في كل وداع طرف لايــرحل
.
.بتلك الليلة أوى الأثنان لنفس الفراش ...رغم كل ماحدث أصر عليها أن تبقى قربه معللاً أنه لايريد أن تبنى فجوة جديدة بينهما ...
تتفهم محاولاته لرأب الصدع ولكن هي محاولات متأخرة لأنه ليس بالجديد كان هناك قشرة تغطية أنقشعت للتو ...
أستيقظت على صوت رهيب يخرج منه وحركة عنيفه وكأنه يقاتل أحدهم ...
كانت مرعوبة من أن يحول عنفه أتجاهها ... فهو لايبدو واعي وتحت سيطرت كابوسه ..
وضعت يدها على كتفه وهي تشاهده يعتصر شيء ما بين ذراعيه ..وإذا كانت جيدة بفهم الأمور فهو يبدو وكأنه يتخيله عنق أحدهم نادته بتردد :بتاااال ..
دفعها بكتفه فسقطت للوراء وتلقائياً وضعت يدها على أسفل بطنها رغم أن الضربة كانت من نصيب صدرها ...رفعت صوتها بحنق وهي تخبره :بتااال أنت تحلم ..تشوف حلم هذا مو حقيقة ...
أخرج أصوات وهذة المره ليست من داخله لكن من لسانه يبدو أنه سينطق شيء ما يشبه أسمها فعادت تخبره :ايه أنا جوزاء اصحى أنت ناااايم ...
تسمعني يابتال أنت نايم وهذا حلم ... وأنا جوزاء ...
أصبح هاديء فجأة ...وسرعان ماشعرت بيديه تتحول إليها ولكن لم يطبق على عنقها كما تخيلت بل أخذ يتحسس وجهها وكأنه سيتعرف عليها من خلال اللمس ... وسرعان ماعاد مستلقياً وسحبها معه وهو يحرك أنفه من خلال شعرها وايضاً بدت لها وسيلة تعرف ..أقشعر جسدها من تصرفاته العفوية تحت تأثير النوم وبنفس الوقت مازال تأثير تصرفاته العنيفة يخيفها وأحدى يديها مازالت تحمي بطنها وكأنه ستسطيع أن ترد الأذى عنه لو جائتها ركلة أو أي حركة عنيفة من قبله ...صباحاً كانت قد سبقته بالأستيقاظ .. أعدت القهوة العربية له ...وإلى جوارها بان كيك للأفطار لو كان سيشاركها نفس الذوق ووضعت بعض الحواضر إذا لم يفضل خيارها بالأفطار ...
وأعدت لنفسها حليب وأضافة له ملعقة صغير من القهوة سريعة التحضير ..
حين طال أنتظارها بدأت هي بتناول أفطارها بتأني حتى لاتهاجمها نوبة غثيان وقد أصبحت الآن تحت المجهر أمامه ...
كانت قد أرتدت فستان قصير أبتاعته قبل السفر بلون بنفسجي فاتح رغم أنها لاتفضل بالعادة هذا النوع من الألوان لأنه يزيد سمرتها ..
شعرت برطوبة شعرذقنه على كتفها حين أنحنى ليقبلها ...ورمى ورقة أمامها : أنت الصباح اللي تحبـه عيُوني
وأنت الحبيب اللي صباحي يحبه ..
لم تستطيح كبح أبتسامها وهي تردد بخجل :صباح النـــور ..
هل من الغريب أن تشعر بالأحراج منه .. كلا لو عرفته لعشرين سنه وتصرف بنفس هذه الطريقة لكانت خجلة ..فهو لديه طريقة بالنظر على سبيل الأطراء أو الأحراج والتقليل من الشأن قوية جداً ...
أما نظراته على سبيل الغزل فهي وكأنها تجردك من ظاهرك وتدخل لأعماق مشاعرك وأفكارك ..لاحقاً كان يجلس الأثنان بشرفة ينظران للخارج وكل منهما لديه أفكاره ..
هي تحتاج للنوم والراحة .. ولكن لاتريد أن تلفت الأنتباه ..لذا حضرت لها كوب قهوة جديد ليساعدها على النشاط ...
سألها بالدفتر بينهما على الطاولة :وين راحت فيتس الهواجيس..!!!
جوزاء وهي تركز عليه :ولا مكان هنا بس الهدوء يخليك تسرح شوي ...
يعاود الكتابة :طيب في مجال نتكلم عن اللي صار أمس !!!
أزدرت ريقها حتى لايبدو الأرتباك عليها ..ولكنها زفرت مرتجفة فأتضح مدى قلقها ..
أزاح شعرها الذي يحجب جانب خدها عنه ووضعه خلف أذنها .. ولف ذقنها لتبدأ نظراتهم متقابله ...وبنفس الوقت كان قد كتب :ليه كل هالقلق ... ولاهذا خوف ... جوزاء مافيه شيء يخليتس تخافين مني ...آخر شخص المفروض تخافين منه أناا ..كل ماشفتس خايفه مني ..احس بعوار داخلي ..احس شي بوسط صدري ينعصر ...
كان تعض شفتها وتقضم جانب فمها الداخلي ... تصرفها امس يفضحها ... لو ضغط عليها أكثر سيفهم ماحدث ...
أنتظر وأنتظر ولم يجد أي رد منها على ماكتبه ...عاود الكتابة :وش تغير من رمضان لليــــوم .. عشان اللي صار بالمستشفى ...؟؟
كانت تكاد تتصبب عرقاً من محاصرته لها بالأسئلة .. حدقت بالدفتر وشعرت بغمامه تغطي عينيها ...قرأتها تكراراً بعقلها ..
ولم يستطيع صوابها أن يستوعب فحوى العبارة ....
إعادة شعرها للخلف وجسدها قد أرتجف بأكمله .. نظرت فيه وعادت للدفتر ..هل يختبرها ..كيف عرف عن حادثة رمضان ...ماذا يقصد ..
بيد مرتجفة مفضوحة كتبت :مافهمت وش دخل رمضان ...؟
أجل يجب أن تصيغها بهذا الشكل حتى لاتبدو مريبة لمتلقيها ...؟؟
كان يحاول دراستها ولكن يستسلم.. أرتباك ..تصبب عرق ..أرتجاف ..لايعلم فعلاً مامشكلتهااا ...
بتال :ندمتي أنتس سامحتيني .. كنت أحسب الشوق غلبتس مثل ماغلبني ...كنت تايه متغرب موجوع ...ماعادت عرفت وش أبي من الدنيا ..تمنيت لو أستشهدت بذيك الأرض .. كل أعراض صدمات الحرب فيني ...
بس يوم قابلتس لقيت سبب للحياة ... كنت مثل الرماد وأنت أشعلتي ناري ...أجل مافهمتي القصيدة اللي خليتها لتس ... ثاني تاريخ مهم من عرفتس هو 26 رمضان ...
أنت تقرأ
عشق من قلب الصوارم
Mystère / Thrillerهي عدة معارك استمرّت لسنين طويلة، حيث كانت كل تلك المعارك في سبيل الحُب، حيث يستمر بطل الرواية في خَوض معاركه باحثًا عن انتصار يُمكّنه من نَيل معشوقته ذات الكحل الثّقيل، والجمال العربي الفائق، والتي استحقّت عن جدارة كل ذلك الحب فهل سينتصر ؟ . . للك...