البارت الحادي عشر ♥️

0 2 0
                                    

رواية مأساة حياه
البارت الحادي عشر

تقدم تامر من ولاء في خوف شديد عليها، فهو لا يستطيع أن يتخيل حياته بدونها، عندما وجدها غارقة في دمائها وبجانبها ألة حادة، حملها بسرعة البرك والبسها عباءة سوداء طويلة وركب سيارته وأخذها بجانبه وهو يعانقها في خوف شديد من فقدانها لن يتحمل فقدانها أو تركها له والموت، وصل إلي المشفي بسرعة قياسية نظراً لبعدها عن المنزل بكثير، وحملها مرة أخرى وجاءت الممرضات والطبيب وأخذوها فوراً إلي غرفة العمليات وظل تامر واقفاً ذهاباً وإياباً وفعل الطبيب كل ما في وسعه وخرج له بعد وقت ليس بقليل قط وظل تامر يحاول أن يتماسك ويتحكم في أعصابة ودموعه التي كانت تأبي البكاء بشدة وأخبره الطبيب انها بخير ونزفت كثيراً وكان من حسن حظه أنه لحق بها ولم يجعلها تنزف أكثر من ذلك، فهي خسرت الكثير من الدماء، ودلف تامر إليها بعدما مر وقت ليس بقليل علي إيفاقتها من المخدر، وجلس بجوار فراشها علي مقعد صغير وظل ينظر إليها في حزن وندم علي كلماته القاسية التي حتماً جعلتها تفعل ذلك في غيابه وتحاول قتل نفسها من تأخره عليها وما فعله بها، ثم شعر بها تتمسك بيده برفق وتقول باعياء
" أنا أسفة، حبيبي".
ملس تامر علي رأسها في حنان وهو يتابع النظر إلي عيونها
" لا تقولين هذا، لا يهم أنا لست غاضب أو حزين منكِ؛ ولكن أنا حزين من اجلك ولاء، كيف يمكنك أن تفعلي ذلك بنفسك"؟!
نزلت دموع ولاء في حزن وبكاء مرير، بعد كلامه الجارح لها كانت تتحمل كل ذلك وضميرها وحزنها علي فتياتها، فكان لا هناك شئ تعيش من أجله بعد ما حدث معها وغضب تامر منها، ونظرت له في حزن
" أنا حزينة من أجل ما فعلته مع فتياتي وهما لا يستحقا كل ما فعلت بهما وهما صغار للغاية، لقد كان قلبي بلا عيون، كما كانت أبنتي الكبيرة كفيفة ولا ترَ أي شئ لا اعلم لما فعلت كل هذا بهما، لا اعلم لماذا فعلت ذلك حقاً".
أنهت جملتها وانفجرت في بكاء مرير، واقترب منها تامر في حنان وعانقها بحب جارف، فمهما فعلت يمكنه أن يغضب منها قليلاً أو يأخذ جانب من ناحيتها ويتركها مثلما فعل في ذلك اليوم؛ ولكنه لا يقدر علي فراقها أو حزنها فهي حبه الاول والاخير وكل ما يملك في الحياة هي فقط، ضحي بحياته وأسرته كما ضحت هي بأطفالها الصغار والكثير من الأشياء من أجله، حياتهم لا تكتمل إلا وهما بجانب بعضهما البعض لا يستطيع أن يعيش بدونها وهي كذلك، ثم حاول أبعادها عن أعناقه، قائلا بتساؤل
" هل تشعرين بألم"؟!
هزت ولاء راسها في رفض، فهي لا تشعر بأي شئ بعد هذا العناق القوي وكلامه لها المعسول وأنه لا يقدر علي فراقها أو التخلي عنها، لقد حمدت ربها أن الأمر فات علي تامر بهذه الحالة، فقد كانت تتوقع أنه سوف يتركها بعدها يعرف كل هذا عنها، كانت تتأكد من عدم مغفرته لها وأنها سوف تذهب إلي الجحيم وتخسر كل شئ لا محالة من ذلك، ثم نظرت له في حب وعشق وقلب لا ينبض لرجلاً سواه
" أنا لا أشعر بأي شئ وأنت معي تامر، لقد سعدت كثيراً عندما علمت انت بالحقيقة الكاملة، أنني نادمة وان عاد بي الزمن لكنت أقوم بإقناعك التحمل بأطفالي أو كنت هربت من زوجي العجوز المتسلط وذهبت بعيداً بهما ولم أكن أفكر أبداً أن أفعل ذلك بهما مهما حدث معي".
أومأ لها تامر في تفاهم لحالتها
" حسناً حبيبتي، يجب عليكِ أن تنسي الأمر الآن، يجب التفكير في حالتك الصحية وأرتياحك فقط؛ حتي تصبحين بخير ولا تعاني من اي شئ، ولا تفكرين في ذلك الأمر مرة ثانية، هل فهمتي".
هزت ولاء راسها عدة مرات بإيجاب
" أنا أعدك أن لا أفعل ذلك مرة أخري، أنت تبقي معي فحسب ولا أفكر في أغضابك أو فعل أي شئ يجعلك تحزن أو تشعر بأي شئ حزين مني، حسناً".
ابتسم لها تامر في إبتسامة وحب وعدل من جلستها علي الفراش وأمرها أن تنم وترتاح قليلاً ولا تفعل أي شئ يجعلها تتعب؛ حتي يأمرهم الطبيب بمغادرة المشفي.

مأساة حياه (مكتملة) بقلم آيه خطاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن