البارت الثامن و الاربعون ّ

10.8K 112 48
                                    

أستيقظت على كابوس جديد ونوبة هلع ..وهي تتخيل تلك الليلة للمرة الألف ..سحبت نفسها للحمام رغم أرهاقها وكرهها لملمس الماء في هذه الوقت من الليل ... أستحمت بجنون لعلها تمحي الذكريات من رأسها ...
ولكن لايوجد ذكريات هي خيالات نتائج أفكارهااا الخاصة ..
خرجت وهي تشعر بذبول ينبع من داخلها جلست قرب السرير لم تستطيع الصعود إليه تشعر بأنهيار عظيم قد بدى داخلها ..
سحبت الهاتف وبدأت تطبع عليه بأنامل سريعة :أعتذر على الرسالة ..
مايحق لي أقول اللي قلته ... صدقني كنت أتمنى أكون مكانها ...وأرتاح من هالدنيا ...
حين أستيقظ لصلاة الفجر لاحظ وجود رسالة منها ولم يقرأها إلا بعد أن فرغ من الصلاة ..مالذي تقوله هنا ..هل تعتقد أن هذا أعتذار ...
لايستطيع أن يختار إي الرسالتين أكثر كارثية من الأخرى ..
أنتظرها ذالك اليوم بأكمله ... كل مايريده أن ينظر لعينيها ويسأل ماصحت شعورها الذي أرسلته هل فكرت بالأرتياح من الدنيا الآن ..!!!
ولكنها لم تأتي .. التهرب أصبح خصلة متأصلة فيها ..
غزالي الشارد ..ياظبي الجفول ..أنا لست الصائد الشرير ..
أنا فقط حيوان مفترس عشقك فتحول عن ألتهام الحيوانات الصغيرة وتسبب بصدمة لسلسلة الغذائية ..
ورضي أن يكون حيوان عاشب فقط لأجل عينيك الكحيلة ...

××لو كنت تدري وش يكن الحشى لك رفعت لي من صادق الشوق .. رايه !××

****
كانت قادمة لتعد رضعة لأبنها حين وجدت غادة بالمطبخ ... وتبدو بمِزاج رائق للغاية :السلام عليكم ..
غادة التي كانت تصنع البان كيك :وعليكم السلام ..وين صوصو مايبغى يسهر معنا الليلة ...
فاطمة بعدم أطمئنان لمزاجها العالي :نايم ...
غادة :إلا أقول فاطمة متى ماشين الرياض ..!!
فاطمة :بعد يومين ان شاءالله ..
غادة :زين عشان يمديني أجهز نفسي ...
فاطمة بعدم تصديق :بتروحين معناا !!! عسى خير ..
غادة وهي تلتفت عليها بالكامل :أكيد خير بروح لزوجي ..وش الغريب بالموضوع ..!!
فاطمة لم ترتاح لرغبتها بمرافقتهم :بس مامعنا مكان ..
غادة بحدة وحزم للموضوع :ليه ان شاءالله نقصت يارا وأنا بجي مكانها ولاتقولين أصيل ترى بتصيرين سخيفة ...وعلى فكرة ترى ماأبغى سلطان يدري بسوي له مفاجئة ...
خرجت بعد أن أصبح جاهزاً ماأعدته ...
وفاطمة التي لم ترتاح لأسلوبها ..ماأن أعدت رضعة أصيل ..
حتى توجهت لغرفتها ..وأرسلت لسلطان تسأله إذا كانت مستيقظ وحين جاوبها أخبرته :أبوهجرس ماأحب شغل التحريش بس غادة ناوية تجي الرياض وتقول لاتعلمين سلطان صاير بينكم شيء !!! ...
رد عليها :زين أنتس علمتيني شكلها بتطب علي ببيت حسناء ..!!!
فاطمة التي أخذت الموضوع بجدية أخذت تحدث نفسها :زين أني قلت له ماحنا ناقصين مشاكل عاد فيه أحد يجمع بين غادة وحسناء يستاهل اللي يجيه ...
سعد القادم من الحمام بعد أن أستحم :من اللحين تسولفين معه ..
فاطمة التي فهمت أنه يقصد أصيل:لاوالله أسولف مع روحي ... وش فيك أنت مكثر الجيات عندنااا ...
سعد بأنزعاج :وأنتي خلاص بايعة قبل قلنا حامل وهرمونات اللحين وش بلاتس ..
فاطمة :اللحين نفاس ونفسيه ...أنا أبغى لك الراحة وش تبغى بصياح الورع وأزعاجة ..
سعد الذي أستلقى على السرير بتنهيده :مليت طقت تسبدي ذبحتني واللحين طايحة لي بسالفة الحقن المجهري وماأدري وش هو ... أنا عيالي كلهم جو طبيعي ليه أراكض بالمستشفيات وأشقي نفسي ...
فاطمة بسخرية ولاتصدق أنه يفتح معها موضوع كهذا :ياحرام مسكين مخدوع ...
سعد متجاهلاً سخريتها وهو يريد أخراج مافي قلبه :ويقولون الرياجيل اللي مايبون إلا مصلحتهم وأنت تزوجن عشان العيال بس ...
تجاهلته لن تتجادل معه من أجل حقوق الأخرى ...لن أخبرك أنه لو كان العكس لركضت هي معك بالمستشفيات ... ولكن حقا ًأشفق عليهااا كان من الأفضل أن تعتبر قبل الزواج منك ...فمن لم يقدر شريكة حياته لعشرين سنه كيف سيقدرها ...
على الطرف الآخرسلطان أرسل لبتال يسأله :وش بتسوي في بيتك ...
بتال الذي طال تأمله لرسالة رد بكلمة واحدة :ماأدري ..!!
سلطان الذي كان قد فكر بهذا الأقتراح من أيام فهو لن يحضر غادة لرياض ويرميها للمشاكل مرة أخرى :أجل أنا بأخذه وأبني لك الأرض الثانية على ذوقكم ..
كان الحل مناسب بالنسبة له فمن صممت المنزل على أسلوبها ميته والأخرى لن تدخل إليه :اللي تشوفه ..
وعاد لدفتر الذي كان يكتب عليه قبل مراسلة سلطان له ..
كان قد طلب من المنذر أن يحضر له دفتر جديد ليجعله خاص فيها
فالدفتر الذي يستخدمه لرد على محادثات عائلته .. حاكم يقرأه ويعبث فيه
ولايريد أن تكون محادثاته الخاصه معها عرضه للقراءة من أي أحد ..
ولكنها لم تزوره حتى اليوم ليستخدم الدفتر ..
ولكنه كتب لها على الصفحة الأولى وعلى طريقتها :لم أنتظر منكِ قصائد الأشتياق ولا أبيات من الوله ..كانت تكفيني رسالة واحدة ..تشعرني أني مازلت في تفكيرك ...

عشق من قلب الصوارم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن