البارت السادس و الستون ّ

9.3K 103 27
                                    


الليلة الثانية من سقوط عقاب ..
استلقت جواره بعد أن يئست من وجود مكان دافيء في هذه الشقة سوى سريرة ...
ولأنها لم تنام ليلة أمس ولانهارها ..
زارها النوم سريعاً ..
أحمد الذي نام بأنزعاجه نومه لم يكن هانيء .. بل كان يسبح مابين النوم واليقظه شعر بأنضمامها له ...شعر بكل شيء صدر منها
تقلباتها ثم أستكنانها .. كانت تنام بهدوء .. لاحركة ولاتقلبات ..
وكأنه لايوجد قربه أحد ..
ووسط المصاعب التي يبذلها ليريح عقله ..
أستيقظ من جديد على شعور بالبلل مابين خده وعنقه ..
للحضات أعتقد أنها تبكي وبللته ..ولكن حين لمس مصدر البلل
جلس بمكانه بذعر وفتح الأضاءه قربه ليتأكد بمابين أصابع
وفعلاً كان باللون الأحمر عاد لها ليتأكد منها فوجدها فعلاً غارقة بالدم وجهها مغطى بالدم المخده التي شاركته فيها رغم وجود أخرى تركتها خلفها وضايقته على هذه ...
ملابسه وملابسها ...
ألتقط هاتفه وأخذ يضيء الكشاف بحثاً عن مصدر الدم ..
هو شك بأنفها ولكن من باب الحذر قد يكون حدث معها أي شيء
لايعلم به ..
كان فعلاً أنفها ...
إيقظها لأن وضعها مزري فعلاً :أسماء ..أسماء ..
فتحت عينيها للحضة لم تفهم مايحدث وبعد ذالك شعرت بالبلل والسائل الملتصق ببشرتها ..
شعور ليس بالغريب عليها ..
ولكن محرج جداً حين تراه قد لوث المكان من حولها وهي نائمة لم تشعر فيه ...
تظاهرت بعدم الأهتمام وهي تبحث عن منديل ..
ليخبرها :روحي للحمام غسلي المنديل لحالة مايكفي ...
تعليقه أزعجها ..
كانت تنظف نفسها وتنظر لأنعكاسها بالمراءة والغيض يتصاعد بداخلها ...
لم تعد تحتمل منه الأوامر ....لقد أعتادت منه اللين والباقة
حتى حين أصبح يعاملها بشكل طبيعي أصبحت تشك بكل حرف يخرج منه وتأوله لأفكار أخرى ..
كانت مشغولة بأفكارها وتتصرف بتلقائية رمت ملابسها من جديد فهي ملوثه ..
وأنشغلت بترتيب شعرها بظفيرة لتقلل من مظهره العشوائي ...
كل هذا وأفكارها مشغوله ...
دخل لها برداء آخر من ملابسه ..كان على نفسه ملامحه الجامدة التي أيقظها بها ... لم يسلمها الرداء بل مرره قصراً من رأسها ..
أبتعدت وهي تسحب نفسها للخلف وتسأله بعدم تصديق :أحممممممد ..
أحمد :تجمدتي من البرد وطلعت عروقتس وأنتي تمرين (تنظري للمراءة ) وتزينين وين على هالكشخة بتسيرين بالحلم !!!
بعد أن أرتدت اللباس بشكل جيد خرجت من الحمام البارد جداً ...
كان قد غير ملائات السرير وأغطية الوسائد ..
أستلقت وسحبت اللحاف لتغطي نفسها من أخمص أقدامها حتى قمة رأسها ...
لكن سرعان ماأنسحب اللحاف عنها ...
سحب جزء من اللحاف أتجاهه وأخبرها ببرود :تعلمي المشاركة ...
أفلتت اللحاف ليحصل عليه بالكامل ...
لترد بشراسة :أنا ماأشارك أشيائي مع أحد ...
طريقة ردها كانت عنيفه لتذكره بما حدث قبل ساعات يبدو أنها لم تتخلص من تبعات تلك المواجهة بعد ...
ونزيف أنفها ربما حدث تحت الضغط النفسي الذي عرضها له ...
ترك اللحاف هو الآخر ..ليبقى بالمنتصف بينهما لاأحد يريده ..
وبأستسلام وأحباط أخبرها وهو يغلق عينيه :أنسي كل اللي قلته لتس الليلة ...
أصدرت صوت علامة على الأستحالة ليفتح عينيه بأهتمام لما ستقوله :تخيل الموضوع بهالبساطه ماهو على كيفك ؟؟ أحمد مهما كان سببك الحقيقي خاينتك لي ماتنغفر ....
وعمري ماراح أسامحك عليها لأني أعتقدت فيك وحطيت عليك آمال وبالأخير طلعت مثل غيرك ...
أعتدل بجلسه :يعني هذا كل اللي فهمتيه من صراحتي معتس ..
وحين لم تتجاوب معه ...
أحمد قبل بصرامة :هذا تمهيد ...ماحصل ولاصار ..بس قلة الحيلة حدتني أفكر بهالطريقة ..بس لاحصل ولاصار ...وقلته عشان أوريتس وش حدني عليه عنادتس يوم تصرين على معرفة شيء كشفه بيضايقنا اثنينا ...
أسماء بعينين متقدة وهي تظن أنها ستخدعه :قول الحقيقة وراح أسامحك كانت أفكار ولاطبقتها بالواقع ..
أحمد بقهقه حزينه :كلامتس يذكرني بالأم اللي تقول لولدها تعال ياحبيبي ببوسك وعندها نية تجلده ...لاماطبقتها على أرض الواقع لأني ماأبغى أزود على نفسي المتاهات ...
تنفجر فيه :أنت أناني كيف فكرت أصلاً بهالموضوع انا عندي أعيش طول عمري على وضعنا السابق ولا توصل لهالمرحلة ...
بلهجة باردة :وأنا عندي أدوس على قلبي ولا أسمع بكل مشكلة أنا أسماء بنت عقاب ... وأنت اللي فيك وفيك ...
فتحت فمها لتبرر وعادة تغلقة وحاولت من جديد ولكنها عادت لتصمت ...
أحمد :ماأنتي غبيه ولاطايشة .. وتعرفين تقدرين الكلمة زين ...
عشان كذا سالفة أنا بنت فلان اللي كل ماشدينا بالهرج طريتيها ألغيها من قاموستس ... لأنها ماتترجم بقاموسي إلا بأنا بنت شيخ وأنت حفيد الراعي ...!!!
هذا اللي كنتي تبين توصلين له ..
وعشان تكونين على بينة أنا رجال ماتعايريني بأصلي والله لو تسوين عيوني لحط أصبعي بعيني وأفقعها أحب علي من أنتس تقللين من قدري ...
فاهمة !!!
أسماء بأبتلاع لكل تبريراتها لديها الكثير ولكن لايوجد أذن ستصغي إليها فهو محق ... وتعي جيداً وتربت أن لاتهين الرجل لأن الأهانه هي نهاية كل المودة والحب ولكنها حين تغضب تنسى كل شيء ولاترى إلا الأنتقام لكرامتها :فهمت ...
عند هذه النقطة أنتهى النقاش تلك الليلة ...
اليوم الثاني كانت أول من أستيقظ ... أعدت طعام الأفطار ..
خرج من الغرفة مستعدة للغرفة جاهز للخروج ولكن حين رأى الأفطار الذي أعدته شاركها فيه ...

عشق من قلب الصوارم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن