××يُقال عنا أقوياء حين نجتاز المصاعب ويبدو على ظاهرنا الصلابة ، لكن الضرر ومنبعه من دواخلنا حيث لاتطلع أعينهم عليه ××
كان قد قطع 100 كيلــو حين حسم أمره .. مازالت دوريتين خلفه وواحد أمامه ...وبلحضة التي حسم فيها أمره ...
رغم أنهم حذروه من التصرف دون أذنهم ...بل قالوها صريحة لو تصرفت من نفسك ورميت السيارة كما تخطط لجانب الطريق على المنطقة الترابية ستكون أنتحرت حرفياً ...
ولكنه فعلهاا ..هو شخص لايمتلك الكثير من الصبر ...ومتعب ومرهق لحد أن ينام على نفسه هذه اللحضة وحينها لايضمن أن لايجني على الكثيرين من المرافقين له من أمن الطرق والكثير من العوائل والأبرياء الذين في طريق سفرهم ولديهم الكثير من المحبين ينتظرونهم ..
هو شخص واحد سيبكيه البعض لفترة بسيطة وسينسى...
ويركز جل أهتمامه بحلضاته الأخيرة على الموت لوحدة دون أن يتسبب على أحد ويترك خلفه من يدعي عليه ..
أنقلبت به السيارة خمس مرات كم أحصى وبعد ذالك فقد الوعي ...
دوريات أمن الطرق ورجال الأمن داخلها توقفوا بالتدريج بسبب السرعة التي كانوا يسيرون فيها ..
كان هناك خلفهم أسعاف قد تم تجهــيزه مسبقاً ...
نزلوا حيث أتجهت سيارته حين لاحظوا أنقلابها ..
بمجرد وصولهم لها أكتشفوا تحطمها بالكامل ...
ناداه أحدهم بأسمه بأمل ضئيل :فياض .. فياض ..!!!! من الأضاءة داخل السيارة أكتشفوا أنها خالية منه ..
كان يكشفون بكشافاتهم بمحيط المكان حتى وجدوه على بعد مناسب من السيارة ..
بمجرد ملاحظتهم حركة تصدر منه ...بدأوا يصيحون على الأسعاف يستدعونه على وجه السرعة ..
رجل الأمن :فياض تسمعني صاحي ...تحس بشيء ...
الآخر يسأله :رأسك مصاب !!!
فياض بأنين :اخخ ..أما مامت .. افف ..لو دروا الربع أني قلبت خمس مرات وبعدني حي بمــوت بفراشي ..
كان يأمرونه بعدم الحركة ويحذرونه من كسور الظهر والعنق ...
والكثير من الأرشادات ولكنه تحت ضغط اللحضة يتحرك بلاأدراك فهو مصدوم مذهول ..كيف نجى بعد أن فكر بنهايته وكفنة وقبره ..
وضعوه على حمالة المصابين ونقلوه للأسعاف ...كان أحدهم يتحدث معه وأن كان يريد منه الأتصال بأحد ليطمئنة على وضعه ..
ولم يجد بنفسه النشاط ليرد عليه ..هو يريد النوم هذه اللحضة ..
سمعهم يأمرونه بعدم النوم حتى يتأكدوا من الأشعة وأنه غير مصاب بالأرتجاج ...
ولكنه تجاهلهم فهو يعي جيداً أن هذا هو كان مطلبه الأول ...
ولولا حاجته للنوم لما تسبب بذالك الحادث ...فهو وصل مرحلة لاتفرق معه نوم لحضي أو أبدي ...
فتح عينيه لاحقاً وفهم حالاً أنه النهار ...فضوء الشمس القادم من الخارج ينير الغرفة ...
سمع صوت أحدهم يرتفع ليخبر الآخر :صحى الحمدلله بعد ماقلنا شكله بيأخذ خمس شهور هالمرة ..
شعر بدوار شديد هل دخل بغيبوبة فعلاً ...سأل المتحدث والذي لم يكن سوى هجرس :وش اليوم كم التاريخ ..الساعة كم ...وراي طيارة ..راحت علي السفرة !!!
هجرس يخبر شخص على الجهة الأخرى من سرير فياض :لا أبشرك الذاكر جيدة بعد ...مامر عليك شيء ريح عمرك أصلاً ماأعرف وش هو التاريخ بس أتوقع أنا نص الأسبوع ...وطيارتك مايمديها تطير مارقدت إلا سبع ساعات بس المرة ماأضمنها يمكنها راحت المحكمة تخلعك بعد ماهجيت وخليتهاا !!
تحدث الشخص الآخر على يمينه :الحمدلله على السلامة ماعليك من هالخبل أمورك تمام رضه بالكتف وشعر بيمينك ..
فياض وهو يجلس رغم شعوره بالألم بكافة أنحاء جسده :طلعوني لازم ألحق طيارتي ...
تلفت حوله وهو يشعر بألم شديد بعنقه :وين جوالي ...
هجرس وهو يراقب تصرفاته بتركيز ويشعر بالألم من مظهره فقط :أي جوال مامعك شيء أحمد ربك بعدك حي ...
فياض بتأوه :الحكم عطني جوالك بأتصل منه ..
وسحبه منه ماأن مده عليه طلب رقمها مباشرة :سلام عليكم ..صاحية ..من بكون يعني فياض .. أغراضتس جاهزة ... سفرتنا الليلة سمعتي أنا أمرتس شوي خليتس جاهزة بأي وقت ..
الحكم بعدم تصديق :سفر ايش فياض بلاخبال ...الواحد يسافر عشان رفاهية ووناسة ...أنت مكسر وحالتك بالحضيض وين بتسافر !!!
فياض بأصرار :مالكم شغل فيني ..وين عيشتهم ..عطوني أكل وقهوة بتنشط عشان أطلع ..
مساءً صعدت جواره للسيارة التي تعي جيداً أنها للعم عقاب ويقودها السائق ..
سألته بأستفهام :ليه أخذين سيارة عمي عقاب ..
فياض بوجه شاحب : عشان يوصلنا السواق ويرجع السيارة ..
وهز رأسه بأستنكار لمظهرها :وش كل هالمكياج ...
خزام بعدم تصديق أن يوبخها من اللحضة الأولى :طيب ايش أعمل على أساس عروسة ورايحة شهر العسل ...
فياض أستدرك غبائه فالمسكينة تعيش الدور لاتعلم عن همك شيء :ايه صح معليش دايخ مانمت زين ..
خزام بعدم أستيعاب :ايش مشكلة النوم معاك ...
لاحقاً بالمطار لم يصدق حين أعلنوا الصعود للطائرة ... وخزام التي تستمتع باللحضة لكن هناك شيء فيه يحيرها ويجعلها غير مرتاحة ..
وحين تأوه ماأن جلس بمقعده سألته بشك :ايش فيك ..فيه حاجة تعورك ...
فياض لينهي سلسلة أسألتها :أمس تزحلقت بالحمام وطحت ومن وقتها ظهري وكتفي اليمين يعورني ..شكلها حوبتس ..
خزام بصدمة :حرام عليك ..يعني أنا أتمنى عليك الشر ..الله يسامحك !!!
ولكنه لم يرد عليها وبدى متعب ففضلت الصمت .. كل شيء يحيرها ..
وأولها السفر لألمانيا لشهر العسل .. أختيار غريب جداً ..ولاتفهمه مهما حاولت ...هي رجته أن تكون تركيا لتقابل خطاب وأمير ووعدها أن يـكون هذا خيارهم القادم ولكن هذه المرة قد حجز الوجهة ولديه أسبابه ...
بعد ساعة أخبرها وهو يخرج من حقيبته التي يحلمها معه أقراص دواء :ذوبيها لي بالماء وعطينيها أشربها ...
خزام وهي تقلب الأقراص بعدم فهم :هذي تقدر تبلعها تعطي مفعول بدون ماتتذوب ...
فياض بأنزعاج :يابنت الحلال سوي اللي قلت لتس عليه أنا ماني قادر أحرك كتفي ..
فعلت كما طلب رغم أنه لم يعجبها أسلوبه الفظ ولكن بررت له بسبب المرض تفسد أخلاقه ..
نام لفترة طويلة وهي تارة تشاهد فيلم وتارة أخرى تصور بهاتفها وحاولت النوم قليلاً ...
حتى سمعت صوته الناعس الخشن يخبرها :أنا والله أني خبل يوم أخذتس معي ..
كانت تنظر له ورأسها مرتخي على المقعد جهته وهو بنفس الوضع على مقعده :وليه ان شاءالله ..
فياض بصراحة فجة :أنا عقلي بالحظيظ وياخوفي تضيعين يالمطفوقة ..وش أسوي وقتهاا ..
خزام بهدوء :دايم بالنكت ينبسطون لضاعت حريمهم يمكن تقولهم مواصفات وحدة شقراء بعد على أساس أنها زوجتك وأنا أضيع في بلاد الغرب وماأقدر أرجع وترتاح مني ...
فياض كان سيضحك فشعر بوجع بضلوع صدره التي يشك أنها قد تأذت أيضاً :وأنتي وش تبغين بهالنكت الهابطة ... وأنا لو ضيعتس كيف برجع الرياض ورضا فيها والله غير تأكلني وأنا راقد بجنب الشقراء ..!!!
مد يده وأعاد خصلة من شعرها شارده لداخل حجابها وأخبرها :حظتس كل مابغيتي تطيحين بيدي جاتس الفزعة من الله ...بس وين مردتس لي ...
خزام الذي أنصبغ وجهها وكأن قنبلة دموية أنفجرت داخلها صدت للجهة الأخرى ..
لتسمع ضحكته الهادئة على غير العادة فيبدو أن يتألم ولايستطيع أن يخرجها على طريقته المعتادة ...
شعرت بكفه الحار على كفها ولفت إليه بعد أن تجاوزت الأحراج الذي خلفته كلماته ...
ماأن نظرت إليه حتى وقع نظرها على كفها المغطى بالجروح :أوف ماصارت طيحة بالحمام هذي عدمتك ...
أخبرها وهو بنفس الجو الحالم :لو أنتس طلعتي معي البارحة يمكن كنتي وقتها معي بالحمام وأنقذتيني من هالمصير ...
لم تستطيع كبح شهقتها :من جد خلاص ..ايش هالكلام عيب عليك ... شكلك مو طبيعي خلاص ارجع نااام ...
أخبرها وهو يغلق عينيه :صادقة النوم أحسن هالساعة ...خزام لاجيتي تروحين حمام قوليلي قبل لاتخليني أصحى ماألقاتس ...
هزت رأسها بموافقة ... لأنها تريد التخلص منه هذه اللحضة بسبب كلامه
المحرج للغاية ...وأشد وقاحة من العادة ..
لاحقاً عرف كيف أنه بخسها حقها حين أخبرها ستضيع وسيتورط فيها ..لأنه فعلاً لولا وجودها لضاع هو ..هي من كانت متورطة فيه حرفياً ..
حتى حين صعدوا مع السائق لاحقاً عرف أن لايستهين بها ...لأنها حاولت محادثته بالأنجليزية الذي لايبدو أنها تجيدها وترك لها فرصة قبل التدخل ولكن فاجئته حين تحدثت بالتركية ليرد السائق بود وكأنه يعرفها سابقاً وينطلق بالحديث ...
فياض بعدم أستحسان :وش يخربط هذا خلاص كلمة ورد غطاها ...لايكون قلتي له أمتس تركية ...
خزام بهمس :ماقلت شيء لاتحرجنااا ...زين طلع تركي ... هنا مايتكلمون أنجليزي ولا عربي طبعاً ..واحنا مانعرف ألماني !!!
فياض بأنزعاج:عادي فيه تطبيقات ترجمة ندبر عمارنا ...
سرعان ماثقل رأسه بالطريق لحسن الحظ أنه كان قادر على أعطاء السائق العنوان ...
حتى حين وصلوا أخيراً للبناية التي حجز فيها شقة صغيرة ..على بعد بسيط من مستشفى بتال وسكنه ..
أثناء مسيرتهم البسيطة مابين السيارة والبناية ...
سمع صوتها يسأله :ليش أحسك حتطيح من طولك ...فياض أنت تهتز بتطيح !!!
تمسك بأقرب شيء صلب وجده وهو يخبرها :حنا عيال هجرس نطيح واقفين ..
من جهتها أعادة ترتيب حقيبة ظهرها التي سقطت من كتفها وعادت تسنده وهو يتمسك بدرابزين السلم :أيوة ماشاءالله عليكم حتى الجاذبية ماتمشي معاكم طينتكم مختلفه عنااا ...
فياض وهو يتطوح رسمياً :شكلتس أستغليتي الفرصة وسبيتينااا بس لأنه بيني وبينتس بمشيهاا والحمدلله ماحولنا عرب محد سمع ولاكان رحتي وطي ...
لم تصدق حين وصلوا أخيراً للشقة ..شكرت الحارس الذي ساعدها وحين وقف ينتظر بقشيشة سحبت المحفظة من شنطة فياض المحمولة وأعطته ماأراد ...
عادت لتجده قد رمى حذائة ومعطفه ونام بوسط السرير ولكن مازال بأستطاعته الحديث مع أحدهم على الهاتف :ياولد توي دخلت الشقة ماشفت شي بس بنام كم ساعة وأجيكم .. والله أنك ورع ..سلام سلام ...
فسخت عبائتها وعلقتها برفقت الطرحة ...علقت معطفة أيضاً ..ووضعت حذائه بالمكان المناسب ...
حين تأكدت أنه نام فتحت الشرفة وخرجت إليها مدت ذراعيها على وسعها ... وأخيراً بلاد جديدة ... تبدو المدينة رائعة رغم أنها لم تحب الدولة في البداية ...ولكن وضع فياض لايريحها .. هل سقوطه بالحمام سيرهقة لهذة الدرجة ..
كم الساعة هنا يبدو نهار ولكن لاتعلم بأي وقت ..
ستدخل لتنام فهي من حماس السفر لم تنام جيداً ..
عادت للغرفة ... لن تنام جواره بالتأكيد ...حتى لو فعلت جميع المتزوجات ذالك ... بحثت بالمكان فوجدت أن المكان المناسب هي الأريكة بالصالة ..
وبوجود أضاءة مزعجة قادمة من الخارج ستعاني قليلاً ولكن ستنام
فالنوم لاسلطان عليه ...فكرت قليلاً ببعض مخاوفها ولكن سرعان ماوجد النوم طريقة لعينيها ...
أنت تقرأ
عشق من قلب الصوارم
Misterio / Suspensoهي عدة معارك استمرّت لسنين طويلة، حيث كانت كل تلك المعارك في سبيل الحُب، حيث يستمر بطل الرواية في خَوض معاركه باحثًا عن انتصار يُمكّنه من نَيل معشوقته ذات الكحل الثّقيل، والجمال العربي الفائق، والتي استحقّت عن جدارة كل ذلك الحب فهل سينتصر ؟ . . للك...