يحكى عن الشاعر بشار إبن بُرْد أنه قال لبعض القوم يوماً رأيت حمار البارحة في النوم ، فقلت له : ويلك لِمَ مِتْ.
يقول فقال له الحمار : أنسيت أنك ركبتني يوم كذا وكذا و أنك مررت بي على باب الأصبهاني فرأيت أتاناً عند بابه فعشقتها، حتى مِتُ بها كمداً.
يقول بشار : ثم أنشدني الحمار :
سيدي مِلْ بِعِناني نحو باب الأصبهاني
إنَّ بالباب أثاناً فَضُلَتْ كل أثاني
تَيَمَتْني يوم رِحْنا بثناياها الحِسانِ
و بِغُمْجٍ و دَلالٍ سَلَ جسمي و بَراني
و لها خَدٌ أسيلٌ مثل خَدِ الشَيْفُرانِ
فبها مِتُ و لو عشتُ إذاً طال هواني.فقال له رجلٌ من القوم : و ما الشيفران يا أبا مُعاذْ.
قال : هذا من غريب الحمار فإذا لَقيتُهُ لكم مرة ثانية سألته.
أنت تقرأ
نوادر الأدب العربي
Saggisticaيمثل هذا الكتاب مجموعة من النوادر و الطرائف التي تخص الأدب العربي و التي تبرز عظمة اللغة العربية و جمالها. ارجو ان تستمتعوا بها.