الماضي
كانت ليلة شديدة الرياح ..ممطرة وباردة ومثيرة للخـوف في قلوب النساء والأطفال ...
وفي خيمتهم الصغيرة وصوت تفرقع شرار النار التي أوقدنها بحطب قد أصابه البلل تكمل الأصوات فالخارج ..وتبعثر النوم من أعينهن ...
صالحة بأنزعاج:يافهدة أرقدي وخليني اهجد وش فيتس مغير تقلبين ...
فهدة بتوجس :قلبي ماهوب متطمن على جفيراتي (صغار الماعز)ودي أدخلهن معي بفراشي ...
صالحة بضجر:والله لو دخلتينه لأهج وأخليتس ...
فهدة بضحكة تحدي :وين بتروحين بهالبرد والليل ...
صالحة :اروح لبيت عمتس ولا أي بيت من جماعتنا القريبين ..
فهدة :أيه عشان يقولون فهدة هججتها بتالي الليل ..عاد هم يدورونها علي ...
صالحة :أجل أهجدي وفكيني من شرتس ...
فهدة تصمت فجأة وكأنها تستمع لشيء بالخارج :حس أدمي ..
صالحة بهمس :يورالتس (تتخيلين) ...
فهدة بهمس حاد :أقولتس موطى رجلين آدمي (صوت خطوات أنسان) ..
ووقفت بكل هدوء وأنزلت السلاح المعلق ..تحت ذهول صالحة ...
وفتحت طرف الخيمة التي أجدن أغلاقها وخرجت وهي ترفع السلاح (بندقية صيد )بوجه القادم وتصيح به :تشهد على روحك ...
وهو الذي قد سمع صوت تعشيق البندقية قبل أن يصله صوتها حذرها :يافهدة تكفين لاتذبحيني أنا أخوتس يالقشرى (ضيقة البال) ...*الحاضـر*
أستيقظت اليوم الآخر لتجد رسالة منه على هاتفها يخبرها أنه سيتغيب ليومين وسيعود بعدها ويقضي يومين معها وإذا أحتاجته بأمر ملح لاتتأخر بالأتصال عليه ..
عرفت لاحقاً من حسناء التي جاءت لتجلس مع البنات ..
ولم تبخل بإيصال المعلومــة لها ..
أنه قد سافر مع تلك لوحدهما لشرقية بدون أبناء حتى ...
أليست هذه الأيام محكمة أبن أخيه ..
لما لايبدو مهتم بقدر كـافي ..
من جهة بتال الذي ضغطت عليه عبير كثيراً
ليسفرها .. فهي تعاني من الوحم وقد كرهت المنزل وجناحها
ولاتستطيع البقاء للحضة ..
وحين أخبرها أن تذهب لمنزل والدها تأففت وأنكرت الراحة هناك ...
وأن أبنائه يتشاكسون مع أبناء أخوتها الذكور
وهذا يسبب لها الأحراج معهم ...
والآن لاتترك مكان إلا وتريد زيارته ...
بتال بحنق :اللحين أنتي وش فيتس تونا داخليين من برى ماريحيتي ظهرتس حتى وين التعب والوحاام ..
أسمعي أنا ماني ناقص بلاوي ..أركدي ماهو أول حمل هذا عشان أقول جاهله وماتفهمين ...
عبير بتكشيرة :أنت قلتها ماهو أول واحد أنا أدرى بروحي ...وش قلت كلها كوفي وبنروح نتقهوى فيه ماتبي ماهو لازم ..
بتال بهدوء :ماهو عن ماأبي ..الدخله والطلعة والحركة ماهي زينه لتس أجلسي بذا البرندة وتفرجي على البحر هدي أعصابتسي روقي ..مو كأنا داخلين سباق من مطعم لسوق لكوفي ...
عبير التي قد دخلت حرب جديدها عنوانها أفرغي جيبه .. وهي التي تعرفه جيداً لايعتمد مادياً إلا على نفسه ...
لو أفرغت مافي جيبه لن تجد الأخرى شيء لتصرفه
وستفر منه بالتأكيد ..****
نادى عليه العسكري من خلف القضبان :الحصني ...
هجرس وهو يقف له ويتمسك بالقضبان حين تعرف عليه:هلا ..يالله حيه ..
العسكري من نفس قبيلته يمد له سيجارة من بين القضبان :الله يبقيك ...بكرة المحكمة ..
هجرس يلتقطها بعد أن أوقدها ذاك له:ايه يقولونه ..
العسكري ناصح له:ياهجرس أعقل وخل عنك الهبال تراك بتوقف قدام القاضي .. خلك محترم ...أحمد ربك لو خصيمك ميت يمدي أهلك يركضون يبون الصلح ...
هجرس بتهور:يستاهل الحمد سبحانه ...بس ياليته ميت ...
العسكري لايعجبه تهوره :رجعنا على طير يالي .. ياولد أصطلب وبعد عن المشاكل .. ترى ماهو كل مرة بتطلع منهااا ..وخذ حذرك بالحبس ...
وحين لاحظ تكدر وجه ذاك :لاتخاف ربعنا واجد هناااك ..
هجرس بعصبية :اللي يخاف منهو ابك لاتضحك العرب علينااا ...
العسكري بضحكة :ياأبن الحلال لاتخاف على السجاير والجوال ولاخابرك ذيب مايحتاااج ..من هو المهبول اللي بيحط راسه براسك ...
هجرس متأملاً:أقول ياولد تهقى لو أطالب القاضي بحكم الأخص**
يطولني شيء ..
العسكري بشهقة أستنكار :الله لايوفق أبليسك أنتي تبي تنكب عمرك ...ياهجرس صك فمك وأبلع لسانك ...ترى أبوك ماخلى أحد ماطش وجهه عشانك ..
وقال كاذباً ليخيفة وهو الذي يعلم بموضوع سقوط سلطان بالمستشفى عند وصول خبر أبنه له :لاتجلطه مرة ثانية ...
هجرس بصدمة :وش جلطته ..
العسكري ليندمه :والله هذا اللي وصلني يقولون طاح بالمستشفى يوم درى فيك ..هي جلطه ..هي سكته
ماأدري ش اللي حصل معه ..
هجرس الذي طال صمته :افاا يابو نايف هذي أخرتهااا جلطات ماني خابرن قلبك رهيف !!
العسكري :المهم العلم ووصلك ... أبوك ضعيف تعب عشانك لاتضيعه تعبه بخبالك وحمد ربك على الحكم اللي بتأخذه ...
وأن الرجال أعترف على نفسه ولايمدي موضوع طويل وسنين بتضيع من عمرك عشان ساعة تهور ...
غادر العسكري وبقى هجرس على حاله ذاك ..قبل أن يعود لمكانه وهو يردد :
فـكري عـجز يفهم الواقع وأعنـيـه
وأنا أعتـرف لك بالذي صـار مـنـي
عـشت بزمـن فيه ازدواج بـمعانيه
شفت الحقائق عكس ما كان ظـني
أقـدر أمـيـّز لـكـن الـوضـع تـالـيـه
تظهـر لي أشيـاء باولـه ما بـدني
وأرجع وأعيد حساب فكري وألاقيه
أنه صحـيح والخطأ صار مــني
أنت تقرأ
عشق من قلب الصوارم
Mistério / Suspenseهي عدة معارك استمرّت لسنين طويلة، حيث كانت كل تلك المعارك في سبيل الحُب، حيث يستمر بطل الرواية في خَوض معاركه باحثًا عن انتصار يُمكّنه من نَيل معشوقته ذات الكحل الثّقيل، والجمال العربي الفائق، والتي استحقّت عن جدارة كل ذلك الحب فهل سينتصر ؟ . . للك...