في غرفةٍ مظلمةٍ لا تصلها الشمس حتى في وضح النهار.
رنّ صوتٌ صغيرٌ بين المرأتين اللتين تجلسان وجهاً لوجه.
"بكاء.... أعني، ذلك الوغد لديه علاقةٌ مع خادمةٍ مرّةً أخرى...."
أخذت المرأة في منتصف العمر، التي ترتدي قبعةً ذات حجابٍ ملوّن، منديلًا أبيضًا من حقيبتها.
رفعت منديلها، وتمخّطت، ونظرت إلى المرأة التي أمامها.
"الناس لن يعرفوا حقيقته. في الخارج، هو مشهورٌ وحنونٌ ومحترمٌ للغاية. لن يصدّقني أحد، أليس كذلك؟"
"...."
"لكن شخصيته الحقيقية هي رغبته الجنسية المنحرفة القبيحة...! لقد تم خداع الجميع...... كم مرّةً حدث هذا...."
لم تتمكّن المرأة ذات الوجه الحزين من حبس دموعها.
"كيف أعيش الآن...... وماذا عن أطفالي الذين لا يعرفون شيئًا. ماذا أفعل؟"
"...."
على الجانب الآخر مقابل المرأة التي كانت تذرف الدموع باستمرار، جلست القديسة ساكنةً على كرسيها، مثل لوحة.
نظرت إلى الأرض كما لو كانت غارقةً في التفكير، وللوهلة الأولى بدت مضطربةً للغاية، ومن ناحيةٍ أخرى، بدت وكأنها شخصٌ في عالمٍ مختلفٍ تمامًا عن المرأة التي أمامها.
"... حضرة القديسة؟"
المرأة، التي مسحت دموعها تمامًا، نادت بيلادونا مرّةً أخرى.
نظرت إليها بنظرةٍ مثيرةٍ للشفقة، وهي تمسك بمنديلها الأبيض.
"...."
بعد بضع ثوانٍ من الصمت، رفعت بيلادونا عينيها وتواصلت معها بالعين.
رسمت زوايا فمها ببطءٍ ونظرت إلى المرأة في منتصف العمر بابتسامةٍ جميلةٍ أعمتها.
"...."
"آه......!"
وسرعان ما سقط شعاعٌ من الضوء على وجه المرأة التي واجهت ابتسامة بيلادونا البحرية.
رفعت يديها وغطّت فمها، وتنهّدت مثل رجل التنوير."......فهمت! أنتِ تقولين أنني أستطيع أن أفعل ذلك بنفسي، أليس كذلك؟ حسنًا، لا أعتقد أنني ضعيفةٌ إلى هذا الحد... هذا ليس صحيحًا."
ثم فتحت فمها وبدأت تتلعثم.
"القديسة على حق...! أُفضِّل أن أعيش وحدي على أن أعيش مع زوجٍ تافهٍ كهذا. لا، لديّ طفلان، لذا فأنا لستُ وحدي!"
"...."
"سأعود وأطلب الطلاق الآن! وسأصرخ أمامه! لن أقوم بأيّ أعمالٍ تحطّ من نفسي بعد الآن!"
أنت تقرأ
بيــلادونــا وإسكــاليــون
Romance- بترجمتي - الوصف بأول فصل - يمنع نسخ الفصول ونشرها في أي موقع آخر حتى بوجود حقوقي بدأت: 21/9/2023