ابدأ بقصةٍ طريفة زمانها هو النصف الثاني من القرن التاسع عشر مع النصف الأول من القرن العشرين و قد جرت أحداثها في مصر حين كان رئيس الوزراء هو عَدْلِبَة شَيَكَنْ و كان الشاعر المعروف حفن بك ناصف قد بلغ الستين من العمر و هو سن الإحالة إلى المعاش فكتب إلى عدلي يكن أبياتاً من الشعر يقول له فيها :صاحب الدولة يا شيخ الوزارة
حاجتي إن شئت تُقضى بإشارة
بلغ الستين عمري إنما لم
أزل جَمَّ القوة جَمَّ الجدارة
و حياتي كلها قضيتها في
القضا طوراً و في التعليم تاره
إن أولادي على كثرتهم ليس
فيهم بعد من يكسب باره
فإلى التعليم أرجعني فلي
خدماتٌ في الدُْجى كانت مناره
أو فأرجعني إلى دار القضا
إن لي في خدمة الحق مهاره
أو فألقني بالأزهر كي
أجعل التعليم وِفْقاِ الحضارهو عندما قرأ عدلي يكن هذه القصيدة بعث بها إلى وزير المعارف أي التربية و التعليم و كانت تاشيرته عليها بيتاً من الشعر قال فيه :
يا وزير العِلم حقق رغبةً
ليس في تحقيقها أيُ خسارهفإتخذ الوزير قراره ثم رد على رئيس الوزراء يقول :
إنني أعرف في حَفْنِ الحِجا
أعرف الإخلاص فيه و إقتداره قد أعدناه إلى العِلْمِ الذي
يبتغيهِ ثم أصدرنا قراره.
أنت تقرأ
نوادر الأدب العربي
Non-Fictionيمثل هذا الكتاب مجموعة من النوادر و الطرائف التي تخص الأدب العربي و التي تبرز عظمة اللغة العربية و جمالها. ارجو ان تستمتعوا بها.