نوادر اشعب

26 2 3
                                    

أنتم لا تَدَعونه !

كان أشعب صغيرا عندما جلس مع قوم يأكلون . وبعد قليل شرع في البكاء ، فسأله أحد الحاضرين : مالك تبكي ؟

فقال : الطعام ساخن .

فقال الرجل : دعه حتى يبرد .

فقال أشعب : أنتم لا تدعونه !

الأمير وأشعب والجدي

حضر أشعب مرة مائدة بعض الأمراء ، وكان عليها جدي مشوي ، فأخذ أشعب يسرع في أكله ، فقال له الأمير : أراك تأكله بغضب كأن أمه نطحتك !!

فقال أشعب : وأراك تشفق عليه كأن أمه أرضعتك !!

أشعب والدينار

قال أشعب لزوجته ، وكان معها دينار : أعطني هذا الدينار حتى يلد لك في كل أسبوع درهما .

فأعطته إياه ، وصار يدفع لها في كل أسبوع درهما .

فلما كان الأسبوع الرابع ، تلكّأ أشعب عن الدفع ، فجاءت زوجته وطلبت الدينار منه ، فقال لها : لقد مات بالنفاس !

فصاحت مندهشة : كيف ؟ وهل يموت الدينار بالنفاس ؟!

فقال أشعب : تصدقين بالولادة ، ولا تصدقين بالنفاس !

كان رجل…ومات !

كان أشعب يقص على أحد الأمراء قصة ، بدأها بقوله : كان رجل…

وفجأة أُحضرت المائدة ، فعلم أن القصة ستلهيه عن الطعام ، فسكت . فقال له الأمير : كنت قد قلت : كان رجل…وسكتّ ، فتابع وأخبرنا ما كان من أمر ذلك الرجل .

فقال أشعب وعيناه مسمرتان في المائدة : آه صحيح . كان رجل…ومات !

حساب دقيق

سئل أشعب مرة : كم يساوي اثنين في اثنين ؟

فأجاب : أربعة أرغفة .

خرجت إلى أمي 

لقي أشعبَ صديقٌ لأبيه فقال له : ويحك يا أشعب ، كان أبوك ألحى ، وأنت خفيف شعر اللحية ، فإلى من خرجت ؟

قال : إلى أمي .

أتريد أن أصلي ركعتين

سأل أشعب صديقا له : لماذا لا تدعوني أبدا إلى طعامك ؟

أجاب الصديق : لأنك شديد المضغ ، سريع البلع . إذا أكلت لقمة ، هيأت أخرى بسرعة .

فصاح أشعب : جعلت فداك ، أتريد أن أصلي ركعتين بين لقمة وأخرى ؟! 

حياء أشعب

صحب أشعب أحد التجار ، فقال له التاجر : قم فاطبخ .

فقال أشعب : لا أحسن ذلك .

فطبخ الرجل ، ثم قال لأشعب : قم فأثرد .

فقال أشعب : والله أنا كسلان . 

فثرد الرجل ، ثم قال : قم فاغرف .

فقال أشعب : أخشى أن ينقلب عليّ .

فغرف الرجل ، ثم قال لأشعب : قم الآن وكل .

فنهض أشعب مسرعا قائلا : والله قد استحييت من كثرة خلافي عليك .

فقام وأكل .

عرفت هذا

مرت أيام على أشعب ، وهو لا يجد سبيلا إلى لقمة ، فقد عرفه الناس في المدينة ، فلم تعد تنفع عنده الحيلة ولا الوسيلة ، ولم تعد تقع عينه على خوان ولا قوم أمام طعام .

وذات يوم ، بينما هو يمشي على جانب الطريق إذا بقوم غرباء يتغذون فقال لهم : سلام عليكم يا معشر اللئام !

فرفعوا أبصارهم إليه قائلين : لا والله ، بل كرام .

فثنى رجله في الحال ، وجلس بينهم وهو يقول : اللهم اجعلهم من الصادقين ، واجعلني من الكاذبين .

ثم مدّ يده في القصعة التي بين أيديهم ، وهو يقول : ماذا تأكلون ؟

فأرادوا أن يوقفوا تهجّمه ، فقالوا في فتور : نأكل سمّا .

فحشا فمه وهو يقول : الحياة بعدكم حرام .

وأخذ يجول في القصعة كما يجول الفارس في الميدان . فلما رأوه قد أغار على طعامهم وكاد يفنيه ، قالوا له : أيها الرجل ، هل عرفت أحدا منا ؟

فأشار أشعب بإصبعه إلى الطعام وقال : عرفت هذا .

نوادر الأدب العربيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن