54. علاقة رقيقة، ناعمة، وهشّة

257 27 11
                                    



توك، توك.

"...."

توك، توك، توك.

كان هناك صوتٌ منتظمٌ للمياه.

رفعت بيلادونا التي عادت إلى وعيها جفونها مع عبوسٍ بين حاجبيها.

أين أنا ...؟ نظرت حولها ببطء.

من الواضح، حتى فترةٍ مضت، كانت في كهفٍ باردٍ وقذر، ولكن يبدو أنها في مساحةٍ جديدةٍ تمامًا.

{هل أنتِ مستيقظة؟}

في رأسها، تدفّق صوتٌ منخفضٌ وناعم.

أدارت بيلادونا رأسها في مفاجأة. لكن المنطقة المحيطة لم تكن سوى مساحةٍ زرقاء، فارغةٌ دون أيّ شيء، حيث يمكنها سماع صوت الماء بانتظام.

ما كان ..... هذا .....

مرتبكة، ظهر أمامها شخصٌ ما.

{ كيف كان حالكِ؟}

تفاجأت بيلادونا التي أدارت عينيها لرؤية الشخص الذي ظهر، وتراجعت للخلف.

جلست امرأةٌ ذات عيونٍ زرقاء وشعرٍ فضيٍّ لامعٍ على ظهر دبٍّ كبيرٍ وابتسمت.

هذه أنا .....؟  أوه، لا، القـ القديسة بيلادونا؟

{ هاها ...... 'أنا'؟ أعتقد أنكِ بتِّ معتادةً على حياة بيلادونا الآن؟}

جلست القديسة منتصبةً إلى حدٍّ ما على الدب الكبير، وغطّت فمها بظهر يدها وضحكت.

نظرت إليها بيلادونا في ارتباك وهي تجلس على الدب المرعب الذي كاد يهاجمها منذ فترةٍ قصيرة.

{كيف كان حالكِ؟ هل تُبلين جيدًا؟}

سألت القديسة التي توقّفت عن الضحك.

هزّت بيلادونا رأسها على الفور عندما سمعت سؤالها.

"ماذا؟ هل أنتِ القديسة حقًا؟ لماذا تفعلين هذا بي؟"

{يا إلهي، تسألينني هذا السؤال بهذه النبرة. ما الخطب؟}

"لماذا أنا .... لماذا جعلتِني أُولَدُ من جديد؟ وفي جسد القديسة!"

{هاه؟ أردتِ ذلك.  هل تلومينني؟}

أنا أردتُ ذلك .....؟

أخذت بيلادونا نفسًا عميقًا. لكنني لم أُرِد ذلك أبدًا ....

نظرت القديسة إلى بيلادونا ورأسها مائل، وفتحت فمها.

{برؤيتكِ هكذا، يبدو أن حياة بيلادونا ليست سلسة، أليس كذلك؟}

"...."

{همم، هذا سيءٌ للغاية. أردتُكِ أن تكوني أكثر سعادة.}

عند كلمات القديسة، انحنت بيلادونا في مكانها وتحدّثت بصوتٍ ساخر.

"إذا كنتِ ستقتلينني، فاقتليني بسرعة."

بيــلادونــا وإسكــاليــونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن