الفصل العاشر ( قسوة الإمتلاك )

425 28 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" إذا كنت عاجزًا عن رؤية شُعاع الأمل، فتذكر دائمًا أنه يكمن بداخلك، ولا يُمكنك رؤيته إلا بالعزيمة والمثابرة "

_______________________

شرارات من اللهب تنبعث من عينيه وهو يرمق هذا المشهد أمامه، فمن هذا الذي تُقهقه معه ؟ من هذا الذي استقلت سيارته ؟ ... كل تلك الأسئلة كانت تدور حوٌل ذهنه ولم يأتي بباله أبدًا أن هناك صلة قرابة بينهما، فالغيرة أعمت بصيرته وجعلته يهرع نحوهما بخطواتٍ سريعة غاضبة أدت إلى انقضاضه على سامح ليمسكه من تلابيبه ويهزه بعُنفٍ أعرب عن غضبه الجحيمي ...

- إنت بتعمل إيه معاها يلا ؟...

كان وجهه أحمرًا من كثرة الغضب مما جعل بدور تُطلق شهقة مفزوعة من مظهره وتحاول إبعاده عن سامح والتبرير له ....

- معتصم استنى إنت فاهم غلط 

حاولت الإقتراب منه لكن غضبه كان يقود تحركاته ويجعله يدفعها بعيدًا عنه ويهتف بوجهها :

- إبعدي من قدامي ... 

انقشعت أوزار الهدوء لدى سامح في تلك اللحظة خاصة بعد أن رآه يدفع بدور ويهتف بوجهها...

- إنت إزاي تمد إيدك عليها يا حيوان !!

قالها سامح وهو يدفع معتصم بعيدًا عنه ثم يلكمه لكمة قوية جعلت كدمة بنفسجية تتكون أسفل عين مُعتصم، لكن تلك الكدمة جعلت غضبه يتفاقم ونيرانه تشتعل أكثر، فما هي إلا بُرهة قليلة وانقض على سامح ليلكمه لكمة أخرى ثم يمسكه من تلابيبه ويكاد يُسدد له المزيد من اللكمات أمام صراخ بدور ومحاولاتها المستميتة لفض هذا الجدال ....

تجمع العديد من الأشخاص حولهم ونجحوا أخيرًا بانتزاع سامح عن مُعتصم بعد أن أضحى وجهه مليئًا بالكدمات، كاد يجذب يد بدور لكنها أردفت بإصرارٍ غطا حنقها مما فعله مُعتصم :

- استنى يا سامح هتكلم مع معتصم شوية 

أطبق سامح على شفتيه بغضبٍ من تصرفاتها وغِلٍ من هذا الذي يقف أمامه، لكنه بالنهاية تركها وشأنها راميًا إياها بنظراتٍ غاضبة آشارت لها بأنه سيُراقب ما تفعله مع ذاك الأرعن ...

ما إن تأكدت بدور من رحيله حتى وجهت نظراتها الحانقة اتجاه مُعتصم وأخبرته بحدة :

- إنت إيه إللي عملته ده ؟ ... ده سامح ابن عمي 

حدق بمُنتصف عينيها وهو يهتف بنبرة مرتفعة :

- وهو ابن عمِك ليه الحق إنه يركبك معاه العربية ويمشي معاكي بالمنظر ده ؟

فوق النجوم ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن