38. سرٌّ بيننا نحن الإثنان

288 38 30
                                    




لم أشعر بواقعية الأمر بعد. شعرتُ بالعرق البارد يتدفّق على ظهري.

مـ ماذا عليّ أن أفعل ......؟

لم تستطع بيلادونا أن تقول أيّ شيءٍ وهي تنظر إلى إسكاليون واقفًا أمامها؛ عيناه الذهبيتان، اللتان تواجهانها تمامًا، منحنيتان بلطف.

"اعتقدتُ أنني كنتُ أحلم. اعتقدتُ دائمًا أن ما سمعتُه في المرّة الأخيرة لم يكن إلّا وهمي."

"...."

"أولاً، أصبح الجوّ أكثر برودة، لذا ارتدي هذا."

غطّى إسكاليون كتف بيلادونا، التي كانت متصنّمة، بمعطفه الذي كان يحمله عند خطوةٍ واحدة. نظرت بيلادونا إليه بنظرةٍ مذهولة، غير قادرةٍ حتى على تجنّبه والتراجع.

لم أستطع أن أصدّق أنني جعلته يسمع صوتي عبثًا.

علاوةً على ذلك فهو ....... لا يبدو أنه متفاجئٌ كما اعتقدت. أشعر بالارتباك الشديد من الأمر برمّته. مـ ما الذي حدث الآن ....؟

"هل تريدين البقاء لفترةٍ أطول؟ هل تحتاجين إلى مزيد من الوقت لتجديد نشاطكِ؟"

على سؤال إسكاليون، لم تستطع بيلادونا الإجابة بسهولة.

لم أكن أعرف ما إذا كان عليّ أن أعود معه وكأن شيئًا لم يحدث، أو إذا كان عليّ أن أشرح نفسي هنا أو إذا كان عليّ أن أستدير وأهرب على الفور.

"...."

عندما بدت بيلادونا ترتجف بشكلٍ طفيفٍ وتائهةً في أفكارها، تكلّم إسكاليون بصوتٍ منخفض.

"ما الذي يدهشكِ إلى هذا الحد؟ لا تقولي لي أنكِ تعتقدين أنني أرسلتُ خادمةً واحدةً فقط لا تبدو موثوقة للغاية مع زوجتي؟"

إ-إذن ....؟

"لم أتمكّن من اللحاق بكِ بنفسي، لذلك قمتُ بتعيين العديد من الفرسان. لقد كنتِ تائهةً ووقفتِ هناك بلا هدف، ثم مشيتِ إلى مكانٍ ما، ثم تسلّقتِ التل، وجلستِ ساكنة، وشاهدتِ كلّ شيء."

"آه ...."

أطلقت بيلادونا تنهيدةً صغيرة.

لقد ندمت متأخّرة على مدى سذاجة وسوء التصوّر لعدم معرفة أحدٍ بها هنا.

"بعد سماع الأخبار، هرعتُ إليكِ بسرعة. تبًّا كم من الوقت كنتِ ستتجوّلين؟ الجو أصبح أكثر برودة."

"...."

"بيلّا، أخبريني الآن، لماذا شعرتِ بالسوء الشديد اليوم؟"

سأل إسكاليون وهو ينحني نحوها. حدّقت بيلادونا في وجهه وهو يقترب.

بسببك. برزت الكلمات في حلقي، لكنني حاولتُ حبسها.

بيــلادونــا وإسكــاليــونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن