(عند الباقي):
بعد ساعة كاملة من البكاء والنواح على شيف، نهض بايلي ذاهباً باتجاه غرفة الوفيات ، أراد رؤية زوجته فهو لازال لايصدق انها حقاً تركته ورحلت...
بيبي: بايلي انتظر، فأنت بوضع لايسمح لك برؤيتها الآن.
بايلي وهو يمشي بصعوبة من دون ان يعطي اهمية لكلمات بيبي فقط كان يهذي ببعض التمتمات: اريد رؤيتها... اريد رؤيتها، لايمكنها الذهاب هكذا اريد رؤيتها.
(سابينا لم تحتمل رؤية بايلي في هذا الوضع فهذه هي المرة الأولى التي تراه منهار لهذه الدرجة منذ ان عرفته، حتى عندما تركته جولين لم ينهار هكذا فانهارت باكية بين احضان بيبي..)
سابينا: ارجوك بيبي ساعده، أعد اليه شيف، فليساعده احد ارجوكم.
بيبي: اششش سيمضي كل شيء، سيمضي، ثم أومأ لسينا بالذهاب خلفه.
(عند نواه وصوفا):
كانوا يجلسون في حديقة المستشفى، وصوفا لاتزال تبكي..
تنهدت صوفا: البارحة كنت معها، كانت تضحك كثيراً(شهقت) صوت ضحكاتها ترن في أذني، كنت اصرخ عليها لتتوقف عن الضحك وتصمت...وهاهي الآن صمتت الى الأبد، نواه شيف صمتت للأبد(نزلت دموعها اكثر وبهدوء اعادت كلماتها) لقد صمتت للأبد.
نواه: أخبرت جوش بهذا قبل قليل والآن سأعيده لك مع بعض الإضافات، انه القدر ولانستطيع التحكم به، ربما موت شيف كان الأفضل لها، من يعلم ماكان سيحدث لو لم تمت.
صوفا ببرود : وماذنب تلك الطفلة التي ولدت قبل قليل؟! ها اجبّني؟ كيف ستكون حياتها من دون ام!
نواه: بايلي سيكون افضل اب وأم لها صدقيني، ثم اننا سنساعده، بالطبع لن نترك صديقنا.
صوفا: نواه، احتاج للشعور بالأمان، فالآن لم يبقى لي احد بعد رحيل شيف.
عانقها نواه: كلنا موجودون معك، لن تفقدي شعورك بالأمان.
مسحت صوفا دموعها وقالت: أتمنى ذلك.
(عند جوش):
كانت سيارته تأخذه لاشعورياً الى امام منزل آني، او ربما قلبه المشتت هو من اخذه.
أوقف سيارته كالعادة امام منزلها وجلس يتأمل الباب ودموعه تنزل، ربما تشعر بوجوده وتخرج له...لقد كان يحتاجها حقاً هذه المرة، فهي الوحيدة التي بإمكانها إخراجه من ظلمته او هذا ما كان يظنه لأنها هي الوحيدة التي كانت متملكة قلبه.
جوش وهو غارق في دموعه: ارجوكي اخرجي، اخرجي وربتي على كتفي، اخبريني انني لم افقد صديقتي، اخبريني ان هذا مجرد كابوس وسينتهي عند خروجك.
كان يتمنى كثيراً ان تسمع آني كلماته وتستجيب له حقاً ولكن الأخرى كانت غارقة في نومها...
(عودة للمستشفى):
حيث كان بايلي قد دخل بالفعل الى غرفة الوفيات ليقابل شيف النائمة في ثبات في احدى السرائر الباردة من غير حركة، اما سينا فقد كانت خلف الباب تنتظره في الخارج.
بايلي بابتسامة: حسناً شيف، لقد كانت مزحة جيدة والآن انهضي.
.... لا اجابة.
بايلي وهو يحاول إيقاف دموعه: طفلتنا تنتظرنا، هيا انهضي بسرعة لنذهب ونراها معاً... الا تريدين ان نختار لها اسمها؟ هل تريدين من سابي وضع اسمها عليها؟! هههه هل تذكرين عندما قالت سابي انها تريد ان نسمي طفلتنا على اسمها، حينها قلتي لي لاينقصنا سابي اخرى نحن ممتنون بواحدة (وضع يده على وجه شيف وبدأت دموعه تتساقط ) لقد وعدتني انك لن تتركيني ياهذه، من سيحضر لي الفطور الآن؟ من سيثير غيرتي بجوش؟ من سيقف معي في لحظات ضعفي؟! كنت ارغب في الركض الى أحضانك في هذه اللحظة وأخبارك بأنني فقدت اغلى مااملك، لتخففي عليي ألمي ولكن للأسف انتي من هي اغلى مااملك، إلى من سأذهب الآن ها؟ من سيخفف ألمي هذا غيرك ؟استيقظي وأخبريني انها احد مزحاتك السخيفة، اعدك انني لن أغار من جوش عليكي وسأستيقظ باكراً... أعدك ان أضع أغراضي في مكانها الصحيح من دون تخريب المنزل، فقط استيقظي.
سمعت سينا هذيان بايلي فدخلت لتخرجه من عند تلك المستلقية بسلام قبل ان ينهار اكثر.
سينا: بايلي، هيا تعال معي (وشدته من يده).
بايلي افلت يده من سينا وقال: ابتعدي، كيف سأتركها هنا لوحدها؟ المكان مظلم وبارد انها تخاف في هذه الأجواء، سأوقظها وآتي حسناً؟!
بدأت دموع سينا بالانهمار وصرخت: بايلي كفاك هذيان لقد ماتت، انظر أمامك الى جسدها الهامد.
بايلي: اشش اخفضي صوتك انها نائمة لاتزعجيها، انا سأوقظها بلطف ونذهب الى طفلتنا.
سينا: بايلي ارجوك، تعال معي انك منهار لاتعي ماتقوله، هيا.
بايلي بغضب دفع سينا: قلت ابتعدي.
اقتربت سينا منه وصفعته بقوة لعلها تعيده الى وعيه فهرع باكياً بين أحضانها بينما نواه وبيبي يقفون وينظرون اليهم والدموع تغرقهم، فهم لايستطيعون فعل شيء في هذه اللحظة سوى البكاء، ومواساة بايلي.
اتت احد الممرضات اليهم وقالت: آسفة على مقاطعتكم، اعرف ان ماتمرون به صعب جداً، ولكن عليكم التوقيع على أوراق الطفلة لكي لاترسل الى الميتم.
(بايلي لم يعطي اي اجابة)
سينا: بايلي، هيا ارجوك انها طفلتك وطفلة شيف،(ربتت على رأسه بخفة) احفظ روح شيف وأكرمها بطفلتها.
مسح بايلي دموعه وتنهد: معك حق.( ثم خرج ذاهباً مع الممرضة وبيبي رافقهم)
لم يبقى سوى نواه وسينا... كانت سينا تنظر لنواه بعيون ممتلئة بالدموع لكنها رافضة النزول.
ففتح لها نواه يديه ليستقبلها بين احضانه قائلاً: يمكنك البكاء الآن، يمكنك إظهار ضعفك هنا(واشر على حضنه)لايوجد احد الآن سوانا، لكي الحرية في البكاء والضعف بقدر ماتشائين.
ركضت سينا الى احضانه وانهارت بالبكاء قائلة: هيي من فعلت ذلك، هيي.
نواه بهدوء : اششش اهدأي، تعالي لنخرج من هذا المكان البارد وبعدها اشرحي لي ماالذي تقصدينه.
سينا بشهقة: ماذا سيحصل الآن لتلك الطفلة؟
نواه: اششش، اهدأي سنحل هذا ، هيا تعالي(وضع يده على كتفها معانقاً لها وخرجوا من غرفة الوفيات حيث شيف كانت ترقد بسلام هناك....)
(في مكان الاستعلامات):
حيث كان بايلي وبيبي يسجلون أوراق الطفلة.
الممرضة: كل الإجراءات تمت ،تبقى فقط اسم الطفلة، ماالإسم اللذي ترغبون بتسجيله؟
بايلي مسح وجهه بكفيه: لا اعلم.(ونظر لبيبي اللذي اتصل بسابينا لتحضر ايضاً)
بايلي: سأسميها ساب..
قاطعته سابينا: انتظر، انظر بايلي كما تعلم انني هددتكم من قبل لكي تسموا الطفلة بإسمي، ولكن كنت امزح معكم(نزلت دموعها) اختر الإسم اللذي كانت شيف ترغب به .
سرح نظر بايلي للأرض قليلاً وقال: لم تختر اي اسم!
(ثم نظر لبيبي وسابي فأومئوا له بالإيجاب وكأنهم عرفوا ماالذي سيفعله)
بايلي: شيفاني.. اسم الطفلة شيفاني (ثم تركهم وذهب باكياً لرؤية طفلته).
انها ليلة صعبة على الجميع...
(عند نواه وسينا):
كانوا يجلسون في حديقة المستشفى...
نواه: المكان بارد ستمرضين الآن (خلع معطفه ووضعه على سينا التي تبكي بهدوء ثم عانقها لتضع رأسها على كتفه)
سينا: كل شيء اصبح كالحلم، شيف ماتت... جولين عادت، جوش مختفي، بايلي في الاعلى منهار، وانا اجلس وابكي هنا مكتوفة الأيدي ولا استطيع فعل شيء.
نواه: سنعيش الألم لكي نتخطاه...يجب ان نعيشه.
مسحت سينا دموعها وقالت بنبرة غاضبة: او ننتقم من المسبب لهذا الألم.
نواه: هل هناك مسبب؟!
سينا: جولين، جولين من كان السبب في موت شيف.
نواه: من هي جولين؟ وماشأنها بوفاة شيفاني؟
سينا: انها حبيبة بايلي السابقة، ولقد رأيتها قبل قليل بالقرب من غرفة العمليات تراقبنا.
رفع نواه رأس سينا عن كتفه وامسك وجنتيها بكلتا يديه قائلاً: حتى ولو كانت تراقب الوضع لكن لا يوجد لديك دليل على انها المسؤولة عن موت شيف.
نهضت سينا من جانبه وقالت: سأجد دليل هذا(وعادت للداخل).
تنهد نواه بقوة ناظراً للسماء من فوقه ثم تبعها للداخل.
(عند بايلي):
كان يجلس امام الحضانة وينظر لطفلته من خلف الزجاج، فهو لايستطيع الدخول اليها الآن نظراً لولادتها المبكرة، لذا يجب عليهم التأكد من قيمها الصحية قبل السماح لوالدها بمسّها.
بينما كان يجلس لفت انتباهه اب وام آخرين يراقبون طفلهم ايضاً، كان يتأمل ملامح السعادة التي تعتلي وجوههم، التفت لطفلته وبدأ يحدثها من خلف ذلك الزجاج: هل رأيتي ياعزيزتي كم هم عائلة سعيدة! ماذا لو بقيت والدتك معنا وكنا الآن نشعر بسعادة هذه العائلة ها؟ (نزلت دموعه واستمر) بالرغم من ذلك لن ادعك تشعرين انك بدون ام، سأكون الاب والأمً اللذان تستحقينهما... سأحرص على رعايتك كما كنت ارعى والدتك من قبلك(شهق) ليتها كانت هنا الآن...
(حسناً لابد من ان شيف رحلت ولكن هناك احد آخر قد اتى وقرر اخيراً المواجهة).
وضعت يدها على كتفه وهي في غاية التوتر، اعتقد بايلي في البداية انها سابينا، ولكن عندما التفت لها كانت الصدمة .
بايلي: ان.. انتي!
جولين ببكاء: بايلي لدي تبرير لكل شيء اسمعني.
بايلي وهو مصرور الاسنان من الغضب: ابتعدي من هنا الآن، لاتدعيني اصرخ واجعلك محط أنظار الجميع.
جولين: بايل..
قاطعها بايلي بصراخه: قلت ابتعدي، ولا تقتربي مني.
جولين: و.. ولكن شيف هي من أرسلتني اليك!
امسكها بايلي بقوة من يدها وشدها خلفه الى خارج المستشفى: كيف تجرؤين على ذكر اسمها! (بغضب) لا تذكري اسم زوجتي على لسانك ولا تظهري امامي مجدداً، هيا ارحلي.
جولين: ولكن لدي...
بايلي بصراخ: قلت ارحلي (ثم عاد للداخل لنفس المكان اللذي كان متواجد به عندما اتت جولين).
كان غاضب جداً...خائف...حزين... مصدوم... شريط حياته في الخمس سنوات الأخيرة يمر أمامه الآن... ماهذا القدر؟! هل القدر آخذ زوجته منه ليعيد اليه حبيبته السابقة التي تركته من دون اي تبرير؟! أسئلة كثيرة كانت تجول في عقل بايلي ولكن غضبه من رؤية جولين وحزنه على فقد شيفاني كان اكبر من تلك الأسئلة.
أما جولين فلم تحتمل تزاحم الصراخ من حولها... تارة من سينا وأخرى من بايلي، ربما كانت تتوقع ردة الفعل هذه ولكنها كانت قاسية على قلبها قليلاً ،فاختارت العودة الى منزلها ومواجهة حزنها لوحدها بين جدران غرفتها...
انتهى ذلك اليوم المؤلم المحتوي على اكبر خيبة قد حصلت... انتهى باختفاء جوش، سهر بايلي طوال الليل بجانب طفلته.... غفوة سابينا على كتف بيبي بجانب بايلي...ونوم كل من نواه وسينا في منزل صوفا معها بعد ان طلبت منهم ذلك لأنها كانت خائفة من الصدمات التي تعرضت لها طوال اليوم...
(في الصباح التالي):
قبل موعد الدفن وتحديداً في منزل صوفا:
استيقظت سينا وخرجت للصالة لترى نواه يتحدث عبر الهاتف مع احد ما، أنهى مكالمته والتفت لسينا.
نواه: صباح الخير.
سينا: صباح الخير، مع من كنت تتحدث؟ هل كل شيء على مايرام؟
نواه: لقد كان بيبي، اخبرني ان اذهب للمدرسة لأرسل لأهالي الطلاب ان المدرسة مغلقة اليوم بسبب المأساة التي حدثت، فهو لايستطيع ترك بايلي وسابينا وحدهم في المستشفى و جوش مختفي منذ البارحة ولا اثر له.
تنهدت سينا: اخاف من ان يكون قد حصل له شيء ما، لقد رأيت بعينيك كيف كان وضعه عندما وقع بعشق تلك السيدة، فما بالك الآن بموت اقرب أصدقائه، اففف جوش اين ذهبت!
نواه: لاتقلقي، سأحل امر المدرسة اولاً، ثم سأبحث عنه ونتبع بالجنازة، سأخرج الآن لألحق انتبهي لنفسك.
سينا: سآتي معك.
نواه: ابقي بجانب صوفا، لقد رأيتي كم كانت خائفة البارحة.
سينا: معك حق، حسناً اذاً الى اللقاء.
خرج نواه واتجه نحو المدرسة...
(عند جوش):
استيقظ بسبب صداع رأسه الشديد، ووجد نفسه في احد الحدائق، لقد قضى ليلته كاملة هناك مع الكثير من شرب الكحول اللذي تسبب في صداعه، ماذا يفعل؟! أراد نسيان ماحدث.
نظر حوله وتمنى ان يكون كل ماحصل مجرد كابوس ومضى، امسك هاتفه بيده الراجفة واتصل على شيف.
جوش بهلوسة: هيا شيف اجيبي، هيااا استيقظي لقد اصبح الوقت متأخر، استيقظي اريد ان اخبرك عن الكابوس اللذي رأيته... هههه احذري ماذا، لقد كنتي انتي بطلة هذا الكابوس،(بدأ يستعيد وعيه وبدأ يتكلم بجدية مع رجفة صوت خلفه الكثير من الدموع) لقد رأيتك ميتة بعد ولادتك، ولكن لابأس يقولون انه اذا رأيت شخص ما قد مات في منامك، هذا يعني انه ولد من جديد في الحقيقة (نزلت دموعه) هيا شيف اجيبي على هاتفك اللعين اجيبيييي...
(في المستشفى):
ايقظ بيبي كل من سابينا وبايلي وخرجوا من المستشفى لكي يجهزوا أنفسهم قبل الجنازة.
اما شيف الصغيرة فقد تركوها في المستشفى لأن الطبيب اخبرهم انها تحتاج للبقاء لعدة ايّام تحت إشراف الأطباء لضمان عيشها.
(في منزل آني):
استيقظت وتفقدت هاتفها لتجد ان جوش لم يرد على رسالتها بعد...
آني في نفسها: يوجد امر غريب في الموضوع (تنهدت) اتمنى ان يكون بخير.
ثم ذهبت وأيقظت طفلها جوش لكي توصله للمدرسة...
(في المدرسة):
أنهى نواه الاتصالات اللازمة وخرج فالتقى بآني على باب المدرسة...
نواه: مرحباً، آسف لا يوجد دوام اليوم.
آني: ولكنه الخميس!
نواه: في الحقيقة لقد توفي احد اساتذة هذه المدرسة، فقررنا ان نغلق المدرسة اليوم وربما غداً ايضاً.
آني بتوتر: من مات؟
نواه: معلمة الرسم السابقة.
آني: اها، تعازي لكم.
نواه: شكراً والآن استأذنك عليي الذهاب للحاق بالجنازة .
(أومأت له آني برأسها وسحبت ابنها جوش للسيارة)
الطفل جوش: هل هذا يعني انني سأمرح طوال اليوم؟
آني: سأعيدك للمنزل وستأتي مربيتك بعد قليل.
الطفل جوش: ألن تبقي معي؟
آني: حبيبي لدي بعض الأعمال سأنهيها واعود.... وهاقد وصلنا هيا انزل وكن طفل مطيع لن أتأخر.
الطفل جوش: الى اللقاء.
(نزل من السيارة ودخل المنزل اما آني فذهبت لتنفذ أعمالها تلك، او في الحقيقة لقد ذهبت الى المقبرة... ذلك المكان اللذي سيتم به دفن شيفاني، في الحقيقة هي لاتعلم من تكون شيفاني، ولكنها ارادت رؤية حال جوش، فقد اعتقدت ان تلك المتوفاة تعني لجوش الكثير لدرجة ان تجعله يهمل رسالتها الاخيرة وبالفعل لقد اصابت الاعتقاد لان جوش كذلك بالفعل)
(في المقبرة):
كان موعد الجنازة قد حان... اناس كثيرون مجتمعون.. أصوات نديب ونواح... الكثير من كلمات الوداع.
كان كل من بايلي وجوش وصوفا في مقدمة ذلك الحشد اللذي ليس بصغير، وكل واحد منهم يحاول تهدئة نفسه بطريقة ما...
كانت جولين تراقب مراسم الجنازة من بعيد، فلم ترد الإقتراب لكي لا تشتت بايلي اكثر وتخلق بلبلة في الوسط، وبذات الوقت ارادت حضور مراسم الجنازة احتراماً لروح شيف التي ساعدتها ووثقت بها.
تمت صلاة الجنازة والأدعية المناسبة ثم حمل بايلي وجوش شيف ووضعوها في قبرها مع الكثير من الدموع وبدأوا يردون التراب فوقها...
انتهت مراسم الجنازة وبدأت حشود الناس تتلاشى.
انخفض جوش على قبر شيف وقبل ذلك التراب المبتل وقال: ارقدي بسلام يانصف روحي (مسح دموعه ونهض).
بيبي: جوش الى اين تذهب، انتظر.
جوش من دون ان يلتفت اليه: ارغب في البقاء وحيداً، سيكون هذا افضل لي(ثم ذهب).
سينا من خلفه: انتبه لنفسك.
اما بايلي كان جالس بجانب قبر شيف وممسك ذلك التراب اللذي لم يجف بعد في يديه.
سابينا: هيا بايلي، انهض لنذهب.
بايلي: انها تخاف لوحدها، سأبقى معها.
نواه: الى متى ستستمر في وضعك هذا؟ هيا بايلي يجب عليك ان تصبر على هذا البلاء، ان لم يكن من اجلك فمن اجل طفلتك.
شدت سينا على يد نواه لكي يصمت لأن بكلامه هذا يزيد من الم بايلي ولا يخففه ابداً، اما جولين فقد كانت تبكي على حال بايلي تتمنى ان تستطيع الاقتراب منه وتخفف ألمه ولكن لافائدة...
(خارج المقبرة):
خرج جوش وكان متوجهاً لسيارته فرأته آني التي بدورها وصلت لأمام المقبرة.
آني: أليس ذلك هو! اه تباً لم استطع اللحاق بالجنازة، يبدو انه حزين جداً... اه ماهذا هكذا! لما يتمايل بهذا الشكل، يبدو انه ثمل! الغبي هل سيقود سيارته في هذه الحالة!
(ولم تكمل كلامها لان جوش انطلق بسيارته بالفعل من جانبها)
آني: اخ ماذا يفعل هذا (وتبعته في سيارتها...)
(عودة للمقبرة):
نهضت صوفا من جانب بايلي بعد ان ودعته وخرجت من المقبرة... لقد كان وداعها مؤثر جداً وكأنها سترحل هي الاخرى.
كانت تتثاقل في خطواتها،فقد كانت منهكة من البكاء الشديد... كادت ان تقع ولكنها احست بيد ما تحتويها من الخلف لتمسكها... نظرت لتعرف من كان ذاك الشخص فوجدته أندري ذاك الشاب المتعدد الصدف.
صوفا بهدوء: أندري، لقد ماتت شيف(شهقت ووضعت رأسها على صدره) لقد رحلت.
أندري وهو يمسح على رأسها: تعازي لك.
صوفا: لقد كانت أقربهم الي...
أندري: سأكون التالي.
رفعت صوفا رأسها عن صدر اندري وقالت باستغراب:ها؟!
أندري: هيا تعالي(وسحبها بيدها نحو سيارته).
(عند الباقي):
فقد خرجوا واحداً تلو الآخر من المقبرة تاركين بايلي وحده حسب طلبه.
بايلي: عزيزتي والآن بقينا لوحدنا، (استلقى بجانب قبر شيف وعانق التراب وكأنه يعانق جسدها) اين تريدين قضاء عيدك السادس والعشرين هذا العام؟ فالعام الماضي لم تحبي سفرتنا الى سويسرا وكنتي ترغبين في المكوث في البيت والاحتفال مع الأصدقاء (نزلت دموعه) وهاهي الآن رغبتك ستتفذ، سنحتفل هنا هذه السنة مع العنصر الثالث الاضافي لعائلتنا.. طفلتنا الصغيرة، سيكون احتفالاً لا ينسى...
(عند جولين):
خرجت من المقبرة بعد جفاف دموعها على حال بايلي، واتجهت الى منزلها لأخذ ذلك الشريط التي كانت شيف قد سجلته في السابق، لم ترد ان تخفيه اكثر، فرؤيتها لضعف بايلي جعل منها تتصرف بسرعة لكي تقترب منه وربما تستطيع مواساته في حاله هذا... وبالتالي يسامحها هو.
(عند جوش):
وصل الى مكان ما... بعيداً عن الأنظار ، لقد كان مكان جميل نوعاً ما ويوحي بالطمأنينة...
نزل من سيارته ودخل، اما آني التي كانت قد تبعته في سيارتها طوال الطريق استغربت من المكان اللذي ذهب اليه جوش، فذلك المكان يشبه المنزل قليلاً ولكنه في الحقيقة ليس منزل إنما شيء آخر.
لم تتردد ولا لحظة بالدخول خلف جوش متجسسة لذلك المكان، لم ترد إظهار نفسها امام جوش لأنها لا تعرف السبب اللذي دهاها لتلحق به، وايضاً لا تريد ان تخرج فكرة انها متزوجة من رأسها.... مخططاتها لم تنجح مع الأسف وسرعان ماتغيرت تلك المخططات تلقائياً عندما رأت جوش يجلس في احد زوايا المكان ويتأمله ويبكي.
تقدمت آني نحوه ليصدح صوت حذائها العالي في المكان نظراً لأن المكان فارغ مما شد انتباه جوش.
رفع رأسه ورآها فمسح دموعه بسرعة وباستغراب: آني؟!
آني بهدوء: هل انت بخير؟
نزلت دموع جوش مرة اخرى وأومأ رأسه ب:لا
اقتربت منه آني اكثر وجلست بجانبه ليلقي بنفسه الى أحضانها باكياً كالطفل الصغير.
جوش: اليوم ودعت شيف، لن تعود شيف مرة اخرى، لم يعد هناك من يجعلني اثير غضب بايلي.
آني وهي تعبث بشعر جوش وتمسح على ظهره بيدها الأخرى: تعازي لك.
أنت تقرأ
صدفة... هل حلوة ام مرة
De Todoابطال الرواية: نواه،جوش،بايلي،بيبي،اندري،سينا،اني،جولين،شيفاني، سابينا، صوفا. نبذة عن الرواية: مجموعة مدرسين يعملون في مدرسة مختصة بالفنون، يخوضون بعض التحديات ويعيشون قصص مليئة بالدراما، كوميديا ،اكشن ،ورومانسية بالإضافة لبعض الشخصيات الخارجية ال...