من طرائف البدو المضحكة

26 2 2
                                    


بدوي دخل مسجدًا ليصلي صلاة الجمعة، وجلس في منتصف المسجد، وبدأ الخطيب يلقي خطبة الجمعة، وكلما نظر البدوي الى الخطيب بكى!

وظل البدوي يبكي بشدة كلما نظر الى وجه الخطيب وهو يخطب، حتى أن الخطيب ركز عليه وكان متحمسًا أكثر في إلقاء خطبته,

وبعدما أنهى  الخطيب خطبته، وبعد الصلاة قال لهم: أين الرجل الخاشع؟
فلما رآه قال له: اليوم أنت ضيفي تعالى معي الى البيت على الغداء!

وبالفعل ضيف الإمام البدوي ولم يقصر معه! وبعد الغداء جلسوا لشرب الشاي!

فقال الخطيب للبدوي: أنا خطيب في هذا المسجد منذ عشرين عامًا على الناس ولم يذرف احد منم دمعة واحدة، حتى جئت انت اليوم فقط ورأيتك تبكي  بخشوع فجعلتني متحمس أكثر للخطبة!

قل لي بالله عليك ما هو الموضوع الذي جعلك تبكي حتى أركز عليه أكثر في الخطب القادمة.

قال البدوي: هل تريد الصدق؟
قال الخطيب: نعم.
قال البدوي: والله لا أدري ماذا كنت تقول!
قال الخطيب: طيب لماذا كنت تبكي إذن؟
قال البدوي: لقد مات لي تيس قبل شهر له لحية مثل لحيتك، وفي كل مرة أرى لحيتك تهتز، أتذكر تيسي الميت وأبكي.

الديك والغراب:
وردت تلك القصة في كتاب (مباهج الفكر و مناهج العبر) للوطواط

حكى الرَياش قال: كنا عند الأصمعي فوقف عليه أعرابي فقال : أأنت الأصمعي؟

قال الأصمعي: نعم

قال الأعرابي: أأنت أعلم أهل الحضر بكلام العرب؟

فقال الأصمعي: كذلك يزعمون

فقال الأعرابي: مامعنى قول الشاعر:

وما ذاك إلا ديك شارب خمرة

نَدِيمُ الغراب لايمل الخَوابيَا

فلما استقل الصبح نادى بصوته

ألا يا غراب هلا رددت رِدائيَا؟

فقال الأصمعي:

إن العرب كانت تزعم أن الديك في ذلك الزمان الأول كان ذا جناح يطير به في الجو، وأن الغراب كان ذا جناح لايطير به وأنهما تنادما

ذات ليلة في حانة يشربان ( أي يسكران ).

فقال الغراب للديك: لو أعرتني جناحك لأتيتك بشراب، فأعاره الديك جناحه.

فطار الغراب ولم يرجع، لذلك زعموا أن الديك إنما يصيح عند الفجر كل يوم ندماً واستدعاء لجناحه من الغراب.

فضحك الأعرابي وقال: ما أنت إلا شيطان يا أصمعي.

الخياط الأعور:
حكى الأصمعي قائلاً:

كنتُ أسير في أحد شوارع الكوفة فاذا بأعرابي يحمل قطعة من القماش، فسألني أن أدلّه على خياط قريب، فأخذته إلى خياطٍ يُدعى زيداً، وكان أعور.

فقال الخياط: والله لأُخيطنّه خياطةً لا تدري أقباء ( لباس يلبس فوق القميص) هو أم دراج (لباس يوضع تحت الثوب).

فقال الأعرابيّ: والله لأقولن فيك شعراً لا تدري أمدحٌ هو أم هجاء.

فلما أتم الخياط الثوب أخذه الأعرابيّ ولم يعرف هل يلبسه على أنه قباء أو دراج، فقال في الخياط هذا الشعر:

  خَاطَ لي زَيْدٌ قِبَاء         ليتَ عينيه سِوَاء

فلم يدرِ الخياط أدُعاء له (أن تشفى عيناه المصابة) أم دعاء عليه (أم تعمى عيناه السليمة).

نوادر الأدب العربيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن