رواية مأساة حياه
البارت السادسنظر له صاحبه بقلق من معالم وجهه التي كانت تدل علي الصدمة الشديدة والتوتر إلي حد كبير، ثم حاول أن يستمع له ويعرف ما سر هذه الصدمة والقلق الواضح عليه بسخاء، وما لبث تامر أن تحدث بكل شيئاً لصديقه هذا وأخبره أنه كان يُحب ولاء مُنذ زمن بعيد، عندما كانوا معاً في نفس المستوي الدراسي ولم يتحمل تامر مشاعره تجاهها وأخبرها بكل ما في قلبه تجاهها وهي كانت تُحبه أيضاً وسعدت بشدة عندما علمت مشاعر تامر المكنونة بداخله ولم يعترف بها، واعترفت له هي أيضاً عن مشاعرها وعاشا مع بعضهما أجمل ليالي وأيام سعيدة أثناء دراستهم وعندما أنتهوا من الدراسة، قرر تامر أن يجعلها زوجته وحبيبته وأم لأطفاله الذي يتمني دوماً أن تصبح هكذا مُنذ أن رآها أمامه، وبالفعل سعدت ولاء بشدة عندما علمت أنه لن يتخلى عنها وسوف يتزوجها وأنه جاد في مشاعره تجاهها، وجاء اليوم المشؤم الذي جاء به تامر إلي والد ولاء وطلبها للزواج منه وكان من حظه العاسر ان الرجل العجوز الغني الذي يملك القصر الوحيد في الصعيد طلبها للزواج واغره أهلها بالاموال والجاه، ووافق والداها علي زيجة أبنته من هذا الرجل الذي يكبره هو بالعمر ويكبرها هي بأضعاف أضعاف عمرها، عندما علم ذلك تامر من والداها وأنها تمت خطبتها اليوم علي رجل مهذب ويحبها ويعشقها، فكر قليلاً في أن من الممكن أن تخونه ولاء وتضحك عليه وتحب رجل آخر ويأتي ليتزوجها في نفس اليوم الذي يريد أن يطلبها للزواج هو لنفسه، حزن كثيراً ولم يثق في ولاء ولا بكائها الذي كان يقطع نياط قلبه ألماً علي حالتها وكان قلبه يشعر أنها صادقه ولم تفعل أي شئ ولن تخونه وتجعله يأتي ليتزوجها ورجل اخر تقدم إليها ووافقت عليه أيضاً، هل كانت مشاعرها له لم تكن سوي لهو ولعبه بين يديها، هل لم تكن تحبه مثلما يحبها ويعشقها، اللعنة عليها واللعنة عليه لم تتحدث معه سوي بالبكاء ولم تخبره باي شئ لقد جن جنونة من صمتها وبكائها المرير عندما تراه، وكانت هي في تلك الفترة تعاني من ألم حبها له وألم ظلمها من قبل والداها وتزويجها من رجلاً يكبرها بأضعاف عمرها مرتين أو ثلاثه أيضاً، وبالفعل لم تقدر علي فعل أي شئ ولم يتحمل تامر أن يراها عروس تزف علي رجلاً غيره وتصبح له إلي الأبد، ثم قرر أن يغادر البلدة ويذهب بعيداً عنها وعن ألم قلبه من حبها الكاذب، وعاشت ولاء مع هذا الرجل الذي لا يكف عن تعذيبها ومعاملتها بسوء، وجاء من بعدها قرر زيارة أهله وعلم أن حياتها مع هذا الرجل جحيم وقرر تخليصها من هذا الجحيم وأخذها إلي مكان بعيد عن البلدة ويعيشون في سعادة وهذا ما حدث معه ولا يعلم أنها معها طفلتين من ذلك الرجل العجوز، ما كان سوف يفعل ذلك إذا كان يعلم، لم يحرم أب من أطفاله مهما كانت علي حساب مشاعره، هي كذبت عليه ولم تخبره؛ لأنها تعلم جيداً أنه كان سوف يرفض هذا القرار والهرب بها بعيداً عن الصعيد، وها هو الآن عاد إلي الصعيد ويقص كل هذا الحديث إلي صاحبه، ثم أجاب صاحبه بحزن شديد عليه
" أنت لا تحمل أي ذنب تامر، الذنب كله علي هذه المرأه التي خدعتك وحرمت أب من أطفاله؛ حتي مات شوقاً لرؤيتهم أمامه، لقد كان متعلق بهما بشدة وعاملها بشكل جيد عندما جلبت له أبنته الكبيرة".
نظر له تامر بحزن، ثم أجاب بتساؤل
" أنت تعرف شكل الفتاتان"؟!
أومأ له بتأكيد، فهو معه صورة لهما؛ ويبحث عنهم دوماً طبقاً لأوامر سيده، ثم أخذ تامر الصورة من يديه بدموع أبت أن تتوقف فهما نفس الفتاتان التي تبكي ولاء من أجلهما دوماً، هذا يعني أنهم بناتها التي ضحت بهما من أجله لا محالة؛ ولكن السؤال الآن أين سوف يجد الفتاتان، قام من مقعده بحزن دافين وعانقه صديقه بحب وارتياح من معرفته الحقيقه المؤلمة، وعلم منه أن سيده شقيق زوج ولاء سابقاً يريد معرفه مكان الفتاتان ولا يجدهم، ووعد تامر أن يأتي مرة ثانية عندما يعلم مكانهم وجلبهم إلي عمهم هو الوحيد الذي يستحق أن يبقي الفتيات معه، فأمهم غير قادرة علي ذلك ولا تستحق أبداً.
أنت تقرأ
مأساة حياه (مكتملة) بقلم آيه خطاب
Romanceعندما يعاني الشخص من تسلط وظلم والدايه له، وهو غير كامل مثل جميع البشر، ويفقد شيئاً مهماً من حواسه..