الفصل السادس ( قوة الحِقد !! )

467 32 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" لا تكن كالورقة وتترك الجميع يترك أثره عليك، بل كُن كالقلم وإترك أثرك على الجميع "

______________________

تلاحقت أنفاسها بحرارة لتخلق أعاصير بداخلها  حتى بدأت دموعها بالانزلاق، فلا يُمكن أن تضحى تلك الصورة حقيقية، لا يُمكن أن يطعنها بتلك الطريقة، فقد كان يتحدث معها صباح اليوم ولم يبدو عليه آثار الخيانة، بل حتى كان يُحادثها عن مستقبلهما دون أن يتطرق لكونه سيتركها في جميع الأحوال ...

لاحت بوادر النفي على وجهها وكادت تتعالى شهقاتها لكنها كبحتهم داخلها بصعوبة حتى لا تستشعر سما ما يحدث، فربما تلك الصورة ليست حقيقية، أو ربما والدته تتعمد الإيقاع بينهما كما تفعل دائمًا ....

إكتفت بالاستلقاء مجددًا على الفراش وتدارك الأمر رغم أنها متأكدة أن النوم لن يأتيها دون أن تعلم حقيقة ما حدث ...

______________________

أشرقت شمس يومٍ جديد وانتشرت أصوات العصافير حولها لتخلق نغمة عذبة تُشجعها على العمل بجدٍ داخل العربة وجوارها يقين تقوم بمساعدتها بعدما استأذنت بدور لسبب لا تفقهه، فهي قد لاحظت تغيٌر حالتها لكنها لم تفهم السبب لأن بدور رفضت الحديث عما يؤرقها ...

كانت تُفرق الصحون الورقية أمامها دون أن تنتبه إلى تلك النظرات الحاقدة الموجهة من عربة الطعام الأخرى التي خسرت العديد من زبائنها منذ أتت عربتهم، فهي كذلك تتخصص ببيع الحلوة لكن الحلوة التي تطهوها سما تمتاز بلمحة بيتية تُشعر من يتذوقها بالدفء والحنين للعائلة ... ولهذا السبب يقبل الزبائن على سيارتهم بكثرة، ناهيك عن الخطة التسويقية البارعة التي قاموا بها بمساعدة من سما نظرًا لكونها بارعة بالتسويق وما يخص الدعاية، فهذا كان مجال دراستها قبل أن تتجه إلى تلك الرياضة ...

لم تُلقي سما بالًا لنظراته ومراقبته لها طيلة الوقت، وحافظت على طبيعتها وهي تواصل العمل وتلبية رغبات الزبائن، لكن مع مرور الوقت كاد صاحب العربة الأخرى ينفجر من الغيظ، فلا أحد يأتيه من الزبائن وسيخسر ما يمتلكه بسبب عربتهم ... هذا ما جعله يترك عمله ويتجه نحو سما ليرميها بابتسامة سمجة أردف معها بوقاحة :

- ويا ترى بقى معاكم ترخيص عشان تقفو بالعربية دي هنا ؟

رمقته سما بحيرة من طريقة حديثه الوقحة، أما عن يقين فبطبيعتها الحادة ردت عليه بثقة :

- وحضرتك مين إن شاء الله عشان تسألنا ؟ ... مش شايفة نجوم على كتفك يعني 

لاحت بوادر الحقد على وجه الرجل وهو يهتف بهما :

- المكان ده بتاعي ... وعربيتكم دي بتسرق الزباين مني 

فوق النجوم ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن