الفصل الثالث ( العقبة الأولى )

678 39 2
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" عندما لا تعرف ماذا تفعل، يبدأ عملك الحقيقي، وعندما لا تعرف أي طريق تسلك، تبدأ رحلتك الحقيقية "

________________________

سماء صافية تلفحها أشعة الشمس الساطعة والهواء النقي الذي يخلو من الشوائب، وفي إحدى الحُجر التي بداخلها تُبدل الفتيات أوعيتهن استعدادًا للتمرن على العُرض الذي سيُقام بالغد، فكانت بعض الفتيات ترتدين ملابس رياضية وأحذية خفيفة الوزن لتُساعدهن على الحركة بسهولة ويُسر، ما إن انتهت الفتيات من إرتداء ملابسهن، هرعن من الحُجرة ليتجهن بعدها إلى ساحة التدريبات...

ما إن تركن الحُجرة حتى ظهرت يارا من مخبأها تتلفت يمينًا ويسارًا حتى لا يرها أحد، فما إن تأكدت من خلو المكان حتى يسنح لها تنفيذ ما تنتوي فعله، هرعت عند الرُكن الذي يوضع بداخله الملابس والأحذية لتستلقي على الأرض بجوار إحدى الحقائب التي تعرفها جيدًا، قامت بفتح تلك الحقيبة كي تُخرج منها حذاءًا أنيقًا قليل الوزن، أخرجت المُشرط من جيبها وطفقت تنزع نعل الحذاء حتى ظهرت الطبقة التي أسفلها والتي تمتاز بالنعومة مما قد يتسبب بالانزلاق لمن يرتديه...

لاحظت صوت قهقهاتٍ تقترب من الحجرة فقررت الوثوب عن الأرض بسرعة وإعادة كل شيءٍ كما كان قبل أن يرها أحد، ألقت نعل الحذاء بسلة المُهملات ثم هرعت من الحُجرة دون أن ينتبه أي شخصٍ لما فعلته ....

بدأت التمرينات بنهجٍ جيدٍ حيث كانت الفتيات تؤدين دورها ببراعة وتتناغم حركاتهن مع تلك الموسيقى التي تحمل لمحة فرعونية تتناسب مع الإحتفال، كانت تقف يارا بالصفوف الأخيرة يبدو على عينيها الغل وهي تُشاهد بدور بالصف المُقابل لها تؤدي دورها ببراعة ثم تعود مجددًا إلى البقية كي تُنفذ معهن حركة جماعية ....

كان الوضع يسير بصورة جيدة حتى تقدمت فتاة تبدو بكامل رشاقتها ومهارتها التي لفتت الأنظار، تمايلت بجسدها الرشيق مع الأغنية بحركاتٍ متناسقة ليست لافتة للأنظار ولا الشهوات، فقط حركات عشوائية تُشبه الرقص في قديم الأزمان ... وما كادت تلتف بجسدها حتى ....

انزلقت قدمها فجأة مما عركل حركتها وجعلها تسقط على الأرض وصوت طقطقة تُصدر من قدمها اليُسرى مما جعلها تصرخ بصوتٍ مُرتفعٍ وهي تمسك بكاحلها الذي تضخم وأصبح لونه أحمرًا ...

لم تتوقف عن الصُراخ حتى هرع نحوها المُدربون وبقية زملاءها ليطمئنوا عليها، ركع المُدرب الذي يُدعى بيشوي، وهو رجلٌ يافعٌ شديد المرونة يتوٌلى تمريناتهن بمساعدة من شُذى التي تساعدهن بتنفيذ الحركات منعًا لاخطلاته بهن ...

كانت شذى تنحني أمام الفتاة تحاول تهدئتها بينما كان بيشوي يساعدها على تحريك كاحلها حركاتٍ دائرية ليتأكد من سلامته، لكن مع الأسف، كلما إزدادت حركتها كلما إزداد ألمها وجعلها تهم بالصُراخ والبكاء ...

فوق النجوم ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن