البارت الثامن والعشرون

19 1 0
                                    

بدأ الدوام المدرسي وكلٌ يعطي دروسه كالمعتاد..
صوفا في صف الرقص، سينا في صف السباحة، نواه في صف بايلي عوضاً عنه في غيابه، اما سابينا فلم يكن لديها اي عمل فاختارت الجلوس مع بيبي اللذي كان يدرب طلابه في الملعب.
(في منزل جولين):
استيقظ بايلي بعد فترة من نومه ليجد جولين فوق رأسه.
ابتسمت جولين له: صباح الخير ايها الوسيم.
بادلها بايلي الابتسامة وقال: صباح الخير.
جولين: ألم تشتاق لطفلتك؟ اخبروني انها أصبحت بصحة جيدة.
نهض بايلي عن اقدام جولين وقال: انا ذاهب اليها.
لمست جولين قدماها المتخدرتين بسبب نوم بايلي عليهما لوقت طويل وقالت: لازال جسدك ثقيل كسابق عهده هههه لقد جعلت قدماي تتخدران.
بايلي ببرود: آسف.
نهضت جولين بصعوبة واقتربت منه قائلة: لا عليك، سأكون مسنداً لك حتى لو بلغت المئة كيلوغرام.
بايلي: هممم سنرى هذا لاحقاً، الآن علي الذهاب ،طفلتي تنتظرني.
جولين بدلع: همم وهل بإمكان والد الطفلة الجميلة الانتظار قليلاً لأذهب معه؟
بايلي: لأفكر... امممم خمس دقائق فقط.
جولين بحماس: سأنتهي قبل ان تكتمل الخمس دقائق حتى (وركضت لغرفتها ثم عادت مرة اخرى اليه وطبعت قبلة على وجنته واعادت الركض الى غرفتها)
(ابتسم بايلي ابتسامة باردة للذي حدث ، فهو لم يسامح جولين بعد ولكنه ينفذ وصية شيف فقط، بينما في الطرف الآخر جولين كانت تعتقد انه سامحها، حسناً لنقل انه ربما غفر لها ذنبها قليلاً لأنه عرف السبب اللذي جعلها تتركه قبل سنوات ولكنه لم يستطع نسيان ذلك الجرح اللذي سببته له والأيام التي عانى بها بسببها)
اخرجه من أفكاره تلك خروج جولين من غرفتها لتمسك برسغه قائلة: انا جاهزة.
بايلي: لم تأخذي الكثير من الوقت.
ابتسمت جولين وقالت بخفة: أخبرتك انني سأكون جاهزة قبل اتمام الخمس دقائق.
بايلي: فتاة جيدة، هيا دعينا نخرج الآن.
جولين: هيا...
(عودة للمدرسة):
وتحديدًا للملعب عند بيبي وسابينا...
سابينا بصوت عالي: بيبييييي، احم اقصد استاذ بيبيييي.
اقترب نحوها بيبي وقال: ماذا هناك ياجميلة بيبي؟
سابينا بدلع: لقد مللت.
بيبي خلع نظارته الشمسية وألبسها لها وقال: هل تريدين ان تأخذي مكاني قليلاً؟
ابتسمت سابينا: اجل.
بيبي: حسناً اذاً، ايها اللاعبون الآنسة سابينا سوف تأخذ دوري الآن للقليل من الوقت.
سابينا: شكرا لك ( ثم همست)ارغب في تقبيلك الآن هنا و بشدة ولكن عيب امام الطلاب.
بيبي: هههه نحل امر هذا لاحقاً، الآن ارتدي هذه (خلع قبعته عن رأسه وألبسها هي)
سابينا بدلع: ولكنها كبيرة.
بيبي: لا مشكلة انها ستحميكي من أشعة الشمس الحارة، وخذي هذه ايضاً (أعطاها الصافرة) عملاً موفقاً ايتها المدربة.
سابينا: احم احم شكراً لك، هيا ايها اللاعبون خذوا مواقعكم...
ابتسم بيبي على شكلها وجلس جانباً يراقبها.
(في صف الرسم):
كان نواه لايعلم الاطفال اي تقنيات في الرسم وإنما يلعب معهم، وكان الجرس قد قرع لإنهاء الحصة ولكن نواه لم يسمعه، ولا حظت سينا هذا، فذهبت له للصف لتناديه ولكنها توقفت عندما رأت لطافته مع الاطفال، فقد كان احد الاطفال الصغار يطبع يديه الصغيرتين على وجنتي نواه ونواه يعانقه ومستمتع بذلك، جميع الاطفال حوله كانوا سعداء وسينا لم تستطع مقاومة شكلهم اللطيف فأمسكت هاتفها وبدأت تصورهم( نعم لقد أصبحت تستخدم هاتفها كثيراً من اجل تسجيل الذكريات الجميلة، لأنها من بعد وفاة شيف ، بدأت تخاف من فقدان أحبتها بدون ان تجمعها ذكريات معهم).
احد الاطفال لاحظ وجود سينا على الباب: آنسة سينا، تعالي والعبي معنا ارجووووكي.
نظرت سينا لنواه فأومأ لها بالموافقة فدخلت، وبدأوا يلعبون ويلهون مع الطلاب بالألوان، الى ان قاطعهم جوش.
جوش: انتهى الدوام ياصغار (ثم التفت لنواه وسينا) وأنتم ماحالتكم هذه؟!
التفت نواه وسينا لبعضهم ثم ضحكوا وقال نواه: كنا نلعب مع الصغار.
جوش: بدأت اشك من هم الصغار هنا، هيا يااطفال هيا، اتمنى ان يكون نهاركم سعيد، وأنتما الاثنان (لسينا ونواه) اذهبا ونظفا هذه الألوان عن وجهيكما قبل ان يجفوا وتقعون في مصيبة.(ثم خرج وراء الاطفال)
التفت نواه الى سينا مرة اخرى، ثم بدأوا بالضحك.
نواه بمزاح: تبدين مضحكة.
سينا: انظر لنفسك اولاً هههههه.
(في المستشفى):
كان بايلي وجولين يقفان امام سرير الطفلة شيف...
جولين بهدوء : هل انت مستعد لحملها؟
تنهد بايلي واغلق عيناه ثم فتحهما مرة اخرى وقال: اجل.
ابتسمت جولين له وأخرجت شيف الصغيرة من سريرها ووضعتها بين يديه.... شعور غريب احس به، فهذه هي المرة الاولى التي يحمل بها إنسان بهذا الحجم.. والأغرب من هذا ان هذا المخلوق الصغير يعود له فهي طفلته في النهاية دموعه نزلت تلقائياً مع ابتسامة عريضة تشق وجهه بينما جولين شدت على كتفه والقت رأسها عليه لتتأمل شيف وتربت على رأسها ووجهها الصغير.
يبدو ان بداية جديدة سوف تبدأ... وربما بدأت حتى من يعلم!...
(عودة للمدرسة):
كان جوش كالعادة يقف امام المدرسة وينتظر مجيء آني لتقلَّ ابنها للمنزل..
وصلت تلك المجعدة بعد لحظات، وما ان رآها توسعت ابتسامته اما هيي فمثلت انها لاتراه من الأصل ولكنها طبعاً لم تستطع اخفاء عيونها الضاحكة.
أصعدت ابنها الى السيارة وانطلقت مسرعة، وطبعاً جوش لم يستطع كبح نفسه عن إرسال رسالة لها عبر الهاتف وكان محتواها كالتالي: هل عدتِ لتسريحتك القديمة من اجلي؟
وكان رد آني سريع حيث قالت: لا، ارجعته لأني اردت هذا.
قرأ جوش الرسالة وابتسم قائلاً: تباً لكبريائك اللذي لا يرحم.
(عند نواه وسينا في مرافق المدرسين):
نواه: ااااه هذه الالوان لا تذهب بسهولة.
سينا: امممم حسناً لنستخدم مزيل الطلاء المائي ربما ينفع. (وبالفعل استخدمته على وجهها ونجح بإزالة تلك الالوان)
سينا لنواه: افف رائحتي أصبحت كرائحة الوقود، ولكن لا بأس المهم انني تخلصت من هذه الألوان، هيا اقترب لأساعدك على ازالتها.( وما ان قربت ذلك المزيل الا وشعر نواه بالدوار الشديد من رائحته، كاد يقع ارضاً لو لم تسنده سينا)
سينا بخوف: ماذا حصل لك فجأة؟ هل انت بخير؟!
نواه: لدي حساسية من هذه الروائح.
سينا بأسف: اه آسفة لم اكن اعلم.
ابتسم لها نواه: لا عليكي انا بخير لا تقلقي.
(قاطعهما دخول بيبي المفاجئ):
بيبي بجدية: ماذا تفعلون هنا هكذا؟
سينا: ااا اخي لقد شعر نواه بالدوار واسندته لكي لا يقع.
بيبي: جيد، اذهبي لسابينا انها تنتظرك، ستذهب معك اليوم.
سينا: و... ولكن نواه...
تظاهر نواه بابتسامة: انا بخير، شكراً لك.
سينا: ح..حسناً اذاً اراك لاحقاً (وخرجت مسرعة من امام بيبي)
رمق بيبي نواه بنظرة جدية وقال: انتبه لتصرفاتك في المدرسة وخارجها (ثم اقترب من نواه وربت على كتفيه قائلاً): أتمنى لك الشفاء العاجل.(وخرج هو الآخر تاركاً نواه غارقاً في تصرفات بيبي التي لا تدل على الخير ابداً ولكن لماذا! فهو لديه حبيبة ايضاً، لما يمنع اخته من عيش هذا الشعور؟!....)
(بعد ساعات طويلة من اليوم وتحديدًا عند الساعة العاشرة مساءً):
يطرق باب منزل سينا لتفتح وتتفاجأ بالذي تراه أمامها... لقد كان نواه ملقى على الأرض امام منزلها ووجهه مليء بالكدمات والدماء تملأ ملابسه وهو يسعل بقوة...
سينا بصراخ: نواااااااه ، مااللعنة التي فعلت بك هكذا بحق السماء....
حسناً لنعد بالزمن قليلاً...
(قبل ثلاث ساعات):
طرق الباب...
سينا: نواه!
نواه: مرحباً.
سينا: اهلاً، ماسبب هذه الزيارة المفاجئة؟!
نواه: في الحقيقة جئت للاعتذار، لابد انني وضعتك في موقف محرج مع بيبي.
سينا: هههه لاعليك، بل انا من يجب علي الاعتذار، لقد علقت مع اخي المجنون بسببي.
نواه: استطيع تفهم وجهة نظره فلدي اخت ايضاً وكنت أعامل حبيبها كما يعاملني بيبي.
سينا: اممم اذاً لدى السيد يوريا اخت وهو عصبي تجاه أحباء اخته.
نواه بغضب: أحباء ماذا؟! انه حبيب واحد فقط.
سينا: أوبس اسفة ههههه حسناً لاتغضب، هيا تعال (وخرجت من منزلها أمامه)
نواه باستغراب : الى اين؟
سينا: اريد القيام بجولة على متن دراجتك فالجو جميل وانا اشعر بالملل.
نواه: اوه كنتي تخافين من ركوب دراجتي منذ يومين ماالذي تغير الان؟
سينا: اللذي تغير امممم(فكرت قليلاً) لم يتغير شيء ولكني اشتقت لبعض الادرينالين في حياتي فمن المعلوم سابينا ارتبطت بأخي ونسيت امري.
نواه بمزاح: هههه تخيلي لو كانت سابي فقط تزعم انها صديقتك من اجل الحصول على بيبي!
سينا وهي تضع خوذتها: كدت قتلتها منذ وقت، نوااااه ساعدني بإرتداء هذه الخوذة اللعينة.
نواه وهو يغلق الخوذة لها: ألم تعتادي عليها بعد! ثم هذه الخوذة التي تنعتيها باللعينة هي من ستحمي رأسك ان وقعتي عن الدراجة.
سينا: اذاً بإمكانك القيادة ببطء لكي لا اقع.
نواه: ههههه حسناً، بما انك انتي من اختار هذه الجولة على الدراجة فسأنفذ كلامك.
سينا: حقاً!
ابتسم نواه وأومأ رأسه ب: نعم.
سينا بحماس: اذاً الشرط الاول لا تسرع.
نواه: كما تريدين آنسة سينا، والآن تمسكي (عانقته سينا من الخلف وانطلقوا بالدراجة)
(في منزل بايلي وشيف):
كان بايلي يعانق طفلته ومستلقي بجانبها على السرير.
سابينا التي كانت عنده مع بيبي: بايلي لما لا تضع الطفلة في سريرها لو كانت شيف هنا لكانت افتعلت مشكلة بسبب هذا.
بايلي: لن اترك طفلتي وحدها، لا أريدها ان تشعر بالوحدة.
بيبي همس لسابينا: اتركيه على راحته حبيبتي، دعي جولين تتفاهم معه عندما تأتي من الأسفل، فهي طبيبة وتعلم جيداً كيف يجب ان يعامل الاطفال حديثي الولادة.
سابينا: يجب عليي انا التفاهم معها اولاً.
بايلي بهدوء: ارجوك سابي تحدثوا بهدوء، لا تفتعلي مشكلة لكي لا تستيقظ طفلتي .
(أومأت له سابينا ونزلت الى جولين للمطبخ التي كانت تعد الطعام لبايلي.)
سابينا: هيي انتي انظري الي، لا اعلم سبب بقاؤك هنا في منزل بايلي وزوجته الراحلة شيف، ولا اعلم ماغايتك من عودتك ايضاً، ولكن اعلم سبب تقبل بايلي لك (اقتربت منها اكثر) اسمعي ياعزيزتي انتي موجودة هنا الآن ومع بايلي لان شيف من طلبت منه ان يسامحك، ولأن شيف عزيزة على قلبه فلم يرفض طلبها، اما في الواقع فهو لا يحمل اي مشاعر تجاهك لذا لاتتأملي كثيرا بالعودة لبايلي كالسابق.
جولين والدموع في عينيها: انا لااطمح بأن آخذ مكان شيفاني، انا فقط احاول تدارك أخطائي السابقة.
سابينا: اسمعي جيداً، لن...(قاطعها دخول بيبي للمطبخ)
بيبي: سابينا هيا عزيزتي لنرحل، فلنترك بايلي يرتاح قليلاً.
سابينا: حسناً (التفتت لجولين) اياكي والقيام بأي حركة معاكسة تضر بايلي او طفلته لأنك ستجديني في وجهك.
بيبي: حسناً عزيزتي يكفي، هيا بنا (امسك يدها وخرجوا من منزل بايلي)
اما جولين فمسحت دموعها وبدأت تسكب الطعام لتأخذه لبايلي...
(عند جوش):
كان يزور قبر صديقته الراحلة شيف فقد كان هناك الكثير من الأحاديث التي سيخبرها بها.
جوش وهو يجلس بجانب قبر شيف: أتعلمين ياصديقتي، لقد وقعت بالحب بشكل سيء، السيدة التي احبها متزوجة هه احذري ماذا ايضاً، لديها طفل ويدعى جوش ايضاً، (تنهد) ليتك رأيتها قبل رحيلك، كنتي ستحبيها بالتأكيد.
(عند نواه وسينا):
كانا يجلسان في احد الحدائق، ثم لفت احدهم نظر نواه.
نواه بتوتر: سينا هيا لأعيدك لمنزلك.
سينا: ولكن الوقت لازال مبكراً، ام انك مللت من الجلوس معي ههههه.
نواه محاولاً اخفاء توتره: ا ههه ا لا ابداً، ولكن علينا العودة الآن هيا (امسكها بيدها وشدها نحو الدراجة من دون ان يسمع إجابتها).
(في منزل بايلي):
وضعت جولين الطعام على المائدة ثم صعدت لغرفة بايلي لتناديه.
طرقت الباب وفتحته بخفة لكي لا توقظ شيف الصغيرة ولكنها رأت بايلي ايضاً يغفو بجانب طفلته، اقتربت منه ولمست شعره بخفة وبدأت تهمس بجانب أذنه.
جولين: بايلي، هيا استيقظ الطعام جاهز، بايلييي.
بايلي وهو لازال يغمض عينيه: حبيبتي اتركيني بجانب طفلتنا قليلاً سآتي لاحقاً.
(وهنا عرفت جولين ان بايلي يهلوس بزوجته شيف، فهو لم ينعت جولين ولو لمرة واحدة بحبيبتي منذ عودتها)
كابرت على نفسها وهمست له مرة اخرى: الطعام سيبرد الآن، هيا استيقظ.
بايلي: اففف شيف (وفتح عينيه ليقابل جولين أمامه فاكتفى بالصمت والنظر لها)
اما جولين فابتعدت عنه وقالت: الطعام ينتظرك في الأسفل (وخرجت مسرعة من الغرفة لكي لا يرى بايلي دموعها)
(عند نواه وسينا):
وصلوا لأمام منزل سينا..
نواه: هيا تصبحين على خير، اراكي غداً، هيا ادخلي بسرعة.
سينا: حح حسناً، وداعاً.( كانت سينا منزعجة بداخلها لأنها كانت تعتقد ان نواه يعاملها هكذا بسبب خوفه من بيبي، ولكن الحقيقة غير ذلك، الحقيقة ان نواه رأى احد يراقبهم عندما كانوا في الحديقة، ولم يكتفي بذلك فقد بدأ بتعقبهم اثناء عودتهم لمنزل سينا، وبسبب هذا تغيرت معاملته مع سينا فقد كان خائفاً من ان يحصل لها اي مكروه ولكن ذلك المكروه قد حصل له)
(عودة للساعة العاشرة مساءً):
سينا بصراخ: نواااااااه ، مااللعنة التي فعلت بك هكذا بحق السماء....
(كان نواه يسعل كثيراً والدماء تخرج من فمه)
جلست سينا بجانبه وأمسكت رأسه قائلة: تحمل قليلاً سأتصل بالإسعاف (ولكن نواه امسكها من يدها واومئ برأسه رافضاً فكرة الإسعاف)
سينا بصراخ مصحوب مع غضب وخوف: ألا ترى حالة وجهك !
نواه بتعب وتثاقل: سأكون بخير (واتى لينهض ولكنه لم يستطع فعلها من دون مساعدة سينا)

صدفة... هل حلوة ام مرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن