عندما سمع بالأمر لأوّل مرّة، اعتقد أن بيلادونا غادرت القلعة بمفردها لأنها لم تتمكّن من البقاء لآخر شهر. الآن بعد أن فهم ما تنوي فعله، أرادت العودة إلى أستانيا في أقرب وقتٍ ممكن.
لكن الهواجس المشؤومة التي ظلّت ترنّ في رأسه جعلت إسكاليون يهتزّ.
"منذ متى؟"
"لقد تأكّدتُ من ذهابها إلى لنوم الليلة الماضية، لكنني لم أرها منذ هذا الصباح. غير موجودةّ في أيّ مكانٍ في القلعة."
"أيّ عربةٍ مفقودة؟"
"ليس هناك واحدة. ليس هناك عربةٌ واحدةٌ مفقودة."
أجاب وولف بالدموع في عينيه.
شدّ إسكاليون فكّه السفلي.
"مـ .... ماذا إن تمّ اختطافها فجأةً أو تعرّضت لحادث ...."
"لا تتخيّل الأمور كما يحلو لك وقُل لي بشكلٍ صحيح. هل هناك سببٌ يجعلكَ تعتقد ذلك؟"
"أوه، لم يكن هناك ما يشير إلى أنها أخذت أيّ شيءٍ من الملابس أو الطعام إلى الأحذية، بل كانت البطانية في حالةٍ من الفوضى كما لو كانت قد نهضت للتوّ من السرير."
استدار إسكاليون حوله على الفور.
لقد كان الجو باردًا بشكلٍ رهيب.
وإذا اختفت دون أن ترتدي ملابس مناسبة، فمن الواضح أن جسدها الضعيف لن يصمد طويلاً.
لماذا فعلتِ مثل هذا الشيء الغبي ......
لم يستطع أن يفهم سبب اختفائها فجأة، ولم يستطع حتى أن يخمّن غَرَضها. كان يظنّ أنه يعرف زوجته جيدًا، لكنه في الحقيقة لم يكن يعرف عنها شيئًا.
"ما هي الأماكن التي بحثتَ فيها حتى الآن؟"
اندفع وولف، الذي كان يجلس على الأرض، بسرعةٍ وطارده.
"لقد بحثتُ في كلّ شبرٍ من القلعة، حتى في تلك الأماكن التي لم تطأها قدمها من قبل قط."
"ماذا عن خارج القلعة؟"
"الفرسان يستعدّون للبحث؛ ولكن بدون إذن السيد، لم نستطع التحرّك حسب الرغبة ...."
"أخبرهم أن يبدأوا في تفتيش القُرى والغابات المحيطة بها على الفور."
"عُلِم! أنتَ هناك! أبلِغ السير جراهام بالأمر الآن!"
أدار وولف رأسه وصرخ، وأومأ الخدم من حوله وركضوا في اتجاهاتٍ مختلفة. بدا أنهم يركضون إلى الفرسان الذين يبحثون حول القلعة.
"أحضِر خادمة زوجتي."
وبعد لحظات، ظهرت أمامه سيندي التي كانت مغطّاةً بالدموع أيضًا.
"سـ سيدي ....."
"متى كانت آخر مرّةٍ رأيتِ فيها زوجتي؟"
"في المساء .... ساعدتُها في الاستحمام مساء أمس وخرجتُ بعد أن رأيتُها تستلقي على السرير."
أنت تقرأ
بيــلادونــا وإسكــاليــون
Romance- بترجمتي - الوصف بأول فصل - يمنع نسخ الفصول ونشرها في أي موقع آخر حتى بوجود حقوقي بدأت: 21/9/2023