52. خطّة البابا وخيانته

243 27 7
                                    


'... إنها خطة البابا.'

أجبرت بيلادونا نفسها على أخذ شهيقٍ وزفيرٍ بالكاد.

'لقد أرسل الرسالة التي قد تبدو أنها لي عمدًا إلى إسكاليون كما لو كانت خطأ، وحتى أنه أرفق الرسالة التي كتبتُها من قبل.'

بدا أن ضحكة البابا الكئيبة ترن في أذني.

شعرتُ برأسي يدور وكانت يدي تهتز. عقدت بيلادونا يديها معًا وأعطتها القوّة.

'هل لاحظ نيّتي في خداعه ومحاولة الحفاظ على الزواج؟ أو حتى ......  هل كان هذا جزءاً من خطة البابا؟ أن يتم الكشف على هذه الخطط عن قصد، لذا إسكاليون، وليس أنا، هو مَن يطلب الطلاق ......؟'

شدّت رقبتها لتجبر صوتها على الخروج.

"انتظر لحظة. ا-اسمح لي أن أشرح."

"هل هناك أيّ شيءٍ لشرحه؟"

عادت الإجابة الباردة على الفور، فجفلتُ وأغلقتُ عينيّ بإحكام.

في هذه الأثناء، خطر لي أنني كنتُ راضيًا جدًا. أيّ نوعٍ من الأشخاص كان البابا، أكان يخال لي بسعادة أن أقضي معه الليلة الأولى دون تفكيرٍ وأبقى معه؟

'لم أكن شخصًا يستسلم بهذه السهولة ....'

داهم إحباط شديدٌ ومظلمٌ جسدي وابتلعه رأسًا على عقب. كما لو أن الأرض تحت قدميّ قد غارت، شعرتُ وكأن قدمي ستفقد قوّتها وستخور في أيّ لحظة.

دعنا نهدأ الآن. مـ من أين يجب أن أبدأ الشرح؟

احتضنت بيلادونا أصابعها المشدودة أقرب إليها. كان عليّ أن أقول شيئًا لـإسكاليون بسرعة. كان عليّ أن أشرح كلّ شيءٍ عن الوضع. ولكن ربما بسبب الموقف المفاجئ، لم يكن رأسي يعمل بشكلٍ صحيح.

حـ حسنًا ......

"برؤية أنكِ تبقين فمكِ مغلقًا، يبدو أنه ليس لديكِ الكثير لتقولينه. إذا كنتِ في وضعٍ غير مؤات، فيكفي أن تُبِقي فمكِ مغلقًا، يالسهولة الأمر، هاه؟"

لقد كانت لهجةً حادّة. لم يكن عليه أن يشرح مدى عمق الخيانة التي شعر بها في الرسالة التي أُرسِلت إليه.

بعد النظر إليها للحظة، وقف إسكاليون كما كان. وبلفتةٍ خشنة، انتزع المعطف من الشمّاعة البسيطة المجاورة للمكتب. ثم، وهو يلفّه حول كتفه، خرج بسرعةٍ عاليةٍ ومرّ بها ببساطة.

"ا-انتظر لحظة ...."

حتى عند خروج صوتها، لم يُبطِئ. وبينما جفلت بيلادونا وتأرجح كتفيها على تعبيره العنيف، سمعت باب المكتب يُغلَق خلف ظهرها.

"...."

ساد الصمت في المكتب حيث اختفى. وقفت بيلادونا بذهول، وهي تشعر بالرياح التي سبّبها إسكاليون، والذي مرّ بها بسرعة.

بيــلادونــا وإسكــاليــونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن