مقولة "وهل يخفى القمر"

16 1 0
                                    

دائما مانسمع مقولة "وهل يخفى القمر" ولكن نادرا ما يُذكَر مَن قائل هذه المقولة وسبب هذه المقولة !

- القائل هو : عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، شاعر مخزومي قرشي شاعر مشهور ، لم يكن في قريش أشعر منه في زمانه ، يكنى أبا الخطَّاب وأبا حفص وأبا بشر  ولقب بالمُغيريّ نسبة إلى جَدّه أحد شعراء الدولة الأموية من طبقة جرير والفرزدق والأخطل.

- قصة وسبب هذه المقولة : كان الشاعر وسيماً بهيَّ الطَّلْعة ،  وكان مغرور شديد الإعجاب بنفسه ، وفي العديد من قصائده يصور نفسه معشوقا لا عاشقا ، والنساء يتهافتن عليه ويتنافسن في طلبه ،  بل إنه يتحدث عن "شهرته" لدى نساء المدينة وكيف يعرفنه من أول نظرة قائلا :

بَينَمـا يَذكُرنَنـي أَبصَرنَنـي
                دونَ قَيدِ المَيلِ يَعدو بي الأَغَر
قالَتِ الكُبرى أَتَعرِفنَ الفَتـى ؟
                قالَتِ الوُسطى نَعَم هَذا عُمَـر
قالَتِ الصُغرى وَقَـد تَيَّمتُهـا
              قَد عَرَفناهُ وَهَل يَخفى القَمَـر !

‏قال الأصمعي: كنتُ أسير في أحد شوارع الكوفة فإذا بأعرابيّ يحمل قطعةً من القماش، فسألني أن أدلّه على خياطٍ قريب. فأخذته إلى خياطٍ يُدعى زيداً، وكان أعور، فقال الخياط: والله لأُخيطنّه خياطةً لا تدري أقباء هو أم دراج، فقال الأعرابيّ: والله لأقولن فيك شعراً لا تدري أمدحٌ هو أم هجاء
‏فلما أتم الخياط الثوب أخذه الأعرابيّ ولم يعرف هل يلبسه على انه قباء أو دراج!
فقال في الخياط هذا الشعر:

خَاطَ لي زَيْدٌ قِبَاء
ليتَ عينيه سِوَاء

فلم يدرِ الخياط أدُعاءٌ له أم دعاءٌ عليه .

°'

‏أهدى الخليفةُ العباسيُّ المتوكِّلُ الشاعرَ البحتري فَرَسًا، فمات الفرسُ في اليوم نفسه، فأنشدَ البحتريُّ مخاطبًا المتوكل:

أهديتَني أُعجوبةً
بين الخلائقِ نادرةْ

فرسًا كأنّ هبوبَها
مثلُ الرياحِ الطائرةْ

في ليلةٍ قَطَعَ المسافة
من هــنا لــلآخــرةْ .

نوادر الأدب العربيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن