يحكى أن هارون إبن عُرَيْبْ و هو إبن خال الخليفة المقتدر بالله العباسي دعا يوماً جَحْظَة البرمكي و كان شاعراً فَكِهاً ظريفاً و هو من بني بَرْمَك كما كان نهماً أكولاً دعاه إلى تناول القطائف عنده فإذا جحظة عندما جِيءَ بالقطائف و رآها و قد حُشِيَتْ باللوز و الجوز و الصنوبر ، يهجم عليها و ينكب أكلاً بشراهة غريبة ، فخاف عليه التُخمة فقال : ياجحظة رُوَيْدَكَ مهلاً إن القطائف إذا أكل الرجل منها كثيراً و كانت قد حُشِيَتْ باللوز أبْشَمَتْ ، و إذا حُشِيَت بالجوز أتخمت ، و إذا حُشِيَت بالصنوبر هدمت و إذا حشيت بالذلك كله أَعْدمت.
فأنشد قائلا :
دعاني يا هارون لأكل القطائفِ فأمعنت فيها آمنا غير خائفِ.
فقال و قد أوجعت بالأكل قلبه : رُوَيْدَكَ مهلاً فهي إحدى المَتالفِ.
فقلت له : ماقد سَمعنا بِهالكٍ يُنادى عليه ياقَتِيلَ القطائفِ.
و أقبل على القطائف حتى أجهز عليها.
أنت تقرأ
نوادر الأدب العربي
Nonfiksiيمثل هذا الكتاب مجموعة من النوادر و الطرائف التي تخص الأدب العربي و التي تبرز عظمة اللغة العربية و جمالها. ارجو ان تستمتعوا بها.