عَزة و عبد الملك إبن مروان

78 8 0
                                    


يحكى عن  عزة بنت جميل و هي التي عُرِفَ عنها الشرف و الحشمة و الوقار و قِيل أن كُثَيِراً لم يرها حاسرةً في حياته قط و مع ذلك فقد شَبَبَ بها كُثَيِرُ  لِما سمعه من جمالها حتى عُرِفَ بها فقيل له كُثَيِرْ عزة  فيحكى أن عزة دخلت يوما بعد أن أسنة على الخليفة الأموي عبد الملك إبن مروان فسلمت و إنتسبت فأراد أن يسمع منطقها فقال لها : أنت عزة كُثَيِرْ.
قالت : بل عزة أم بكر الضمرية.
فقال لها : فهل تروين يا عزة قول كُثَيِرْ  < و قد زعمت أني تغيرت بعدها....... و من  ذا الذي يَعز لا يتغير.
تغير جسمي و الخليقة كالتي عهدتي و لم يُخْبِر بسرك مُخْبِرُ  >.
قالت : ماسمعت هذا و لا أرويه و لكني أروي قوله < كأني أُنادي صخرة حين أَعرضت من الصُمِ لو تمشي بها العُصْمُ زلتي.... صَفوحا فما تلقاك إلا بخيلة فمن مَلَّ منها ذلك الوصل مَلَتِ >.
فقال لها عبد الملك : فهل تروين من هذه القصيدة التي قلتي منها ذينك البيتين قوله فيها < أسيئ بنا أو أحسني لا ملومة لدينا و لا مقلية إن تقلتي........... و لكن انيلي و إذكري من مودة لنا خلة كانت لديكم فطُلة >

قالت : ماسمعت و لا أرويه و لكني أروي قوله في نفس القصيدة < هنيئا مريئا غير دائن مُخامرٍ لغزة من أعراضنا ما إستحلت فوالله ما قربت إلا تباعدت بصرم ولا أكثرت إلا أَقَلت >.
فقال لها عبد الملك : مالذي رآه فيك كثير حتى تخيرك دون نساء العالمين فقال فيك ماقال.
فقالت : هو مارآه فيك المسلمون فتخيروك دون رجال العالمين خليفة عليهم فأُعجب بها و أكرمها و أثابها.

نوادر الأدب العربيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن