*الماضي*
جاء من الخارج مثقل بالتعب ..ليجد طفله ذو العام ونصف
يبكي جوار والدته النائمة من المرض ..حمله بشفقه ..
وتوجه للأخرى التي تنام وبجوارها مهد طفلها ذو الأشهر حيث يغط فيه بنوم عمــيق ..
عقاب وهو يهز كتفها وعلى كتفه فياض الباكي :فهدة ياأم بتال ..
فهدة التي جلست بسريرها بفزع :بسم الله الرحمن الرحيم ..عقاب أنت متى عودت ..
وتداركت نفسها لتقول بماتستطيع توفيره من لباقة في وضعها : الحمدلله على السلامة ...
عقاب بأرهاق :الله يسلتمس ..خذي هذا أرضعية أو دبريه ...أمه وش سوت ...
فهدة بأنزعاج :وش أرضعه هذا عود كبر جدي .. ناد الدادة تعطية من العيشة التي تطبخها له ..
وأمه على حالها جاها أمس أخوها وداها المستشفى وماتغير فيها شي
أنا أقول كان تطوع شوري ونوديها للمطوع ,,
والله ماجاها غير عين النساوين على ولدها يوم جابته كلن يقول هذا أبو سنتين كيف قدرتي تالدينه ومامتي ...
عقاب وهو يضع يده على رأسه من ألم الصداع والأرهاق :ارضعي الورع وارقدي ...
فهدة بأنزعاج تحمل فياض الذي أعاده إليها ..لترضعه مجبره ...
وهي تشفق على صغيرها الذي لن يجد حليب ليتغذى فيه بعد هذا الوغد ...
ولكن لاقدره لها لمجادلة عقاب العائد بعد غياب والغضب يملئه على حال ضرتها وأبنائها ....
.
الحاضـــر *وقفت أمام مرآتها تستعد لمناسبة اليوم ...
كان الفاونديشن الذي وضعته لبشرتها مناسب جداً لها وقد جعل بشرتها حيوية جداً ...
رتبت حواجبها بطريقة مناسبة ورسمت كحلها البدوي ..ووضعت عدسات بلون العسلــي ..
بلشر برونزي ... وروج ثقيل جداً ..
هي راضية عن زينتهاا ستظهر أكبر سناً وناضجة جداً ليس كمظهرها بالملكة .. لاتعلم كيف تصرفت بتلك الطريقة وكأنهم لو رآوها من غير زينة سيحنون عليها ويتركونها بدون زواج ...
ألقت نظرة أخيرة على زينتها وشعرها الذي تركته ستريت فلايوجد لديها وقت للعبث معه ...
أرتدت الفستان الذي أختارته بعناية .. حتى لايبدو مبالغ فيه ..
فهي تناسبها الفساتين البسيطة بتفاصيلها ..المتكلف بقماشها ...
لاتحتاج الكثير لتظهر جسدها بصورة أفضل ...فهو كافي ليجعل كل بسيط رائع فقط ليتلامس مع جسدها فيصبح قطعة فنية ....
وأخيراً الحذاء ذو الكعب ...
ولكن لقد أصبحت محترفة فيه ...
أرتدت عبائتها مع صوت طرق على باب غرفتها ...
خرجت إليه بعد أن لبست نقابها وحملت حقيبة يدها ...
بتال وهو يلقي نظرة سريعة على ساعة يده :يالله تأخرنااا ..
خرجت خلفه وهي تمشي بتأني كعادتها وكم بدى السلم طويل جداً وهو يلقي نظرة عليها مابين لحظة وأخرى ...
كانت تسير خلفه ومن المفترض أن يخرجا معاً ..ولكنه توقف بنصف الطريق وتوجه لخالته التي تجلس بمكانها المعتاد مع العدد من أحفادها وأحد أبنائهاا ..
ولذهولهااا ذالك الشخص وجه الكلام :مساء الخير ياأم لاافي وشلونتس ؟؟!!
كانت نبرته مزعجة وهي تعودت تجاهل الوقاحة لذا تظاهرت بأنها لم تسمعه وتوجهت للعجوز سلمت عليها وخرجت وهي تعلم والجميع يعلم أنها تجاهلته ...
وماأن ركبا السيارة حتى سألها بنرفزة لم يستطيع أخفائها :وش الحركة اللي سويتيها هذي ؟؟!
جوزاء التي أنشغلت بتركيب أظافرها أنكرت :وش سويت ...
بتال بأنزعاج لو كانت عبير لصفعها على هذا التصرف ولكن هذه لايعلم هل له سلطة عليهاا ليعاقبها حتى ...
ولكن أمام عائلته هي زوجته لذا يجب أن تحترمهم كما يجب :أخوي وأكبر مني وتوه طالع من المستشفى يسلم عليك وتسفهينه كنه ورع أبو سنتين ...
جوزاء بثقة من صحة تصرفها فهي لم تعتاد الندم على شيء فعلته :ماتكلم مع رجال ماهم محارم لي ...خالتك وسلمت عليها ..وغيرها مالي هرج معه ...
بتال يصبر نفسه هذه ليست بالهينة لديها جواب لكل سؤال :أخواني لو سلموا عليتس تردين ولاا لتحديني أوريتس وش عقابتس ...
جوزاء ببرود :الحمو الموت ..وأنا أتبع كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ...أنا ولد خالتي وزوج أختي أركب معه من سنين السلام عليكم مابيننا ..
بتال يعلم أن معها حق ولكنه لن يدعها تفرض رأيها عليه :كلامي قلته وماراح أعيده ...
عجزت عن تركيب أظفرها الأبهام ...أغضبها أسلوبه ...
نزعت جميع أظافرها السابقة وتركتها بلا طلاء أظافر ...
حسناً بتال الأحمق زوج الغفلة سأجعلك الشخصية السمجة في روايتي ...
وذاك الذي لاأعرف أسمه بعد سيكون الشخصية التي لاقيمة لهااا وسأجعل شخص ما يضربه حتى يحطم أسنانه ...
من جهته لاحظ حركتها وتوصل لنتيجة لقد غضبت ..
يوجد شيء يزعجهاا .. ولكنها لاترد ..
تعرف متى تتوقف حسناً مثيرة للأعجاب ...
قبل أن يستدرك ويخبره نفسه :
ياساذج ..هذة التصرفات فقط لأنك حددت لها مكانتها منذ البداية
لاتملك الحرية للتتصرف كما تشأ
فقط لو أعطيتها بعض المساحة لكانت أسوأ من عبير ...
فهي مدللة أضعاف مضاعفة هي وأظافرها التي يتمنى التخلص منها جميعاً ...
طال الطريق وزاد الصمت ... وهي تكاد تنفجر آه رائحة عطرة جيوبها الأنفية قد تحسست ...وألم رأسها يفتك فيها ...
سألته بعد أن فقدت آخر ذرة تحمل :عندك مسكن ...
بتال الذي كان باله بعيد وبيعد عنهاا ..عاد للواقع على صوتها ليسألها مرة أخرى :وش هو ؟؟؟
جوزاء التي أعتقدت أنه لم يفهم طلبهاا :عندك مسكن .. عندي حساسية بالجيوب الأنفية ومصدعة ...
بتال بتعجب :ووش اللي ثورها عليك لافيه غبار ولا دخان قبل أن يستدرك وبشماته :ايه من هالمناكير وخرابيطة اللي بس تلطخين فيهاا,,,
وأضاف وهو يلقي نظرة على عيونها المحمرة بهذة اللحضة :ولا هالعدسات والخرابيط اللي بالية عمرك فيها ...
جوزاء ببرود :مناكيري بدون ريحة .. وعدساتي متعودة عليهاا ..وأضافت بوقاحة لأنها ستنفجر من أسلوبه المتعجرف معها :وسبب حساسيتي عطرك الثقيل ...
بتال نظر إليها بدهشة لمرتين ولم تعطيه ولانظرة يال الوقااااحة ...
هل عطرة سيء ..!!
ماذا إلا تعجبها العطور الشرقية بنت باريس !!!
أنت تقرأ
عشق من قلب الصوارم
Gizem / Gerilimهي عدة معارك استمرّت لسنين طويلة، حيث كانت كل تلك المعارك في سبيل الحُب، حيث يستمر بطل الرواية في خَوض معاركه باحثًا عن انتصار يُمكّنه من نَيل معشوقته ذات الكحل الثّقيل، والجمال العربي الفائق، والتي استحقّت عن جدارة كل ذلك الحب فهل سينتصر ؟ . . للك...