نوادر الادب العربي

26 1 0
                                    


في قرية صغيرة متواضعة على الضفة الغربية لنهر النيل، كان هناك رجل يدعى سليمان السمكة، لا لأنه كان يبيع السمك، ولكن لأنه كان دائمًا ينتهي بأن يسقط في النيل وبالتالي يظل مبللاً معظم الوقت!

سليمان كان له طابع خاص جدا، حيث كان لا يمكنه فهم الأمور كما يفهمها البشر الآخرون. كان كل سؤال يدور في ذهنه يجعله يذهب في مغامرة كوميدية لا تُنسى.

في إحدى الأيام، عندما زار القاضي القرية، استغل سليمان الفرصة ليسأله: "هو احنا نيش ولا نحنا نيش؟". القاضي عجب من السؤال، فقال له: "أنت بجنون يا سليمان، ما هذا الذي تسأل؟".

لكن سليمان لم يستسلم، بل استمر في تكرار السؤال للجميع في القرية، محاولا الإجابة على سؤاله الغامض. الجميع في القرية اعتادوا على غرابة سليمان، لكن هذا السؤال فاق كل التوقعات. جاء اليوم الذي نظم فيه المجلس القروي اجتماعًا خاصاً للرد على سؤال سليمان، حتى أنهم لقبوا الاجتماع بـ "نيشجيت".

بعد أن جاء الليل وانتهى الاجتماع، أعلن المجلس القروي الجواب. دعوا سليمان ليقولوا له: "نحن نيش، سليمان".

سليمان نظر لهم بدهشة، وقال: "حاضروا كله لجل هذا؟ طيب لو انا قلتلكم ما هو نيش، ايه هتعملوا؟".

الجميع في انتظار، وقال المجلس القروي: "حسنا، ما هو نيش يا سليمان؟".

أجاب بتلك البراءة في عينيه، مبتسما بخفة: "أنا كنت بقول، نيش .. هو نعم في الجيزانية!"
فساد الصمت و افترق الجمع دون أن ينبس أحد بكلمة .

دخل شاعرٌ على ملك وهو على مائدته فأدناه الملك إليه وقال له : أيها الشاعر
قال: نعم أيها الملك ,قال الملك : ” و ا ” ,فقال الشاعر على الفور , ” إنّ ” ,
فغضب الملك غضباً شديداً وأمر بطرده فتعجّب الناس وسألوه : لم نفهم مالذي دار بينكما أيها الملك ,
أنت قلت ” وا “وهو قال ” إنّ” فما ” وا ” و”إنّ” قال : أنا قلت له : “وا”أعني قول الله تعالى
” والشعراء يتبعهم الغاوون ” فردّ عليّ وقال : “إنّ”يعني قوله تعالى
” إنّ الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة”

أهدى أحد الشعراء إلى صديق له اسمه ( توفيق ) حذاء وكتب معه هذين البيتين :
لقـــد أهــديت توفيقاً حذاء
فقـــال القائلــــون وماعليه

أما قال الفتى العربي يوما
شبيه الشيء منجذب إليه

فرد عليه ( توفيق ) قائلا :
لو كان تهدى إلى الإنسان قيمته
كانت هديتك الدنيا وما فيهــا
لكنْ تقبلت هذا النعل معتقداً
أن الهدايا على مقدار مهديها


قال أبو نواس يتهكم بالشعراء الذين يفتتحون قصائدهم غالبا بمشهد الوقوف على الأطلال :
قل لمن يبكي على رسم درس
واقفا ماضر لو كان جلس .!
ومن المعروف أن أبو النواس كان من اهم المجددين والمحدثين في الشعر العربي .



نظر طفيلي إلى قوم ذاهبين فلم يشك في أنهم مدعوون إلى وليمة. فقام وتبعهم، فإذا هم شعراء
قد قصدوا السلطان بمدائح لهم، فلما أنشد كل امرئ منهم شعره، أخذ جائزته،
فلم يبق إلا الطفيلي وهو جالس ساكت. فقال السلطان: أنشد شعرك!
فقال الطقيلي: لست بشاعر، وإنما أنا من الغاوين الذين قال الله في حقهم:
(( والشعراء يتبعهم الغاوون ))
فضحك السلطان، وأمر له بجائزة كجائزة الشعراء


يُقال أن ابن الرومي الشاعر العباسي ادركه الصيام في شهر (اغسطس)
فصام رمضان الا انه وصف معاناة الحر والعطش فقال :

شهر الصيام مبارك
(ما لم يكن في شهر آب!!)

الليل فيه ساعة
(ونهاره يوم الحساب)!

خفت العذاب فصمته
(فوقعت في نفس العذاب)!


خرج الحجاج متصيّداً، ولما ابتعد عن جنده مرّ بأعرابي يرعى إبلاً .....
فقال له الحجاج: كيف سيرة أميركم الحجاج ؟؟
فقال الأعرابي: غشوم ظلوم، لا حيّاه الله ولا بيّاه.
قال الحجاج: فلو شكوتموه إلى أمير المؤمنين ؟؟
قال الأعرابي: هو أظلم منه وأغشم، عليه لعنة الله !!
فذهب عنه الحجاج حتى وصل جنده ثم قال لهم هاتوا به وقيدوه معنا إلى القصر،
فأخذوه وحملوه فلما ساروا
سأل الأعرابي الجند: من هذا ؟؟ قالوا: الأمير الحجاج، فعلم
أنه قد أحيط به فحرّك دابته حتى صار بالقرب من الحجاج،
فناداه الأعرابي: أيها الأمير، فقال: ما تشاء يا أعرابي ؟؟
قال: أحب أن يكون السِّر الذي بيني وبينك مكتوماً
فتوقف الحجاج وضحك من قوله كثيراً ثم خلّى سبيله.

نوادر الأدب العربيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن