قصة أمثالنا الشعبية «« كأنك يا ابو زيد ما غزيت »»

19 2 1
                                    

📙📚 قصة أمثالنا الشعبية 📚📙

      «« كأنك يا ابو زيد ما غزيت »»

هذه المقولة نسمعها كثيرا ، ويستخدمها الكثيرون للدلالة على عدم وجود فائدة ، أو ، جدوى من عمل ما قد تم عمله ، وبعد جهد وعناء أصبح هذا العمل كأنه لم يكن ...

من الذي قال هذه العبارة ؟
ولمن قالها ؟
ولماذا قالها ؟
ومن هو ابو زيد هذا ؟
وما الأرض التي غزاها ؟ ولماذا غزاها ؟

كل هذه الأسئلة وأكثر تجيب عنها القصة التالية :

يحكى قديما أن : -

كان بنو هلال من العرب الرحالة الذين يسكنون في شبه الجزيرة العربية ، ومروا خلال سنين عيشهم هناك بفترة زمنية عصيبة ، وصعبة للغاية استمرت حوالي (8) ثماني سنوات ، عانوا فيها من الجفاف وانعدام سقوط الأمطار ، فانهكت حالهم ، وهلكت إبلهم ، وأغنامهم التي أصبحت بلا مرعى ،
وهذا كان السبب الرئيسي في التغريبة الهلالية ،

وبعد اشتداد الجفاف ، وانتشار القحط ، وأصبح العيش لا يطاق ، ولا يمكن تحمله أكثر من ذلك ،
قرروا الاجتماع بقيادة أميرهم ، الأمير ( حسن بن سرحان ) , للتشاور في هذا الأمر ،
وقد خرجوا من هذا الاجتماع بقرار ،

ما هذا القرار ؟

لقد قرروا إرسال مجموعة استكشافية للبحث عن مكان ومأوى جديد يرحلون إليه ،
واتخذ القرار بالاجماع لاختيار الفارس المغوار ( ابو زيد الهلالي ) , لهذه المهمة ، والذي وافق بشرط أن يكون معه في هذه الرحلة ابني الأمير سرحان ، وهما ( يحيى ، و ، يونس ) ،

انطلقت هذه المجموعة ، وبعد عناء شهر كامل ، وصلوا إلى ( تونس ) التي أعجبتهم خضرتها ،
وقد استغربهم أهلها ، وقادوهم إلى الملك ( الزناتي ) ملك ثونس ،
وكان قد رأى في المنام أن هناك مجموعة سوف تأتي إلى بلاده وستكون مقدمة لأفواج تتبعها ، وتسلب منه الأرض والحكم والملك ،
فتحاور معهم ، فأخبروه بأنهم حجاج لبيت الله الحرام وقد ضلوا الطريق ، ويريدون المساعدة ،
لكنه لم يصدقهم ، وأمر بالقبض عليهم وحبسهم ،
وبعد فترة استطاع ،،ابو زيد،، الخروج من السجن بمساعدة ( الصفيرا ) ابنة الملك ،،الزناتي،، التي أحبته ، واتفقت معه أن تقنع والدها الملك أن ،،ابو زيد،، عبد ، وليس من شيمتهم أن يأسروا العبيد ،

فوافق الملك ، وأمر أن يعمل خادم بالقصر ، ولكنه أمر ( العلام ) أشجع قواده بأن يقوم بمراقبته ، والتأكد من ذلك ،

وقد قام ،،العلام،، بحلية استطاع أن يكشف بها فروسية ،،ابو زيد الهلالي،،
حيث قام بعرض للخيل والفرسان من أمامه ، فإذا به يترك كل ما بيده من أعمال ، ويراقب بتلهف هذه العروض ، ويتحمس لها ،
وهنا تيقن ، وتأكد ،،العلام،، من فروسية ،،أبو زيد،، فقام باستجوابه ، فاعترف ،،ابو زيد،، لكنه اشترط على ،،العلام،، أن يخلي سبيله ، وتعاهد الإثنان على أن لا يقتل أحدهما الآخر عندما يأتي ،،بنو هلال،، لغزو تونس ،

عاد ،،ابو زيد،، وأخبر قومه ،،بني هلال،، فجمعوا جموعهم ، وزحفوا إلى ،،تونس،، ولم يتركوا خلفهم شيئا يعودوا من أجله ،
ولكن ( علياء ) زوجة أبو زيد ، رفضت أن تترك ديارهم ، ولم ترافقهم لأنها كانت على خلاف مع زوجها ،،ابو زيد الهلالي،،

وبعد معارك طاحنة ، وكر ، وفر ، ومحاولات استمرت قرابة ثلاثة شهور ، بقيادة الفارس ،،ابو زيد الهلالي،، والفارس المغوار ( دياب بن غانم ) ، استطاع ،،بنو هلال،، الانتصار ، والاستيلاء على ،،تونس،،

وبعد أن استقروا ، أرسل ،،ابو زيد،، إلى زوجته ، يطلب منها أن تأتي إلى تونس مستقرهم الجديد ،

وهنا جاء الرد بعبارتها الشهيرة التي أصبحت مثلا ،
حيث قالت للرسول الذي أرسله زوجها ،،ابو زيد،،
لا حاجة لي بالرحيل من أرضى وداري ، فالأمطار ، قد هطلت ، وأخضرت الأرض ، وعم الخير بلادنا من جديد ،
(( وكأنك يا أبو زيد ما غزيت ))

نوادر الأدب العربيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن