رواية مأساة حياه
البارت الخامسلم ترَ حياه نظرة الصدمة علي ملامح ريان، وأكملت حديثها، أنها لا تريد أن تبقي عاله أو عبء علي أحدهما وهي لن تظل في هذا المنزل طوال حياتها، يجب عليها الاستقرار في منزل خاص بها وتعتمد علي نفسها، فهما يرعوها مُنذ خمسه عشر عاماً ومازالوا يرعوها ويهتمون بها ويحاولون إسعادها، ثم أجاب ريان بهدوء
" هل هناك أحداً قام باذيتكِ في المنزل"؟!
هزت حياه رأسها برفض، فهي لن تنكر أن الجميع يعاملها بطريقة حنونة ولم يتحدث معها بسوء، ثم هتف ريان بهدوء وتساول
" إذن لماذا تريدين الانفصال عنا"؟!
رفعت حياه بانظارها تجاهه، ثم أجابت في خفوت
" في الحقيقه دعاء سوف تتزوج وأنت أيضاً في يوم من الأيام سوف تتزوج وأنا سوف أظل بمفردي، لا يمكنني أن أجلس هنا طوال حياتي، يمكنني العمل وإدارة حياتي كما ينبغي أن يكون".
تنهد ريان بحزن شديد، فهي إلي الآن لا تعلم ما يحدث له أو ما يشعر به تجاهها، تظلمه وتقل انه يمكن أن يتزوج ويتركها مثلما سوف تتزوج وتتركها دعاء أيضاً، ثم هتف بهدوء
" أنا لن أتركك بمفردك، أعدك بذلك".
ابتسمت حياه لا إرادياً، ثم أجابت بهدوء
" أنا سوف أذهب إلي غرفتي".
عقد ريان جبينه في استغراب، قائلا
" لماذا"؟!
قامت حياه من مقعدها ولم تتحدث ببنت شفة، أخذت العصا الخاصة بها وحاولت الخروج من الغرفة؛ حتي قاطعها صوته الحنون، قائلا
" إذا أردتي أي شئ، يمكنك أخباري فقط، وسوف ألبي طلبك علي الفور".
أومأت له حياه بهدوء، ثم غادرت غرفته وهي تنوي علي فعل ما تريده؛ ولكن كان حديثه معها يمنعها من التفكير في هذا الأمر مرة ثانية، وجلست علي فراشها بحزن وسعادة شعورين كانا يخترقان قلبها بقسوة، فهي لا تشعر بأي شئ في حياتها الأليمة هذه، تريد أن تغير حياتها بأي شكل، لن تقتنع بحديث ريان لها، فهو في الأول أو الآخر سوف يتزوج وينظر إلي حياته وأن أعتني به اليوم لن يعتني بها باقي الأيام، سوف ينشغل في حياته مع زوجته.وقفت في المطهي؛ لكي تعد بعض الأطعمة التي يمكنها أن تأكلها الآن، فهي لم تأكل مُنذ الأمس، عندما غادر زوجها العزيز وتركها وتعامل معها بجفاء، لأول مرة في حياتها معه، تستمع إلي جفاءه وحديثه هكذا؛ ولكن كل ما يشغل عقلها الآن أين ذهب، مُنذ الأمس لم يأتي إلي المنزل، من الممكن أن يكون يريد تركها وعدم العودة للعيش معها مجدداً، فقد ضحت بحياتها وكل ما تملك حقاً كل ما تملك ضحت بيه من أجله؛ ولكنها لا تريد أن تظلمه من الممكن أن يكون لديه عمل هام أو شئ أخر يريد فعله، فهو كان رجلاً معها مُنذ أن رأيته، ولم يتعامل معها بأي سوء كان سندها وحاميها من أي خطر، ثم جلست علي الأريكة ووضعت الطعام التي أعدته علي الطاولة أمامها، وظلت شاردة في حياتها التعيسة ويوم زفافها علي زوجها العجوز، كم كانت حزينة ومجبورة علي هذه الزيجة وكم كان والدها متسلط وقاسي وأجبرها علي الزواج منه دون أن يهتم إلي رأيها وحبها الشديد لتامر الذي جاء لكي يتقدم لها ويطلبها للزواج ورفض والدها؛ لانه كان فقير وعلي الرغم من ذلك كان يستطيع أن يفتح المنزل ويتزوجها، ويكون زوج مناسب وصالح لها؛ ولكن الأموال عمت عيون والدها وزوجها العجوز والغني أيضاً أغره عيونه بأمواله وقصره الضخم، ومسحت دمعه خائنة علي وجنتيها عندما تذكرت كيف تركته وغادرت بعد مرور وقت ليس بقليل علي زواجهما.
أنت تقرأ
مأساة حياه (مكتملة) بقلم آيه خطاب
Storie d'amoreعندما يعاني الشخص من تسلط وظلم والدايه له، وهو غير كامل مثل جميع البشر، ويفقد شيئاً مهماً من حواسه..