البارت الخامس والثلاثون

13 0 0
                                    

وصلت سينا لأمام منزل نواه وطرقت الباب بعد ان استجمعت قواها ولملمت دموعها...
(فتح الباب):
نواه: سينا؟!
سينا بحرقة مصحوبة بهدوء: هل كنت سترحل من غير توديعي؟
نواه بتوتر وخجل: الموضوع ليس هكذا سينا.
نزلت دموع سينا: ماذا اذاً؟
(اكتفى نواه بالصمت فاتحاً يداه لسينا لتعانقه وتشد العناق وكأنها لن تراه مرة اخرى او كأنه سيرحل للأبد، كانت دموعها تنزل بغزارة وبالتالي نواه شعر بدموعها على كتفه، فقرر ان يخبرها ماالذي يجري وألا يترك إشارات استفهام حول رحيله كما اخبره جوش)
ابعدها عنه بهدوء ماسحاً دموعها وقال: هيا تعالي لندخل.(ودخلا المنزل).
(في المدرسة):
ذهبت صوفا لصف الموسيقى الى آندري..
صوفا: ماالأخبار؟ هل كل شيء على مايرام؟
آندري بابتسامة: اجل ولكن هناك شيء سيء بعض الشيء!
صوفا باستغراب: ماذا هناك؟
آندري: اشتقت لك كثيراً، والأسوأ من هذا انني على بعد بضعة خطوات منك لكني لا استطيع الاقتراب ولمسك لأننا في المدرسة.
صوفا: هههههه بضعة ساعات وسنخرج ثم ستستطيع التعبير عن اشتياقك هذا.
آندري: انتظر بفارغ الصبر.
صوفا: اراك لاحقاً اذاً.
آندري: الى اللقاء.
(في مكتب جوش):
كان يفكر في آني فمن بعد تلك الليلة لم يتواصلوا ابداً، ربما كانوا يشعرون بالخجل من بعضهم، او ربما آني استوعبت خطئها وارادت التراجع عن هذا.
جوش بعد تفكير عميق مع نفسه: ايه وماذا سيحدث، انه مجرد اتصال يااخي، هيا اتصل بها واسألها باللذي تفكر به. (وبالفعل اتصل).
جوش: مجعدتي الجميلة آني كيف حالك؟ هل لازلتي حزينة؟
....: عفواً؟ من المتصل؟
جوش: تأ مأ..بأ.
كيلا: هييي من انت؟
اغلق جوش هاتفه بسرعة وبدأ بشتم نفسه: تباً تباً كم انا احمق تباً، اتمنى الا يحدث شيء سيّء.
(في منزل آني):
كيلا بصراخ: سيدة آني تعالي الى هنا.
آني باستغراب: ماالأمر؟ من كان المتصل؟
كيلا: انتي اخبريني من ذاك الرجل اللذي ينعتك بمجعدته.
آني بتوتر وخوف: ااا ربما رقم خاطئ.
كيلا بصراخ اكبر: رقم خاطئ اذاً ها؟ رقم خاطئ! ماذا عن اسمك ايضاً؟ ها اجيبي، ذلك الوغد كان يناديكي بإسمك، هل تخونيني؟ ها اجيبيني.
آني بخوف: اا ليس كما تعتقد، ارجوك اسمعني قليلاً.
كيلا: كنتي تستغلين سفري، وتتركي طفلك وحيداً في المنزل لتتسكعي مع الرجال وتخونيني معهم! (صفق لها) احسنتي يازوجتي المخلصة احسنتي.
آني بغضب: تحدث بشكل جيد قبل ان اقطع لسانك ياهذا، لا تستطيع اهانتي بهذه الطريقة.
كيلا: اخرجي من منزلي حالاً، لا اريد رؤيتك مرة اخرى.
آني: كيلا، للمرة الاخيرة سأطلب منك ان تسمعني.
كيلا: انتهى كل شيء ايتها السيدة الخائنة، هيا للخارج اذهبي لذاك اللذي يناديك بمجعدته (وشدها من يدها ورماها خارج المنزل).
آني: اخخ اكرهك ياهذا، انت لا تستحقني.
كيلا: وانتي لا تستحقين منزلك وطفلك، لن تري جوش مرة اخرى، احفظي هذا الكلام جيداً (واغلق الباب في وجهها).
آني بصراخ: لا يمكنك حرماني من طفلي هل فهمت، لا يمكنك. (نهضت من الارض ببكاء وبدأت تمشي في الشوارع ، ثم اتصلت بجوش).
جوش: الو؟
آني ببكاء: ل.. لقد طردني من المنزل، وقال انه سيحرمني من طفلي، جوش ذاك الوغد سيحرمني من طفلي.
جوش: تباً، انا السبب في هذا، آني اهدئي حبيبتي اين انتي الآن؟
نظرت آني حولها: لا اعلم، انني امشي في شارع ما.
جوش: حسناً ارسلي موقعك وسآتي لأخذك حالاً.
آني: حسناً...
خرج جوش من مكتبه مسرعاً وعلامات الغضب مرسومة على وجهه.
سابينا: جوش ماالأمر؟
جوش: لا تغادري المدرسة قبل ان تفرغ من الطلاب، لن اكون موجوداً في وقت مغادرتهم.
سابينا: حسناً، ولكن مابك؟ الى اين تذهب هكذا؟
جوش: انا على عجلة من امري اراكي لاحقاً.
سابينا: حسناً الى اللقاء.
(في منزل بايلي عند جولين والطفلة شيف):
كانت جولين تداعب الطفلة شيف، وتحاول اضحاكها، وفجأة سمعت مناغاتها.
جولين بصدمة سعادة: ياالهي كم انتي لطيفة، هل ناغيتي للتو ياصغيرة ها؟ هيا تعالي لنري والدك هذا(واخذت هاتفها والتقطت فيديو لمناغاة شيف الصغيرة وارسلته فوراً لبايلي اللذي كان يجلس مع سابينا في المدرسة).
سابينا: وهذا ماحصل.
بايلي وهو يستطلع هاتفه: سيكون بخير لا تقلقي (ومن ثم بدأ بالابتسام على رؤية المقطع اللذي ارسلته جولين له)
سابينا بتساؤل: بايلي؟ ماهذه الابتسامة!
مد لها بايلي هاتفه قائلاً: شيف بدأت بالمناغاة.
(بدأت سابينا تشاهد الفيديو وتبتسم ايضاً على لطافة تلك الصغيرة)
سابينا: بايلي، هل انت سعيد مع جولين؟
صمت بايلي قليلاً وقال: انها تصنع المستحيل لإسعادي.
سابينا: اي انك سعيد!
بايلي: سابي انظري بغض النظر عما فعلته جولين في السابق ولكنها الآن تحاول التكفير عن خطئها واستطيع رؤية هذا بوضوح، اتمنى ان تتفهمي هذا.
سابينا: في النهاية انها حياتك الشخصية، وانا قلقة عليك لأني احبك فأنت بمثابة اخي، ولكن ان كنّت تقول انك سعيد فلا يجب علي تمني لك غير السعادة.
بايلي: شكرا لك.
(عند جوش وآني):
وصل جوش للمكان اللذي ارسلت آني موقعه..
نزل من سيارته ليجدها تجلس على الرصيف وتبكي،فعانقها قائلاً: هل انتي بخير؟
آني: جوش لقد انتهيت، ارجوك لن استطيع العيش من دون طفلي.
جوش: اششش حسناً ياعزيزتي اهدئي سنجد حلاً لهذا، هيا تعالي الآن لنذهب لمنزلي ونتناقش باللذي حدث.
آني أومأت رأسها بالموافقة، فساعدها جوش على الصعود للسيارة وانطلق بها الى منزله...
(في منزل نواه):
كان يرتب اغراضه وثيابه في حقيبته وسينا تتأمله بهدوء...
بعد هدوء مر لدقائق طويلة كسرت سينا هدوئها بالقول: لما لم تخبرني البارحة عندما كنّت عندك؟
نواه: لقد اتخذت هذا القرار بعد رحيلك، فكرت كثيراً وتوصلت للنتيجة، يدي الآن شبه معطلة ولا استطيع العزف بها وبالتالي لاعمل لي في المدرسة بعد الآن، وعائلتي في خطر الآن او ربما لا اعرف هذا ولكن علي العودة للحفاظ على سلامتهم.
سينا محاولة كبت دموعها: هل ستعود؟
نظر لها نواه بابتسامة ومسح دمعتها التي على وشك النزول بطرف اصبعه قائلاً: بالتأكيد سأعود، لن اترك اصدقائي والأشخاص اللذين احبهم بسهولة.
سينا: ماذا ان لم تعد؟
نواه بنفاذ صبر: اه سينا اعدك اني سأعود كما انني لن آخذ جميع اغراضي كما ترين.
سينا وهي تنزل رأسها ارضاً: حسناً.
نواه: ايه هل ستسمرين بالبكاء هكذا؟ لم اكن اعلم اني مهم لهذه الدرجة بالنسبة لك، هيا ألن تساعديني؟!
تنهدت سينا بتعب: اااه بلى سأساعدك.
نواه: هيا اذاً.
(في المدرسة):
كان قد حان وقت الانصراف...
كان بيبي يمر من امام مكتب سابينا فنادته...
سابينا: حبيبي انتظر .
بيبي: ماذا تريدين آنسة سابينا انا مشغول.
سابينا: آنسة سابينا؟! هذا يعني انك لازلت غاضباً مني.
بيبي: كما ترين، والآن وداعاً.(وذهب)
سابينا في نفسها: اففف سينا اكرهك، كل مصائبي بسببك.
(في صف صوفا):
طرق اندري الباب...
آندري: هل انتهت فتاتي الموهوبة؟
صوفا: ههههه اجل.
آندري:اذاً مارأيك ان نخرج للغداء؟
صوفا: امممم لا مانع من هذا فليس لدّي الطاقة لتحضير الطعام ههههه.
اندري: هههه هيا اذاً.
(اما عند كيلا والطفل جوش):
خرج الطفل جوش من المدرسة ووجد والده كيلا ينتظره اليوم وليس امه.
جوش: بابا؟ اين ماما لما لم تأتي اليوم؟
كيلا: انا من سأقلك ل ومن المدرسة من الآن فصاعداً، امك سافرت الى مكان ما.
جوش: الى اين فهي لم تخبرني.
كيلا:حبيبي نتحدث في هذا لاحقاً، مارأيك ايها البطل ان آخذك لتناول الطعام في احد اماكنك المفضلة؟
جوش: هييييي اجل اجل موافق.
كيلا: هيا اذاً.
(في منزل جوش):
كانت آني تغفو على الاريكة في منزل جوش بعد اليوم العصيب التي مرت به.
اقترب جوش منها بهدوء وهمس في اذنها وهو يلمس خصلات شعرها بخفة: حبيبتي هيا استيقظي لقد حضرت طعام الغداء، هيا ياجميلة هيا.
فتحت آني عيناها بهدوء: جوش، ارجوك لا اريد، لا اشتهي شيء.
جوش: ااه ولكن سآخذ موقف منك هكذا،هيا انهضي ستشعرين بالدوار ان لم تأكلي هيا.
آني: جوش ارجوك.
جوش: لا اعتراض، هيا بنا (وحملها بين يديه)
آني بصراخ: جوش ماذا تفعل انزلني.
جوش: آسف ولكنك لم تسمعي الكلام من البداية.
آني: أتعلم ماذا، بتصرفاتك هذه انت تجعلني اعشقك اكثر يوماً بعد يوم.
جوش وهو يضعها على الكرسي: وهذا مااريده، اريدك ان تشاركيني سعادتي بك.
آني: بالرغم من اليوم السيء اللذي امر به الا انك عدلته بشكل جيد، شكرا لك.
جوش: هذا أقل مايفعله العاشق، والآن هيا افتحي فمك سأطعمك بيدي.
(في منزل بايلي):
كان بايلي قد وصل للمنزل...
بايلي ينادي: ايتها السيدتان الجميلتان اين انتن؟
خرجت جولين من المطبخ مع الصغيرة شيف: نحن هنا.
ابتسم بايلي لها وقبل طفلته: هل كل شيء على مايرام؟
جولين: اجللل لا تقلق، والغداء سيجهز بعد دقائق، اصعد وبدل ملابسك ريثما حضرته.
بايلي: وهل استطيع استعارة طفلتي قليلاً؟
جولين وهي تمثل انها تكلم الصغيرة شيف: عزيزتي هل تريدين الذهاب لوالدك؟
(مد بايلي يديه وحمل شيف ولكنها بدأت بالبكاء)
بايلي: اششش مابك ياصغيرتي، هيا توقفي عن البكاء.
جولين: هههههه لن تتوقف هكذا هاتها( واخذت الطفلة من يد بايلي وخلال ثواني الطفلة شيف عادت للضحك).
جولين: هههه هل رأيت كانت تبكي لانها تريدني.
بايلي وهو يحدث طفلته: ماهذا لقد بعتني بسرعة، انا والدك ياهذه.
جولين: ههههه بايلييي انها طفلة لا تتكلم معها بهذه الطريقة، اذهب وبدل ملابسك هيا لا تلهينا.
بايلي: حاضر سيدة لوكاما.
(عودة لنواه وسينا):
كان قد حان موعد الوداع....
نواه: سينا شكرا لك من اجل كل شيء حقاً، انتي تعنين لي الكثير، واعتذر منك على التوتر اللذي حصل في الايام الاخيرة.
سينا وهي تبكي: لا تقل هذا، انا من عليه ان يعتذر بسبب تصرفات المتوحش بيبي الفظة.
نواه: ههههه انه خوف الاخ، لا عليكي.
سينا: انتبه لنفسك جيداً واخبرني عندما تصل.
نواه: حاضر انتي ايضاً انتبهي لنفسك ولاتحزني نفسك، وتوقفي عن البكاء.
سينا: سأحاول.
نواه: اه سينا خذي هذا فليبقى مفتاح منزلي معك، وهذا سيوصلني اليك اولاً عندما اعود.
سينا باستغراب: حقاً!
نواه: هههه اجل، والآن حان وقت الرحيل(عانقها بقوة محاولاً تذكر رائحتها، ثم ابتعد عنها وسحب الوشاح الذي على رقبتها)
نواه: سأحتفظ بهذا كذكرى منك ريثما اعود حسناً؟
سينا: كما تريد.
نواه:هيا الى اللقاء.(والتفت ليذهب)
سينا بصوت عالي: نواه.
التفت لها نواه فاقتربت منه وقبلته على وجنته قائلة: اعتني بنفسك جيداً.
ابتسم نواه: حسناً الى اللقاء.
استقل نواه سيارة اجرة ورحل، بينما سينا دخلت منزله متجهة لغرفته، التقطت قميصه الاخير اللذي كان يرتديه عن السرير وبدأت تشتمه وتبكي، فهذه هي المرة الاولى لها ان تتعلق بشخص ما لهذه الدرجة ربما لانها تعشقه
بعد مرور ثلاثة اشهر...
سينا: حسناً، لقد حدث العديد من الاشياء في الثلاث اشهر الماضية والآن سأحدثكم عنها...
انتهى العام الدراسي الحافل، وكل شخص التفت لحياته وعائلته واصدقائه.
فلنبدأ بعروسي السنة اخي المتوحش وحبيبته الغبية بيبي وسابينا، هؤلاء الاثنين قضوا هذه الثلاثة اشهر كالتالي: مشكلتين في الاسبوع، عشاء في الخارج كل يومين، اصدار الاوامر بحقي وكأنني طفلتهم، ايجاد مكان جديد كل يوم من اجل عقد خطبتهم، وبكل تأكيد فستان سابينا اللذي يتغير في الدقيقة عشر مرات والتي لجئت في النهاية الى طلب تصميم خاص من مصمم مشهور، اه لقد افلست اخي بسبب طلباتها التعجيزية، ولكن لا بأس بالنسبة له لأنه يحبها، ايه اتمنى لهم السعادة.
والآن قد حان وقت الثنائي التالي صوفا وآندري، حسناً كما تعلمون فلم اكن احب صوفا في البداية ولكن علاقتنا بدأت تتحسن تدريجياً بعد ان ابتعدت عن نواه، انها انسانة لطيفة ومليئة بالحيوية، حتى حبيبها آندري لطيف جداً ويحب صوفا كثيراً وهذا واضح من عيناه التي تلمع كل مايكون بجانبها وكأنه يراها للمرة الاولى، بالرغم من اني كرهت آندري في البداية لأنه اخذ مكان نواه في المدرسة ولكن هذا لا يعني اني لا احب مفاجآته لصوفا كل يوم فخلال هذه الثلاثة اشهر كان يفاجئها يومياً بشيء جديد، وكنت ارى هذا من خلال قصص صوفا التي تنشرها عبر الانستاغرام، اه ان هذا الشاب حلم كل فتاة تحب الرومانسية والمفاجآت، اتمنى ان اسمع خبر زواجهم في وقت قريب.
وقبل ان ننتقل للمتخلف اللذي يدعى جوش، سأتحدث قليلاً عن بايلي وعائلته الصغيرة.
بعد العديد من محاولات بايلي ليجمعنا مع جولين وافقنا، وتحدثنا كثيراً حول الماضي واثبتت لنا موقفها. سابينا لم تقتنع ولازالت تعتقد ان جولين سترحل مرة اخرى، اما انا فتقبلتها بعض الشيء، في النهاية سبب كرهنا لها هو رحيلها وتحطيم بايلي، ولكنها الآن مصرة على عدم الذهاب وهذا واضح من تصرفاتها وبسبب هذا اعطيتها فرصة أخرى، في النهاية كل شخص يستحق فرصة ثانية.
علاقة جولين وبايلي مع طفلتهم الصغيرة شيف جميلة جداً، استطيع رؤية هذا من خلال الصور التي يلتقطونها معاً، حتى ان بايلي عاد للضحك من جديد، لقد بدأ بالعودة للحياة مجدداً بعد وفاة زوجته شيف، وجولين لها دور كبير في هذا، اه هناك شيئاً آخر ايضاً حول عائلة بايلي،الطفلة الصغيرة شيف بدأت تحبو اه كم هذا جميل، لقد حصل هذا في آخر لقاء لنا في منزل بايلي وجولين، فقد كانت الصغيرة نائمة وفجأة وجدناها تحبو الى الصالة وهذه كانت من اسعد اللحظات التي عشناها خلال الثلاث اشهر الماضية.
احم احم افسحوا الطريق، الآن حان وقت الأحمق اللذي يدعى جوش لتسمعوا اخباره.
جوش، الغبي جوش...
انهى العام الدراسي على اكمل وجه، واثبت واجبه كمدير بجدارة، ليته أثبت اتزانه هذا في حياته العاطفية، فكما تعلمون السيد بيوشامب أحب آني، السيدة المتزوجة، و كان سبب انفصالها عن زوجها وبيتها وطفلها، آني تحب جوش كثيراً ربما لأنه عوضها عن اشياء كثيرة لم تعشها ولكن هذا لا يعني ان آني مرتاحة البال، فزوجها كيلا غير موافق على تطليقها وتركها، انه غبي ذاك الآخر لا اعلم ماغايته، فهو طردها من المنزل وفِي ذات الوقت يرفض الطلاق، والمشكلة الاكبر هي حضانة ابنهم جوش، فكيلا غير راضي بإعطاء جوش لآني، وآني تستمر بالبكاء بين احضان عشيقها جوش شوقاً لطفلها جوش الصغير.
آني الآن تعيش مع جوش في منزله، ربما هذا غريب بعض الشيء لأنهم غير متزوجين، ولكن علاقتهم كانت غريبة منذ البداية فهذا لا يعد شيء، وهم مستمتعين ايضاً فلا بأس، ولكن الأكثر استمتاع هي انا فبسبب آني، جوش لم يعد يتدخل في علاقتي انا ونواه، كما كان يفعل في بايلي وشيف، وهذا اجمل شيء قد حصل، أتمنى ان تحل ازمات هذا الثنائي الغريب قريباً.
والآن وصلنا الي انا ونواه...
كما تعلمون، أصيبت يد نواه ولَم يعد باستطاعته العزف مرة أخرى، ومن اجل هذا قررت التعلم على عزف الغيتار ، لقد تدربت كثيراً خلال الاشهر الماضية، كان الأمر متعباً بعض الشيء في البداية ولكني الآن اعزف بمهارة، اريد ان افاجئه عند عودته بعزفي هذا، لربما سنصبح ثنائي فني، انا اعزف وهو يغني، ربما... ان عاد.
نعم نواه... اه من نواه، فهو لم يعد حتى الآن، لقد طال غيابه رائحته بدأت بالاختفاء من منزله، و ملابسه بسبب كثرة اشتمامي لها وعناقها، انني افتقده كثيراً، لقد بدأ حقاً يغيب، اتصالاتنا بدأت تقل، ورسائلنا حتى، ربما هو مشغول فمن الطبيعي ألا يقول لي تصبحين على خير لليلتين متتاليتين أليس كذلك؟! بالنهاية اصبحت انام في منزله داخل سريره وكأنه بجانبي، لم استطع الاعتياد على غيابه فعند رؤية جميع العاشقين من حولي أتمنى لو انه كان بجانبي حتى ولو لم نعترف بشكل واضح بعد ولكن كلانا يعلم اننا عاشقان لبعضنا البعض، ربما نهاية جميلة تنتظرنا بعد كل هذا الانتظار من يعلم!
والآن كفانا حديثاً، علي ان الحق نفسي اقترب موعد الحفل، حفل خطبة بيبي وسابينا...
(في منزل بيبي):
فوضى عارمة في انحاء المنزل...
بيبي: سينا كيف أبدو؟
سينا: اخي انت جميل دائماً، لاشيء جديد.
بيبي: اااه انا متوتر جداً.
سينا: ههههه بيبييي لم يحن وقت الزفاف بعد، انها فقط حفلة خطوبة مابك يااخي هدء من روعك.
بيبي: اففف لا اعرف سبب توتري.
والدة بيبي: المسؤولية،انه توتر المسؤولية، فأنت الآن ستصبح مسؤول عن شخصين وهذه مسؤولية كبيرة.
سينا: ههههه ان لم تتركه سابينا بعد يومين.
والدة سينا: هيي سينا ماهذا الكلام،تكلمي جيداً.
بيبي: أرأيتي ياخالتي، انها دائماً تهينني هكذا.
سينا: وهو يضرب اصدقائي ويهددهم.
بيبي: هييي لاتزيدي توتري قبل ان افجره بك.
والدة بيبي: كفاكما انتما الإثنان سنتأخر هيا.
(امهات بيبي وسينا أتوا للمدينة لكي يشاركوا بيبي فرحته).
(في منزل سابينا):
كانت مجتمعة مع عائلتها التي حضرت ايضاً من اجل مشاركتها سعادتها في هذا اليوم، الكثير من التحضيرات، توتر وسعادة في ذات الوقت ولكن في النهاية هناك حبيبان يطوران علاقتهما ويتزوجان.
(في مكان آخر):
الهاتف يرن...
جوش: نواه، اين انت ياصاح لقد مضى الكثير من الوقت.
نواه: ههههه ها انا ذَا انني اعود، لقد وصلت بالفعل للمدينة، وفِي طريقي للمنزل.
جوش: خطبة بيبي وسابينا اليوم، برأيي ان تتوجه لصالة الحفل عوضاً عن التوجه للمنزل.
نواه: هههه ولكن عليي تغيير ملابسي اولاً.
جوش: ستستغرق الكثير من الوقت الآن، كما ان سينا ليست في المنزل انها منشغلة بتحضيرات الحفل.
نواه بتوتر: اااا ولكن ماشأن سينا، انا سأذهب لمنزلي!
جوش: أترى احمق امامك يابني؟ اعلم ان مفاتيح منزلك مع سينا فقد كانت تنام في الفترة الاخيرة هناك.
نواه: مأ ماذا؟ هل كانت تنام في منزلي؟
جوش بكذب: اه يالحماقتي، لم يكن علي اخبارك بهذا.
نواه بسعادة: هههه لا عليك، انه سر بيننا، هيا اراك لاحقاً.
جوش: الى اللقاء.
اغلق الهاتف قائلاً: احسنت جوش، قمت بعمل رائع😏، والآن لأنهي اهم عمل لليوم.(واتجه لمنزل كيلا)
(عند نواه):
كان في قمة سعادته بعد ان عرف ان سينا لم تنساه بل كانت تبيت في منزله ايضاً، انه الآن يريد لقائها اكثر من اي وقت مضى فتوجه فوراً الى مكان الحفل.
(في مكان الحفل):
كان الضيوف قد بدأوا بالوصول، وكان اول الواصلين كل من آندري وصوفا.
(عند الاستقبال كانت كل من سينا ووالدتها الى جانب والدة بيبي ووالدة سابينا ايضاً يستقبلون الحاضرين)
صوفا: مرحباااااا.
آندري: اوو سينا اصبحتي جميلة جداً.
سينا: هههه شكرا لك.
صوفا ضربت آندري على بطنه: اجل اصبحتي جميلة جداً.
سينا: هههه تفضلوا.
آندري لصوفا بهمس: لقد آلمتني.
صوفا: لكي تغازل فتاة اخرى امامي.
آندري: هممم اي شعرتي بالغيرة علي.
صوفا: مارأيك!
آندري: ههههه حبيبتي انتي اجمل امرأة في الدنيا، لا تقلقي لا أحد سيأخذ مكانتك من قلبي.
صوفا: هممم حسنا سامحتك.
(عودة للإستقبال):
وصل كل من بايلي وجولين بجانب طفلتهم الصغيرة شيف.
بايلي: ماهذا ماالذي اراه امامي، جميع الجميلات مجتمعات امامي.
والدة سابينا: ههههه بايلي لم تغير عادتك هذه.
بايلي: ولكن لا استطيع فعل شيء لساني ينطق لوحده عندما ينظر لجمالكن.
والدة سابينا: برأيي انظر لجمال التي بجانبك (وغمزت له،قاصدة جولين).
خجلت جولين اما بايلي قال بتوتر: اااا لندخل نحن الآن،نراكم في الداخل.
سينا: هههه لقد شعر بالخجل المسكين.
(دخلت آني):
آني: مرحبا للجميع.
سينا: آني لما اتيتي وحدك؟ اين جوش؟
آني: اه لا اعلم، انه مختفي منذ الصباح، ولا يجيب على اتصالاتي حتى.
سينا: اوو سيكون بخير لا تقلقي هذه عادة قديمة لديه.
آني: سأكسر رأسه عند عودته(ودخلت).
ام سينا: مسكينة يبدو ان ذلك الشاب اغضبها كثيراً.
سينا: ههههه يبدو ان ماكان يفعله لبايلي وشيف في السابق سينقلب عليه الآن.
والدة بيبي: اعتقد ان الجميع اصبح في الداخل هيا لندخل فالعروسين ينتظراننا.
سينا: هيا بنا.
نواه: احم احم ألن يستقبلني احد؟!
التفتت سينا له بصدمة: ن.. نواه!
ابتسم نواه لها واقترب منها حاملاً زهرة حمراء: الوردة السابعة.
سينا والدموع بعينيها: لقد اشتقت لك (واقتربت لتعانقه ولكن فجأة والدتها قاطعتهم).
والدة سينا: اهلاً يابني من انت؟
نواه: ااا صديق صديقهم القديم.
والدة سينا: وهذه التي في يدك؟!
نواه: ااا انها زهرة، ااا زهرة لك، تفضلي سيدتي.
والدة سينا: اوو انت لطيف ،هيا تفضل للداخل، هيا سينا امامي (واخذت سينا التي كانت تنظر لنواه خلفها)
نواه وقف للحظة: كم هذا رائع اذهب ب بيبي واعود ب بيبي ووالدتها ايضاً.
بدأ الحفل...
خرج كل من بيبي وسابينا بالكثير من الصراخ والترحيب من قبل الحضور، لقد كانا جميلين جداً، حقاً يجب ان يطلق عليهما عروسا العام.
الكثير من المباركات، الرقصات وغيرها من وسائل السعادة والاستمتاع تتعالى في المكان.
(واخيراً وصل جوش للحفل):
جوش لآني: هل تأخرت ياجميلة؟
آني: كنّت لا تأتي ابداً، اين كنّت جوش؟ لقد اتصلت بك ألف مرة ألم تتفقد هاتفك!
جوش ببرود: كان لدي عمل ما وأنجزته،هيا عزيزتي لا تفتعلي مشكلة الآن فلتسمتعي، وانا سأذهب لأبارك للعروسين وسأعود لنرقص معاً.( وذهب).
(وفِي تلك اللحظة اتى اتصال لآني من كيلا)
آني: ماذا تريد؟
كيلا: اسمعي، انا اريد الطلاق منك، لقد قبلت.
آني بعدم تصديق: ماذا؟ هل انت جاد في هذا؟
كيلا: اا نعم لقد فكرت كثيرا واقتنعت بهذا.
آني: اه واخيراً.
كيلا: سأرسل الاوراق المطلوبة قريباً، وداعاً.
آني في نفسها: اه واخيراً كم انتظرت هذه اللحظة، علي ان اخبر جوش(ونهضت باحثة عن جوش).
(في طريقها وجدت سينا تقف وحيدة وتتأمل السماء)
آني: سينا؟ هل انتي بخير؟
اصتنعت سينا الابتسامة: اجل بخير.
آني: هل انتي متأكدة؟ يبدو انك تعانين من ألم ما.
تنهدت سينا: هل هناك شيء اصعب من ان يكون الشخص اللذي تحبيه امامك ولكنك لا تستطيعين عناقه او الاقتراب منه حتى!
نظرت آني الى المكان التي تنظر له سينا: هل نواه؟!
اومئت سينا برأسها: ومن سيكون غيره.
آني: لا بأس ياعزيزتي ستلتقون في النهاية،آمني بهذا.
سينا: اتمنى، مابك انتي؟ هل كنتي تبحثين عن شيء؟
آني: ابحث عن جوش، هل رأيته في مكان ما؟
سينا: لقد كان مع بايلي.
آني: حسناً سأذهب لأتفقده اذاً، وانتي ابتسمي قليلاً واذهبي للرقص فاليوم مهم لأخاكي واعز صديقاتك.
ابتسمت سينا: حسناً،سألتحق بكم بعد قليل.
(عند بايلي وجولين وجوش):
آني: آسفة على مقاطعتكم يااصدقاء ولكني احتاج حبيبي قليلاً.
بايلي: بل انا اعتذر لك على هذا البلاء.
جوش: ه ه ه ه كم انت مضحك ياهذا، ماذا هناك حبيبتي تعالي(واخذها وذهب بعيداً عن طاولة بايلي وجولين).
التفت بايلي لجولين: اييه ألن ترقصي؟
جولين: وهل سأرقص لوحدي!
بايلي: اممم لا لنرقص سوياً.
جولين: وشيف؟
بايلي: سأنادي سينا لتجلس بجانبها، فهي ليس لديها شريك لترقص معه، هيي سينا هل بإمكانك الجلوس قليلاً مع صغيرتنا ريثما رقصنا؟
سينا: اا حسناً.
(عند جوش وآني):
جوش: ماالأمر؟
آني بسعادة : لقد اتصل بي كيلا واخبرني انه موافق على الطلاق.
جوش: اوو هذا جيد، سعيد من اجل هذا.
آني: جوش؟ ماردة الفعل هذه؟ تبدو وكأنك تعلم بهذا!
جوش ملتفتاً للجهة الاخرى: لا لا، ولكن كان هذا واضح انه سيحدث.
امسكت آني وجهه وادارته ناحيتها: كنّت تعلم أليس كذلك؟ انت لك علاقة في اتصال كيلا هذا أليس كذلك جوش؟!
جوش محاولاً تغيير الموضوع: حبيبتي هيا لنستمتع ونرقص الآن.
آني: اجبني اولاً، ماذا فعلت لتقنعه بهذا؟
جوش: ضربته!
آني: ماذا! وهل تقول هذا بكل بساطة حقاً لا اصدقك جوش.
جوش: حبيبتي لم أؤذه صدقيني، فقط اقنعته بالطلاق، والآن هل نستطيع الاستمتاع قليلاً؟
آني: سنتحاسب على فعلتك لاحقاً، لم ننتهي هنا.
جوش: اففف حسناً،هيا لنرقص الآن.

صدفة... هل حلوة ام مرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن