البارت السبعون ّ

8.6K 107 8
                                    

أغمض عينيه وهو يحدق برقم سعد الذي يتراقص على شاشته قبل الفجر بقليل ....أي خبر غير سار قد يحمله له ...
هذه الفكرة جعلت أصابعه تتلكأ بتلقي المكالمة ...حتى أنقضت مدة الرنين وأنقطع الأتصال ...
مضت عدة دقائق ...مازال الهاتف بيده وعقله عالق بتلك الفكرة السيئة ..
حتى وصله رنين نغمة محادثات الواتساب ...
تحرك أبهامه على الشاشة بتلقائية يفتح القفل ويتوجه للبرنامج حتى حين فتحه وجد أول محادثة من سعد ....
ومن الخارج بأمكانه فهم أن الرسالة تحتوي على فيديو ...
بتردد فتح الفيديو ... فبالتأكيد لن ينقل له سعد الخبر السيء صوت وصورة ...
حتى حين ظهرت صورتها وهي تحمل الطفل الصغير ...
اغلق الهاتف سريعاً وهو يضع يده على رأسه ويشكر الله بأمتنان صادر من أعماق قلبه ...
لايصدق أنه سيرى هذا المشهد أخيراً ...
والأهم أنه بصحتها وعافيتها وليس كما وسوس له الشيطان أنها بحالة سيئة ...
أحتاج أن يهدأ نفسه كثيراً ..قبل أن يتواصل معها فتوجه لليتوضأ ويصلي ...
قبل أن يجري مكالمة معها ...
حين أستفاقت من البنج كانت غير مدركة لما حولها ولكن مركزة جداً على جسدها الخاوي من الطفل الذي أحتضنته أحشائها الشهور السابقة ..من جاور قلبها بأيامه الأخيرة ...
كانت لاتستطيع الأستلقاء للنوم بسبب وضعيته وضغطه على جزئها العلوي ...
واليوم أنتشل منهااا .. لاتشعر فيه ..
ذعر حل بها قبل أن تدخل الممرضة وتتحدث معها قليلاً فتطمئن على وضع صغيرها ...
الذي وصل أخيراً للحياة ... كم أنتظرته 13 سنة عمر أنتظارها له ...من اليوم الأول الذي تزوجت فيه سلطان وهي تنتظر هذه اللحضة ...
أن تحمل أبنها بين كفيها ..كانت فرحتها لاتضاهيها فرحة ..
زال كل الكرب والظنون السيئة وحل بها فرج الله وكرمه ...
وأخيراً طفلها سليم حقيقي يتنفس قربها ويصيح بصوته العذب لأذنها ليثبت لها أنه حقيقة وليس من خيالها أو هلوستها ..
وبسعادة اللحضة ولذة الفرح بحثت عن هاتفها قربها ولم تجده ...
فتحت الدرج قرب سريرها لتجد هاتف كالذي لديها ولكن ليس لها ...
حين فتحته وجدته لسعد ...
ستحذره لاحقاً من كلمة السر الضعيفة التي وضعها لهاتفه ...
لاتعلم لما ترك لها هاتفه وأخذ هاتفها ...
ولكن رسالة واردة من فاطمة هي أول ماوصلها حين فتحت الهاتف المتروك بوضع الطيران ...
كانت من هاتف فاطمة ولكن المرسل سعد يخبرها أنه حين أراد المغادرة أكتشف أنهم قدر تركوها بدون هاتف وفاطمة التي سبقته للمنزل قد أخذت هاتف غادة معها فترك لها هو هاتفه ...
جل أهتمامها أن رقم سلطان سيكون هنا ولايهم أي أمر آخر ...
اتصلت فيه ولكنه لم يرد ...فنظرت للساعة لتكتشف أن الوقت متأخر جداً فأذان الفجر على وشك أن يرفع ..
شعور السعادة الذي يحركها دعاها لتصور فيديو مع صغيرها وترسلها له ...
لم تستطيع إلا مشاركته هذه اللحضة ...
بعد فترة بسيطة من أرسالها الفيديو وصلها أتصال منه ...
كان مازال يعتقد أنها سعد فحين سمع صوتها ...
سألها بسعادة :غادة ماشاءالله وشلونتس بشريني عنتس ...
غادة وهي تقبل جبين الصغير الذي يرتاح على ذراعها الأيمن :بخير الحمدلله وبأسعد لحضات حياتي عاد قلت أشارك اللحضة ...مع أنك ماأتصلت ولا سألت ...
كان يستمع بصمت ومازال بداخله لايصدق أنهما بخير ...
عادت تنادية بأستفهام :سلطان تسمعني ...
رد بتنهيدة :ايه معك ... أنا ياغادة ماني مصدق هو حقيقة ولاخيال يارب لك الحمد بداية هاليوم نكد لكن نهايته بسماع صوتك وبشوفة صورة المزيون ...
غادة تقاطعه :صورة ايش أصلاً ماوضح وجهه عشان تجي تشوفه ..وأكملت بدلال :قلت يمكن ماتجي عشاني تتشوق تجي عشان ولدك ...
كان رده بلجهة عتب :ماأجي عشانتس والله لو أنتي بأخر الدنيا لاأعطل كل شيء وأجي لعيونتس ...
ولايهون الشيخ عقاب ...
غادة التي خرجت من روح التلاعب للبهجة :آه سلطان لو تشوفه ماني مصدقة وأخيراً شفته وصرت أم ...
رغم أنها تتحدث بسعادة وتعبر عن سرورها ..
لكن غصة ندم خنقته لينهي المكالمة سريعاً حتى لايشعرها بشيء ...والندم يأكل داخله ويقتات على جروح الماضي التي ماأن تندمل حتى تنفتح من جديد وتسهره أوجاعهااا ...
وألف لو تدور بعقله ...لو لم يطلق أول مره من اجل سبب تافه والمرة الثانية لفقدانه أعصابه لم كانت النتيجة الطلاق الثالث وخروجها من عصمته للأبد
لم أحتاجا كل هذا الزمان حتى تقر أعينهم برؤية طفلهما المشترك ...
××الحسايف ما ترد اللي يفوت والحياة بكل مافيها عبر مكسرك لاقلت من قل البخوت يمكن انها من فضل ربي جبر××
*****
كان ظهيرة اليوم التالي للقصيدة التي نشرها حين أكتشفت وجودها في أثناء عبثها المعتاد في هاتف والدتها التي تحظى بقيلولتهااا المعتادة..
في البداية أستمتعت بماتقرأ ...
كانت تشعر بالأنتصار أنها أوصلته لمرحلة فضح مشاعرة على الملء بهذة الطريقة وهو من كان يبخل عليها بالأعتذار بحدود عائلته أصبح يطلبها الآن على الملء ...
ولكن فرحتها ونشوتها بالأنتصار لم تدم ...
أولاً مع بعض الردود التي قرأتها من أشخاص يدعونه لتقدم لقريباتهم وأنهم يشترون رجل كما يقولون .....
والصاعقة التي وجدتها بدايركت حساب والدتها ..
التي لحسن الحظ لم تطلع عليهااا ...
فهو قد دل عدوتها على طريق جديد لهااا ...
((شفت مثل ماشاف غيري خطبته لك بس حبيت أوضحلك أنا حامل ...)
أهتزت حدقتيها أمام العبارة وتشوش بصرها ...ولكنها نفضت دموعها ..وعادت تركز على المحادثة ...
صورة لسونار ...
وتحتها لمحادثه تستطيع تلفيقها ولكن من الأسلوب تعي جيداً أن الطرف الآخر فياض ويعلم جيداً أنها حامل ...
أبتلعت العبرة التي كشوكة جرحت حنجرتهااا ...
وعادت للمحادثة تقرأ وتعيد بتمعن الحروف ..
لتجد نفسها تكتب لها :تصدقين كان عرضه مرفوض بالنسبة لي ... بس اللحين شكلي بوافق .. امممم بخرب بيتك مثل ماخربتي بيتي من قبل ... أعجبني الوضع وكيف أنقلبت الأدوار ...
حذفت المحادثة حتى لاتجدها والدتها وخرجت من التطبيق ...
ودخلت على حسابه دايركت وكتبت

عشق من قلب الصوارم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن