نوادر

22 2 2
                                    


الأعرابي والبخلاء :

وقف أعرابي بقوم فقال: يا قوم، أشكوا إليكم زمنًا كلح بوجهه وأناخ عليَّ بكلكله بعد نعمة من المال وثروة من المال وغبطة من الحال، اعتورني بنبال عن قسي نوائيه، فما ترك لي شيئًا ارتجي به نفعًا، فهل فيكم من معين على صرفه أو مساعد على حنفه؟ فردوا عليه ولم ينيلوه شيئًا،
فولى عنهم وهو يقول:

قَد ضاعَ مَنْ يَأْمَل مِنْ أَمْثَالِكُمْ جُودًا
وَلَيْسَ الْجُودُ مِنْ فِعَالِكُمْ
لَا بَارَكَ اللهُ لَكُمْ فِي مَالِكُمْ
وَلَا أَزَاحَ السُّوءَ عَنْ عِيَالِكُمْ
فَالْفَقْرُ خَيْرٌ مِنْ صَلاح حَالِكُمْ

أشعب مطربًا :

قال الأصمعي قدم جرير المدينة فأتاه الشعراء وغيرهم، وأتاه أشعب بينهم، فسلموا عليه وحادثوه ساعة وخرجوا وبقي أشعب فقال له جرير: أراك قبيحًا لئيمًا، ففيم قعودك وقد خرج الناس؟ فقال له: أصلحك الله، إنه لم يدخل عليك اليوم أحد أنفع مني، قال: وكيف ذلك؟ قال: لأني آخذ رقيق شِعرك فأزينه بحسن صوتي، فقال له جرير: أسمعني، فاندفع جرير يغني:

يَا أُمَّ نَاجِيَة السَّلامُ عَلَيْكُمُ قَبلَ الرَواحِ
وَقَبلَ لَومِ العُزَّلِ
لَو كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ آخِرَ عَهدِكُم يَومُ الرَحيلِ
فَعلتُ مَا لَم أَفعَلِه

قال: فاستخف جرير الطرب لغنائه بشعره فزحف إليه وأعنقه وقبله بين عينه وسأله عن حاجته فقضاها له

الضراير :

تزوج رجل من الأعراب امرأة جديدة على امرأة قديمة وكانت الجديدة على باب القديمة فتقول:

وَمَا تَسْتوي الرِّجلان رِجْلٌ صحيحة وَرِجْلٌ رَمى فيها الزَّمانُ فَشلَّتِ
ثم مرت بعد أيام فقالت:

وَما يَستَوِي الثَّوْبان ثَوْبٌ به البِلَى وَثَوْبٌ بأيْدِي البائعين جَدِيدُ
فخرجت إليها القديمة فقالت:

نَقِّل فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِنَ الْهَوَى مَا الحُبُّ إِلا لِلحَبيبِ الأوَّلِ
كَم مَنزِلٍ في الأرضِ يألَفُهُ الفَتَى وَحَنينُهُ أَبَدًا لأوَّلِ مَنزِلِ

نوادر الأدب العربيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن