*الماضي*شاب صغير بعمر السادسة عشر .. فضل الأبتعاد عن المنزل ..
كان يحب النوم بسكن العمال بمشاريع أخيه الأكبر ..
تلك الليلة أستيقظ بمنتصف الليل على شجار العمال الذي لاينتهي ..
فتح النافذة الصغيرة فهو لايجازف بالخروج ..
ورأى أثنان منهما قد أتفقا على رفيق ثالث لهما من نفس جلدتهما ..
ولكنه كبير بالسن .. يبدو أنهم قد سرقاه وكشفهما ..
هذا مايفهم من بعض المفردات التي ألتقطها من لغتهم ..
كان عراك عادي سرعان ماتحول للقتال دموي ..
وكان الغلبة للأكثرية ..
ليلتها بكى كثيراً ضعفه وعدم قدرته على التدخل ...
وأعاد السيناريو برأسه آلاف المرات كيف كان سينقذ الضعيف المسكين ..
لو تدخل ..
باليوم التالي لاحظ مصلح غياب العامل وسأل عنه ..فردوا عليه بأنه قد سرقهم وهرب ..
وهو لم يتدخل لأنه خشيهم ..
مرت سنة وأثنتان قبل أن يحقق عقابه بهم ..
لقد ماتا ضحية ألتماس كهربائي بالغرفة الخاصه بهما بالمشروع ...
ولكن بالحقيقة هو من أفتعل تلك الحادثة ...
لكل طريق بداية ..وكانت تلك بدايته مع عالم أزهاق الأرواح بلا حق ...*الحاضر*
حين حل المساء ولم يعد أصبحت شبه موقنه أنه قد ذهب للأخرى كان قلبها يغلي ودمائها تفور ..
فجأة أصبحت قادرة على الحركة بمفردها ..
قوة لاتعلم من أين نزلت عليها ..
ورفضت طعام الغداء للمرة الألف ..
والعاملة في ورطة معها .. ويبدو أنها تواصلت مع والدتها التي جائت على عجل ..
لم تشعر إلا وهي تفتح باب غرفتها عليها : ايش اللي حاصل خير ليه مارضيتي تأكلي الغداء ..
خزام التي كانت تحدق مع النافذه تراقب طريق وصوله : أنتظر فياض وعدني يتغدى معاي ..
رضا التي أصبح لديها خبر بما حل به : وإذا حصل معاه شي وماجاء بتضلي مجوعة نفسك يابنتي ماينفع هالكلام لازم كل وجبة بوقتها لاترجعين لوضعك اللي قبل .. مو حرام عليك نفسك يابنتي شوفي شعرك اللي تعبت عليه سنين راح نصه مع هالمرض ..
خزام وهي تسحب ستارة النافذه لتغلقها ورمت هاتف العاملة على الطاولة قربها ... كانت تجرب الأتصال فيه على هاتفه وتجده مغلق : من لما أخذته كل يوم بعد الدوام يرجع البيت ...جواله مايقفله إلا وقت النوم .. وينه اللحين وليه جواله مقفل ...
رضا: طيب اجلسي حتى نتفاهم وقفتك هذي مو مريحتني ... يدي على قلبي خايفه أي لحضة لتطيحي من طولك ..
جلست وهي تشعر أن اعصابها باتت مطاطيه ..
معنى أختفائه أنه يظهر جانبه الآخر لها ...
ستفقد عقلها كيف يتجرأ ليظهر كل شيء بهذه الطريقه ..
رضا : يابنتي زوجك مسكوه الحكومه عندهم ..أخذينه من قدام بوابة القصر ...
بعد كل هذا التوتر...يأتي أسلوب والدتها وهي تنقل الخبر بتردد ليصيبها بموجة ضحك هستريه..
تحت دهشة رضا التي ضربت كفها بالأخرى وهي تحوقل وتطلب الثبات من الله ..
خزام وهي تحاول كبح دموعها التي لاتعلم هل من القهر أم أنفعالها بضحك : ياأمي منجدك مشيت عليكي حاجه زي هذي ..
وتغيرت نبرتها للأتهام : كذاب والله لو أشوفهم يقبضوا عليه قدامي ماصدقته ...
قبل أن يخرج حديثها بهيئة فحيح من شدة الغضب : لهدرجه مو قادر يفارقها قال ألعب عليهم كلهم أنه مقبوض علي وأختفي أيام معها براحتي ..
رضا بعدم فهم : وهيا من هذي ؟؟؟
خزام بنبرة حقد : مرته الثانيه ماأدري الاولى .. ماأدري المية .. الكذاب المنافق .. يارب يقبضوا عليه صدق ويعفن في السجن ..
كان تستمع لها غير مصدقه من أين بنت هذه الأتهامات الظالمة .. هي كانت موجوده بفترة مرضها ورأت كيف بذل كل مايستطيعه من أجلها بل حتى فوق أستطاعته .. كان يجلس معها لساعات طويله وهي غائبة عن الوعي لاتعلم بوجوده حتى ولافائدة من بقائه حولها والآن تدعو عليه بكل فجاجة وقلة ضمير : ياخسارة يابنتي ماتوقعت قلبك أسود زي كذا والله لو هو أخذ عليكي بدل الوحدة عشر مايستاهل دعوتك عليه .. لاتقسي قلبك يابنتي لأنه ماراح يتألم غيرك ..
وأرتدت طرحتها على رأسها : كولي ولاأجلسي في جوعك عندك عقل قادر يحلل ويخطط ويرمي اتهامات اكيد راح يدلك على الصح في حياتك ..
وخرجت بحسرتها على حال إبنتها التي لم تهنأ منذ ارتبط أسمها بأسم زوجها ..
بالأسفل تذكر الهاتف الذي أحضرته معها وتركته لها مع العاملة ..
××خل الكلام ينام في صدري ما ودّي أجرح ليلك الهادي أنا وصلت لـ مرحلة مدري اللي بعدها كل شي عادي××
****
دخل للمنزل شبه راكض كان نايف وأبنتيه يجلسان بالصالة ..
سلطان وهو يجلس بأرهاق : وش صار وين أمك ..
نايف بأنفعال: أخذت فارس وطلعت فوق بعد ماصفقت الشغاله وصارخت علينا .. حتى شف خواتي كيف خايفات بس انا قلت ماعليكم يجي ابوي ويوديكم لجدتي شعاع ..
يكبح دعوة عليها : لاحول ولاقوة إلا بالله .. أبرار روحي نادي الشغاله ..
أختفت أبرار لتعود بعد دقائق : مقفله على نفسها يابابا وخايفه تقول ابغى بوليس رجعوني شركه ..
سلطان : حسبنا الله ونعم الوكيل هي أمتس علامه عليها !!!
نايف : عشان ملابس فارس تقول خربتها ..
سلطان متصبراً : خلاص انتم روحوا ناموا اللحين ..
وصعد بأنفعاله طرق الباب بقسوة حتى فتحته ..
دفع الباب وهو يدخل : تضربين الشغاله ليه عبده عند ابوتس هي .. تبغين ارجعها لشركة وهي تسذا عشان يشتكونتس وتعرفين أن الله حق !!!
حسناء بنبرة حزينه : أنت تدورها علي تبي تخلص مني بأي طريقه ..
يدرس ملامحها بأنزعاج : انا صرت ادور عليتس شيء انا متحمل ومقدر انتس تعبانه من المصايب اللي تحاذف علينا .. وراعية نفسيتس وتفهمت شعورتس وعارفه انتس انحطيتي
بين نارين ومالتس ذنب بأي من اللي حصل بس اللي اشوفه منتس كأنتس جايه تاخذين لتس دور بتدميري انا وعيالي ..
فتحت فمها بعد شهقة أستنكار : انا بدمركم ..
سلطان بقسوه : كانوا اخوانتس مبتلينا من شهور ماخلوا شي ردي الا سووه بحقي انا وابوي واخواني ..
وعمري ماجيت وقلت سوو وحطوا واخذتس بذنب غيرتس .. وانتي يوم اشتكاهم فياض صرنا غلطانين وزعلتي .. وبعدها اخوتس ذابح أخوي غدر .. عشان سوالف ماتسوى وجايه انتي اللي منقلبه علينا ..
حتى الورعان تصارخين عليهم وتبهذلينهم.. تعبانه روحي بيت أهلتس لين ترتاحين وعقلتس يرجع لراستس..
أنت تقرأ
عشق من قلب الصوارم
Mystery / Thrillerهي عدة معارك استمرّت لسنين طويلة، حيث كانت كل تلك المعارك في سبيل الحُب، حيث يستمر بطل الرواية في خَوض معاركه باحثًا عن انتصار يُمكّنه من نَيل معشوقته ذات الكحل الثّقيل، والجمال العربي الفائق، والتي استحقّت عن جدارة كل ذلك الحب فهل سينتصر ؟ . . للك...