البارت الثالث والثلاثون

21 2 0
                                    

جلس نواه على الكنبة واضعاً يديه بين قدميه ودموعه مستمرة بالنزول وقال: لم اعد استطع العزف مرة اخرى، تلك الضربة التي تلقيتها على يدي أثرت في الاعصاب ويبدو ان حلمي تخلى عني.
(انتفضت سينا من كلماته وتفاجئت باالذي سمعته، ولكن لا وقت لضعفها الآن امام نواه فعليها ان تدعمه لا ان تزيد جرحه.)
ذهبت وجلست جانبه وأمسكت يديه قائلة: ستعزف مرة اخرى، ثق بهذا، وستكون بخير وسأكون دائماً بجانبك.
استلقى نواه على قدميها بهدوء: ماذا ان لم استطع؟ كيف سأبدأ من جديد في تحقيق حلم آخر؟
وضعت سينا أصابعها على شعره وبدأت تمررها بين خصلاته لتشعره بالاسترخاء والهدوء: ستستمر في مهنتك، فصوتك لازال موجوداً للغناء، وإما عن يدك فأنا سأكون يدك الاخرى التي ستعزف بها، لا تقلق ستنجح في تخطي هذا.
امسك نواه يد سينا التي تربت على رأسه وقبلها ثم ضم يدها بين يديه قائلاً: لن تتخلي عني أليس كذلك؟
ضحكت سينا وقالت: لو كنت سأتخلى عنك لما كنت هنا الآن.
نواه: احبك حقاً.
عندما سمعت سينا هذه الكلمة من نواه، فراشات في معدتها بدأت بالطيران ودقات قلبها بدأت بالتعالي والاضطراب، فهذه هي المرة الاولى التي يقول لها نواه هذه الكلمة، ولم تكن تتوقع هذا الشيء، فهي كانت تنتظر احدى مفاجئات نواه لكي يعترف بحبه ولكنه يبدو ان هذه المرة شعر بالضعف وقالها بسبب قلة حيلته، فرحت سينا كثيراً لهذا الاعتراف الصغير البدائي ولكنها لازالت تنتظر الاعتراف الرسمي.
اما نواه فلم يكن يشعر بنفسه الا وهو يغفو في مكانه وعلى اقدام تلك المشتعلة من الفرح بسبب كلمته التي رماها من دون سابق انذار.
(عند جولين وبايلي):
بايلي وهو يعصر ملابسه الممتلئة بالماء: هل انتي سعيدة الآن؟
جولين: هههه كثيراً، لقد شعرت بطاقة لم اشعر بها من قبل اتسس (عطست).
بايلي: هههههه ارني طاقتك الآن عندما تستلقين في الاعلى بسبب مرضك.
جولين: هههه لا تقلق انا لا امرض اتسس(عطست مرة اخرى)
بايلي: هذا واضح، هيا انهضي لآخذك للداخل.
(ساعدها على الوقوف وأخذها لغرفته، ثم اخرج بعض الملابس من خزانته وأعطاها اياها)
بايلي: لا استطيع إعطاءك من ملابس شيف، ارتدي ملابسي الآن ريثما تجف ملابسك، وانا هذه المرة سأحضر لك الحساء ههههه.
اومئت جولين رأسها بخجل: شكرا لك.
(عند سابينا وبيبي):
قرروا الاتصال بعائلاتهم وأخبارهم عن علاقتهم، لأنهم بالفعل قرروا ان يطوروا هذه العلاقة الى الخطبة ثم الزواج.
كلا العائلتين كان سعيد وموافق ولم يبقى شيء سوى وصول عائلة كل من سابينا وبيبي الى لوس انجلوس لكي يتم الأمر.
سابينا: انا سعيدة جداً ان عائلتي تقبلوا الامر.
بيبي: وانا سعيد اكثر لوجودك في حياتي.
سابينا: بيبي؟
همهم بيبي كإجابة.
سابينا: هل ستبقى تحبّني حتى ولو اصابني اللذي اصاب شيف وذهبت للعالم الآخر؟
عانقها بيبي بقوة وقال: اشششش لا تقولي هذا لن تذهبي لأي مكان، ثم اننا لا نريد اطفال.
سابينا بامتعاض: ابتعد ستخنقني، ثم انني اريد انجاب الكثير من الاطفال من قال انني لا اريد!
بيبي: حسناً لا تغضبي بسرعة آسف، لننجب عشرة اطفال لتكوني سعيدة هل هذا جيد؟
سابينا: وهل انا قطة لأنجب عشرة اطفال؟ طفلان يكفي.
بيبي: حسناً حسناً ياحبيبتي كما تريدين.
ضحكت سابينا وقالت: حقاً لا اصدقك بالرغم من انك شخص عصبي وحازم في الحياة اليومية ولكنك تعاملني كالأطفال بكل رقة حتى لو تصرفت معك بفظاظة .
بيبي وهو يلمس خصلات شعرها: لأنك طفلة، انتي طفلتي المدللة، ثم انني اهرب من ضجيج العالم الخارجي اليكي، لاني احبك وأشعر بالأمان معك، وايضاً انتظرت طويلاً من اجل هذه العلاقة فكيف سأفسدها بهذه السخافات؟
سابينا: اففف بيبي كنت شاعرياً جداً في كلامك لقد اثرت مشاعري ياهذا، (عانقته) احبك كثيراً.
بيبي: أعشقك.
(في منزل جوش):
كان كعادته الفوضوية يستعد لاستقبال آني برائحة عطره المنتشرة في ارجاء المنزل...
(طرق الباب)..
جوش: لقد اتت، اففف اهدأ جوش تمالك نفسك ليست المرة الاولى التي ستتعامل بها مع النساء.
ذهب وفتح الباب: سيدة غابرييلي.
آني: الجوش ماالأخبار؟ (ودخلت)
جوش: ماهذه الاسماء التي تنعتيني بها؟ اسمي جوش فقط جوش ليس الجوش او جوشي او بيوشامب، جووووش فقط.
آني: افف حسناً جوشوا.
جوش: اه منك لن تفهمي، تعالي (وعانقها) هل سافر زوجك المغفل؟
آني: اجل، ويبدو ان سفرته ستطول هذه المرة، لقد أخذ الكثير من الحقائب معه.
جوش: ممتاز، اي لا يوجد من يعترض وجودك هنا.
آني: ومن سيهتم بجوش الصغير في غيابي؟!
جوش: اتركي جوش الصغير لمربيته واهتمي بجوش الكبير قليلاً.
آني: اعتقد انك انت الطفل الصغير وليس ابني جوش، ولكني احب حالتك هذه.
جوش: ههههه وانا احبك انتي، هيا تعالي لقد حضرت لليلة جميلة لنا.
آني: هممم لنرى اختراعات الجوش.
جوش: جوووش اسمي جوووش.
آني: هههههه حبيبي المدلل.
جوش: ماذا قلتي للتو؟ هل حبيبي؟
آني: ألست حبيبي؟
جوش: انا حبيبك وصغيرك ووالدك وأخوك وصديقك وكل شيء، وزوجك في المستقبل بعد ان اقتل زوجك الحالي.
آني: جوووش احبك كثيراً، ولكن لنبعد فكرة القتل من الوسط.
جوش: اممم سأفكر بالأمر...
(عند صوفا):
كان المساء قد بدأ بالحلول، صوفا ارتدت اجمل مالديها بالاضافة الى وضع بعض مستحضرات التجميل الخفيفة التي تظهر أنوثتها.
وصلتها رسالة على هاتفها من أندري ليخبرها انه قد وصل بالفعل الى امام منزلها وينتظرها في الخارج.
خرجت له بأبهى حلتها وهو بالطبع لم يكن لديه اي كلمة ليقولها امام ذلك الجمال.
صوفا: هههه مابك؟ هل نذهب؟
(هز أندري رأسه بالموافقة من غير تحويل نظره عنها )
صوفا: هيا اذاً...
(عند جولين وبايلي):
نزلت جولين الى المطبخ حيث كان بايلي متواجد وهي مرتدية احد قمصان بايلي التي أعطاها لها..
جولين: انا اتيت.
بايلي: والحساء جاه... ماهذا؟
نظرت جولين لنفسها: ماذا؟
بايلي: هل تريدين المرض اكثر؟ لما ترتدين هذا القميص الرقيق؟
جولين: هه ولكنك انت من أعطيتني اياه!
بايلي: لقد أعطيتك الكثير من الملابس وليس هذا فقط، انتظري (ذهب لغرفته واحضر احد كنزاته الصوفية وعاد لجولين)
بايلي : ارتدي هذه فوق القميص (ووضعها في رأسها مساعداً لها على ارتدائها)
جولين: ولكنها صوفيةةةةة، سأشتعل من الحر الآن.
بايلي: الشعور بالحرارة افضل من المرض.
جولين ببرود واستفزاز : لماذا؟ هل تخاف علي؟
بايلي بتلبك: ااا هيا الحساء جاهز. (واتى ليبتعد عن جولين ولكنها أمسكته بيده، رفعت اقدامها لتوازي وجهه وقبلته بجانب شفتيه )
جولين بابتسامة: شكرا لك.
(اما بايلي فقد شعر بالخجل الشديد والحرج من قبلة جولين تلك وهذا كان واضح من لون وجهه اللذي تحول للأحمر بعد تلك القبلة)
بايلي: سأذهب واتفقد شيف.(وخرج من المطبخ)
ضحكت جولين من خلفه وقالت: ههههه لم يتغير، لازال خجله نفسه.
(في منزل بيبي):
سابينا: حبيبي، هيا لتوصلني للمنزل، لقد تأخر الوقت.
بيبي بحزن : ألا يمكنك ان تباتي هنا الليلة؟
سابينا: لا، لدي اعمال غيرك لأنجزها.
بيبي: وهل الاعمال اهم مني؟!
سابينا: بيبييييي هياااا لا تضيع الوقت.
بيبي: حسناً اذاً لأوصلك، ذاتاً سأذهب لمكان ما بعد ايصالك.
سابينا: اها، الى اين ستذهب؟
بيبي: الى احد النوادي، فلدي صديقة تنتظرني.
سابينا والغيرة تخرج من رأسها: ومن هي تلك الصديقة ها؟ هيا لنذهب معاً ونتعرف هيااا( وبدأت تشده من يده)
بيبي: ههههه اهدأي حبيبتي انني امزح معك.
ضربته سابينا على كتفه: لا تكرر هذا المزاح لانه غير مضحك، والآن قل الحقيقة الى اين ستذهب؟
بيبي: الى نواه، اريد الاعتذار منه فقد قسيت عليه في الكلام منذ يومين ولم اره بعدها لاعتذر منه.
سابينا بابتسامة: هذا اجمل شيء ستفعله، بالنهاية سينا اصبحت كبيرة ولديها الحرية فاختيار شريكها المستقبلي أليس كذلك؟
بيبي: لا افهم الآن ماشأن سينا باعتذاري من نواه! مبادئي تجاهه لن تتغير سيثبت نفسه اولاً قبل ان اسمح له بإنشاء اي علاقة مع اختي، وسأعتذر منه ايضاً من اجل مبادئي فقط فهمتي؟
سابينا: اه من عنادك اه، هيا تفضل لتوصلني.
(عند صوفا وأندري):
كانوا قد وصلوا لأحد المطاعم الفاخرة وجلسوا على طاولتهم المخصصة التي حجزها أندري سابقاً وطلب تحضيرها خصيصاً من اجل صوفا.
أندري: هل أعجبك المكان؟
صوفا: انه جميل جداً شكرا لك.
أندري بابتسامة نحو عيون صوفا: انتي من زدتيه جمالاً.
صوفا لم تجب بأي كلمة فقط اكتفت بابتسامة خجولة صامتة.
أندري: ايه هل سنبقى صامتين هكذا؟
صوفا: لا اعلم، ماذا تريد ان نتحدث؟
أندري: اريد ان اسمع اجابتك، مشاعرك تجاهي!
صوفا: أندري هل تحبّني حقاً؟
أندري: وهل هذا سؤال؟! انني احاول اثبات حبي لك بشتى الطرق، لم اكن اعلم انه لازال لديك شك في حبي لك!
صوفا: لا لا ليس لدي شكوك، انا اؤمن بحبك لي وأقدره جداً، ولكن انا... ا انااا.
أندري: انتي؟
صوفا: لا انكر انني معجبة بك ايضاً، ولكنه اعجاب فقط اقصد انت في كل مكان اذهب اليه، تخرجني من حزني، دائماً ماتصنع لي المفاجآت، وأقدر كل هذه الاشياء ولكني معجبة بك فقط لا استطيع التطرف الى مشاعر الحب بسرعة آسفة.
ضحك اندري وامسك يدا صوفا: الإعجاب يجلب الحب، صدقيني كما جعلتك تعجبين بي سأجعلك تحبيني ايضاً.
صوفا: ههههه انت اندري المليء بالمفاجآت، تستطيع فعلها.
أندري: اجل اجل استطيع.
(عند بيبي):
كان قد اوصل سابينا لمنزلها وبالفعل اتجه نحو منزل نواه اللذي كان ينام على اقدام اخته في منزله...
وماهي لحظات الا وأصبح بيبي امام منزل نواه يطرق الباب...
(استيقظ نواه بعد عناء ليرى سينا لازالت أصابعها تتغلغل في شعره بينما هي تغفو وواضعة رأسها على طرف الأريكة، ابتسم لشكلها ولم يوقظها بل اتجه مباشرة نحو الباب، أراد ان يفتح ولكن شيئاً ما بداخله اوقفه، فنظر من العين الساحرة التابعة للباب ليرى من هناك قبل ان يفتح وياللمفاجأة لقد كان بيبي!)
نواه: ياللمصيبة، هل لديه قرون استشعار في الصباح داهمنا في منزل سينا والآن في منزلي! (ذهب مسرعاً وحمل سينا بصعوبة لكي لا يوقظها وبسبب يده المصابة ايضاً ثم أخذها الى غرفته، وضعها في سريره واغلق الباب ثم عاد ليفتح باب المنزل لبيبي).
نواه: اا اهلاً.
بيبي: ماهذا؟ من فعل بك هذا ياهذا؟ ماهذه الكدمات!
نواه: ااا لقد دخلت في عراك مع احد ما.
بيبي وهو يدخل: يبدو انهم نالوا منك بشكل جيد.
نواه: أليس هذا ماتريده؟!
بيبي: ههههه ماذا تهذي يااخي، بالطبع لا اريد ان يصيبك اي سوء، احياناً اغضب منك ولكني احبك، حتى انني اتيت الآن لأعتذر منك لاني قسيت عليك بالكلام في ذلك اليوم.
نواه: ااا لا عليك، فلدي اخت ايضاً واخاف عليها بمقدار خوفك على سينا.
بيبي: اذاً اصحاب؟
نواه: هههه اصحاب.
بيبي: هيا اذاً دعني اذهب لمنزلي بهدوء، لقد تأخر الوقت.
نواه: الى اللقاء اذاً.
(وما ان خرج بيبي من منزل نواه حتى استيقظت سينا باستغراب لانها في سرير نواه، نهضت وخرجت للصالة حيث نواه يجلس)
سينا من خلفه بهدوء : لما وضعتني في سريرك؟!
نواه: لان بيبي كان هنا.
سينا: ماذا ؟! ياالهي، ارجوا الا يكون قد فعل شيء خاطىء.
نواه: لقد جاء للاعتذار.
سينا: اه اخي اللطيف، بما انك بخير دعني اذهب لمنزلي، اراك غداً.
نواه: ولكن الوقت متأخر.
سينا: سيارتي في الخارج لا تقلق.
نواه: عندما تصلي للمنزل ارسلي رسالة لأطمئن عليكي.
سينا: حاضر سيدي، هههه هيا الى اللقاء.
فتح نواه يديه: عناق؟
(عانقته سينا بكل قوة وكأنها ستذهب للأبد)
نواه: شكرا لك من اجل كل شيء.
سينا: لا عليك، انتبه لنفسك ولا تحزن اكثر هيا الى اللقاء.
خرجت سينا من منزل نواه لمنزلها اما نواه فقد عاد للجلوس على أريكته منتظراً رسالتها.
(في منزل جوش):
كان قد استمتع كثيراً بيومه مع آني، فقد شاهدوا فيلماً معاً، كما انهم تحدثوا بمواضيع كثيرة حول علاقتهم واشياء اخرى غير مهمة، المهم لهم انهم بجانب بعضهم البعض.... لقد رقصوا ايضاً، وتحولوا لمراهقين في هذه الليلة ناسين ظروفهم الحياتية كطفل آني مثلاً!
استمتاعهم هذا تطور لأشياء اخرى كالشرب حتى الثمول...
آني وهي ثملة: هههههه جو...جوشوا، لقد شربنا كثيراً، كيف سأعود للمنزل.
جوش: هنا منزلك (واشر على قلبه)
استلقت اني على صدره قائلة: كم تحبّني ؟
جوش بثمالة: كم تعتقدين؟
آني: جوشيييييي، ليس لدي حال للتفكير(بدلع) انت اخبرني.
جوش: احبك لدرجة عدم التفكير بمستقبل هذا!
آني: هههه مستقبل ماأذ(🛑ولم تكمل كلمتها لأن جوش بدأ يقبلها👩‍❤️‍💋‍👨، وهي لم تقاومه ابداً، بل بدأت تبادله قبلاته)
الامر لم يقتصر على القبلات فقط، فقد تطرف لفعل اشياء اخرى. وقف جوش مساعداً آني ايضاً على الوقوف وهو لازال يقبلها، ثم بدأ بإسدال فستانها شيئاً فشيئاً، وتبعه باقي ملابسها. آني لم تقاومه ابداً بل بدأت تنزع عنه قميصه ايضاً، رموا ملابسهم ارضاً، ثم حملها بين يديه وأدخلها غرفة نومه وهي تشد عناقه...🛑
يبدو ان تلك الليلة ستكون مميزة لجوش وآني، حبهم تقدم سريعاً وهذا واضح، وكما قال جوش مستقبل هذا مجهول، من يعلم، ربما هذه الليلة ستكون الليلة الاخيرة لقصة الحب الغير شرعية، وربما ستكون بداية علاقة جديدة تنتهي بالزواج! من يعلم🤷🏼‍♀️.
انتهى ذلك اليوم بعد الكثير من الاحداث، صوفا أعلنت إعجابها بأندري، سابينا وبيبي قرروا ان يتقدموا في علاقتهم للزواج، جولين كانت سعيدة جداً بالإنجاز اللذي تصنعه لتعود لقلب بايلي، اما بايلي فقد أعلن وقوعه مرة اخرى لجولين... في الحقيقة هو لم يعلن هذا بعد لانه عنيد، ولكن وجهه وتصرفاته هي من أعلنت هذا الوقوع. وهاهم آني وجوش يستمتعون بعلاقتهم التي لم تكمل الاسبوع بعد، غير مبالين بأي شيء حولهم. و سينا كانت كلمة نواه لازالت عالقة في رأسها وقلبها ايضاً... "انا احبك حقاً"، هل تلك الكلمة غالية الثمن حقاً لتكلف كل هذا العناء!، اما نواه فقد كان تائه بين طريقين... طريق قلبه وطريق عقله، فطريق قلبه يأخذه الى سينا وغيتاره اللذي لن يستطع العزف عليه مرة اخرى، اما طريق عقله فيأخذه لعائلته التي تعيش في مدينة اخرى، كم من الصعب الاختيار!
يوم جديد واحداث جديدة ستبدأ...
(في منزل بايلي):
كان بايلي كعادته غارقاً في نومه، فقررت جولين إيقاظه على طريقتها الخاصة اليوم بمساعدة طفلته شيف.
(حملتها وأخذتها الى غرفته، ثم وضعتها على صدره، وما ان احس بايلي ان هناك شيء بحجم صغير على صدره حتى ضمه بين يديه وابتسم، اما جولين فقد اكتفت بالنظر الى شكلهم اللطيف وأخذ بعض الصور لهم)
فتح بايلي عيناه ووجد جولين تلتقط الصور فقال: صباح الخير.
جولين بابتسامة: هل أعجبك هذا الصباح؟
بايلي: انه اجمل صباح استيقظت عليه منذ شهرين.
جولين:هههه هذا جيد، اذاً ابتسم لألتقط لكم صورة جيدة.
ابتسم بايلي ونظر لها ولكن سرعان ماغير رأيه قائلاً: هيا تعالي، اقتربي.
جولين باستغراب: ماذا؟
بايلي: يجب ان تكون الصورة كاملة.
جولين: هل تقصد ان آخذها من هذا الجانب؟
بايلي:اخخ لا، اقصد ان تدخلي في الصورة معنا.
جولين: ح.. حقاً؟
طئطئ رأسه بايلي بنعم.
اقتربت جولين منه وأخذت صورة ثلاثية تجمعها مع بايلي وطفلتهما الصغيرة.
جولين: شكراً لك.
بايلي: على ماذا؟ اردت فقط صنع يومك كما صنعتي يومي!
ابتسمت جولين: ان أعجبك هذا لنقم به دائماً.
بايلي: امممم لا امانع!
جولين بسعادة واضحة على وجهها: حسناً (ثم قبلته على وجنته وقالت) ليكتمل يومك، ثم خرجت من غرفته بسرعة.
اما بايلي فقد اكتفى بالنظر لطفلته قائلاً: هل ترين ياطفلتي، يبدو ان تلك الفتاة أوقعتني في شباكها مرة اخرى! هيا تعالي لننهض ونرى امر تلك الفتاة. (حمل طفلته بهدوء عن صدره وخرجا من الغرفة متجهين للصالة).
(في منزل جوش):
كان لازال ينام بعد ليلة طويلة ممتعة قضاها مع آني، حتى آني كانت نائمة بين احضانه، ولكن هذا الامر لم يدم طويلاً لأنه قد تمت مداهمتهم من قبل نواه هذه المرة.
طرق الباب...
استيقظ جوش وابعد آني من بين احضانه ببطء ثم خرج ليفتح الباب، وبالطبع في اثناء طريقه للباب رأى ملابسه وملابس آني المرمية في الصالة، فحاول ابعادها بقدمه وإخفائها تحت الكنبة، ومن بعدها فتح الباب.
نواه: صبا... اووو هل استيقظت للتو، آسف.
جوش: لا عليك، بالأصل ماحالة وجهك هذه؟
نواه: اه قصة طويلة.
جوش وهو يؤشر على وجه نواه: هل هذا هو المرض اللذي كنت تتحدث عنه وتتغيب عن المدرسة من اجله!
نواه: في الحقيقة اتيت لأتحدث عن هذا الموضوع.
جوش:حسناً ادخل.
(دخلوا وجلسوا في الصالة):
جوش: اذاً ماالامر؟
نواه: لقد فكرت كثيراً واتخذت قرار، اريد ان اقدم استقالتي.
جوش: ماذا؟! لماذا؟ لحظة هل بيبي السبب؟ هل هو من ضربك؟
نواه: لا، لا شأن لبيبي، لقد كان لدي بعض المشاكل السابقة التي لا تخصني في الاصل، والآن تلك المشاكل عادت وبدأت تلاحقني، ومن اجل هذا اريد تقديم استقالتي والعودة الى مدينتي القديمة فربما تكون عائلتي بخطر.
جوش: أتفهم موقفك، ولكن ألا تستطيع الانتظار قليلاً ريثما تنتهي المدرسة، لم يتبقى الكثير على بدء العطلة الصيفية!
نواه: كنت اود ذلك، ولكن لا استطيع حقاً، حتى لو بقيت فلن استطيع تعليم الموسيقى مرة اخرى فقد تعرضت يدي للإصابة ولا استطيع العزف على الغيتار مرة اخرى.
جوش: في هذه الحالة لا استطيع قول اي شيء لك سوى التمني بالتوفيق والعودة العاجلة، ستعود أليس كذلك؟
نواه: حقاً لا اعرف اجابة هذا السؤال حتى... لا اعرف ماالذي ينتظرني.
جوش: ان القرار يعود لك ولكن ارجوا ان تعود، فلقد اصبحت منا ياهذا.
نواه: هههه سأفكر في الموضوع.
جوش: لحظة لحظة، لقد قررت الرحيل فجأة أليس كذلك؟! ماذا عن سينا؟

صدفة... هل حلوة ام مرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن