنني وجدت إعلان في الراديو عن رجلاً خير للغاية ويفعل عمليات خطيرة بالمجان إلي الفقراء والمحتاجين وانا قررت أن أتحدث إليه ليفعل لي عملية لكي أرَ من جديد، وريان رفض هذا الأمر بتاتاً، هذا ما جعلني أحزن أنه كيف يحبني ولا يريد إسعادي، أنا لا أريد أن ابقي هكذا عاجزة ولا استطيع أن اساعد نفسي في اقل الأشياء، لو تزوجت به كيف سوف أرَ اطفالي الذي سوف اجلبهم من أحشائي هذا ليس سهلاً عليّ، هذه فرصتي وأريد أن يقبل ريان بهذه العملية؛ ولكن هو لن يقبل قط يقل لي أنه يخشي عليّ من هذه العملية وأنا لا افهم لما هذا الخوف لما يفعل معي هكذا، حقاً انا أتعذب ولم أعد اتحمل كل هذا".
نظرت لها دعاء في حزن شديد عليها، لا تستاهل كل ما يحدث لها هذا، هي حقاً أعظم من ذلك وارقي من ذلك، لا تعلم بماذا تجيب عليها، كيف تقل لها أن أخيها ريان لديه كل الحق وهو في الحقيقه خاطئ وهذا ليس مبرراً علي ما يريد فعله معها، هي تريد أن لا تبقي هكذا ولا تنتظر مساعده من أحداً عندما تتزوج تريد أن ترَ أطفالها بين يديها ولا تجلب لهم مربية تساعدها في تربيتهم، سوف تبقي حياتها جحيم غير هذه الحياه تماماً، حاولت أن تهدأ من روعها قليلاً
" أنا لم أقل لكِ أن ريان معه حق؛ ولكنني أخبرك أنه خاطئ وليس لديه الحق في التحكم بكِ بهذه الطريقة هذا قرارك ويجب عليه أن يسعد من أجلك ويساعدك أيضاً علي هذا القرار بدلاً من كل هذا؛ ولكن أنا سوف اتحدث معه وأرَ لماذا يفعل ذلك معك، لا تحزني حبيبتي".
هزت حياه رأسها في رفض قاطع
" كلا، لا تخبريه أنكِ علمتي كل شئ عن حكايتنا هذه، ارجوك دعاء لا أريد أن يعرف اي شئ".
عقدت دعاء جبينها في استغراب شديد
" لكن لماذا أخبرتيني حياه، أريد أن اساعدك في هذا الشئ".
هزت حياه رأسها في رفض وحزن
" أنا أخبرتك لأنني اريد أن أتحدث مع أي أحداً يساعدني عن طريق المشاركه في حزني فقط لا غير ذلك".
اقتربت منها دعاء في حزن دافين علي حالها، فهي لا تعتقد أن تصبح حياه بهذا الحزن الذي جعلها تبكي هكذا، كانت تعلم أن الجميع حتماً سوف يذق عذاب الحب؛ ولكن حياه كانت مختلفة عن كل العلاقات التي استمعت إليها دعاء عن الحب، قصتها غريبة ومحزنه إلي الغاية تريد أن تقدم لها العون والمساعدة ولكنها تخشي أن تندم حياه عن اخبارها بكل شئ عن علاقتها بريان أخيها، تنهدت في قله حيلة واقتربت من حياه في حزن وحيرة علي حالتها هذه وعانقتها في هدوء وحب شديد ينبع من داخلها تجاهها.جاء الحارس إلي سيده ورب عمله وهو خائف بشدة من خوفها كان يشعر أن قدماه لم تعد تتحمل أن تحمله من علي الأرضية
" ماذا حدث سيدي، لقد طلبتني إلي هنا"؟!
وقف سمير ينظر له شزراً، ثم أجاب في ابتسامة ماكرة
" تامر صديقك متزوج أم لا"؟!
توتر الحارس كثيراً، فهو يعلم جيداً أنه علم بالخبر المنتشر في هذه البلدة
" سيدي أنا لا أعلم إذا كان متزوجاً أم لا".
صرخ سمير في قوة كبيرة
" أنت لا تعلم حقاً، أنت كاذب أيها اللعين ذهبت إلي منزله ورأيت زوجته التي تكون زوجه اخي الراحل وتكذب أيضاً أنا لا أعتقد كل هذا منك، تجعل الجميع يسخر مني بهذه الطريقة الشنيعة".
نظر له الحارس في خوف شديد، فهو لم يتوقع أن يحدث كل هذا، عندما علم أن ولاء هي زوجة تامر أخبره تامر أن لا يقل لاي شخص علي هذا السر إذا كان يريد أن يذهب إلي رب عمله؛ لكي ينقذ أطفاله ونفسه من قتل رب عمله إذا لم يعثر عليه
" سيدي ارجوك لا تقتلني وسوف أحكي لك ما حدث بالكامل".
جلس سمير علي مقعده في شموخ شديد، قائلا
" أريد أن أعلم كل شئ واعرف الحقيقة إذا كنت تعلم أنها زوجته أم لا، إذا تحدثت بالكذب سوف اعلم، انصحك أن تبقي صادق معي وإلا سوف اقتلك".
ابتلع الحارس ريقه في توتر شديد وقص له ما حدث له بالتفصيل وما أخبره به تامر بالحرف الواحد، خوفاً من شر رب عمله عليه وخوفاً علي أطفاله في الأول أو الاخير هما اطفال ليس لديهم أي ذنب والقتل بسبب والدهم اللعين هذا.عندما عاد من عمله في الليل دلف إلي غرفته وبدل ثيابه وهو يفكر طويلاً بها ولا تغادر عقله قط، يعلم أنها لم تتناول الطعام مُنذ اليومين بسبب ما حدث لها معه، لا يعلم أن رفضه لهذه العملية يجعلها تتمرد عليه بهذه الدرجة تضغط عليه من أجل أن يوافق علي هذه العملية، وانتهي من ارتداء ملابسه علي السريع وتناول وجبه خفيفة قبل النوم وذهب علي فراشه؛ لكي يرتاح من عناء اليوم ولكنه لم يقدر علي النوم طالما لم يتحدث إليها اليوم والامس، لقد اشتاق لها حد اللعنة حقاً يريد أن يأخذها بين أعناقه ويغمرها بحنانه الجارف وحبه المتملك لها، وقام من علي فراشه وذهب إلي غرفته؛ لكي يطمئن عليها ويرَ ما يحدث لها في غيابه عنها هذا اليومين، ثم وجدها جالسه علي الفراش وعندما دلف إلي الغرفة دون طرق أعتقاداً منه أنها نائمة ولا تعلم أنه من دلف إليها
" لماذا أتيت إلي هنا ريان، ماذا تريد"؟!
تفاجئ ريان من هذا الرد عليه وأنها علمت أنه هو مَن أتي إليها ويريد الاطمئنان عليها، حزن من نفسه أنه فعل ذلك
" أنا أريد أن أعلم لماذا أنتِ هكذا، لا تريدين تناول الطعام أو الخروج من غرفتك، هل جننتي"؟!
قامت حياه من علي فراشها في هدوء تام وتمسكت بالعصا الخاصة بها، قائله
" أنت حتماً قبيح الشكل أليس كذلك"؟!
عقد ريان جبينه في استغراب شديد
" ماذا، انا قبيح الشكل"؟!
أومأت له حياه في تأكيد
" بالطبع، هذا ما توصلت له مع قلبي وعقلي وانا احاول أن أعلم سبب رفضك القاطع لهذه العمليه، سوف اصبح فتاة غير أنا الآن وسوف أصبح جميلة أكثر واحب رجلاً اخر غيرك، أليس كذلك"؟!
لم يعد يستوعب ريان ما تتفوه به هذه الحمقاء، حتماً ليس هذا الذي كان يفكر به تماماً هو فقط يخاف عليها من أنها تحاول فعل تلك العملية وتفشل بها وتحزن مرة ثانية، يخشي عليها من الحزن ومن ذاتها
" أنا ليس قبيح كما تقولين حياه؛ ولكن لديه وجهه نظر أخري عن هذه العملية، وأيضاً لا أحب أن يحاول أحدهما أن يلوي ذراعي بهذه الطريقة كما فعلتي أنتِ بعدم تناولك للطعام لمدة يومين حتي أقبل هذه العملية، انا لم أعد اتحمل كل هذا من اجل حبي إليك، إذا كانت هذه العملية سوف تعطيكِ أملاً جديد في الحياة وسوف تجعلك سعيدة أنا ليس لدي أي مانع يمكنك أن تفعلي من غداً لن اتدخل في هذا الأمر مجدداً".
اتسعت أعين حياه في صدمة وحزن من حديثه هذا؟!!يتبع..
أنت تقرأ
مأساة حياه (مكتملة) بقلم آيه خطاب
Dragosteعندما يعاني الشخص من تسلط وظلم والدايه له، وهو غير كامل مثل جميع البشر، ويفقد شيئاً مهماً من حواسه..