الفصل الحادي عشر ( صرخة مدوية )

402 27 9
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" لا يتلخص النجاح في كونك تسير على طريقٍ وعرٍ يمتليء بالتشققات ... إنما يتلخص في كونك تسير على ذاك الطريق رغم الجروح التى تتكالب على جسدِك "

_________________________

أشرقت شمس يومٍ جديد وكانت أشعة الشمس خافتة يُغطيها السُحب الكثيفة والنسمات العليلة، ففصل الشتاء يدق أبواب السماء ليجلب معه البرودة والأجواء الدافئة الهادئة ...

كانت تجلس بدور أمام الطاولة تُقطع الخضروات لعلها تُساعد جدتها بإعداد الطعام، كان المنزل خالٍ إلا من جدتها النائمة وشقيقها وسارة ذهبا للمدرسة، كما ذهبت يارا إلى الجامعة وسما إلى مركزها الرياضي ...

بقيت هي وحدها تُحاول إشغال عقلها بتقطيع تلك الخضروات على أمل أن تتركها تلك الأفكار اللعينة والذكريات الأليمة، لا تُصدق حتى الآن أنها تركت نصفها الآخر، فلطالما آرادت أن تضحى حياتها كما القصص التي تقرأها، تحيا قصة غرامية أسطورية تنتهي بالزفاف والسعادة ... لكن يبدو أن تلك السعادة ليس لها وجود على أرض الواقع، يبدو أن واقعها يكتب عليها الفُراق دائمًا ....

قطع شرودها جرس الباب الذي جعلها تترك ما تفعله وتتحرك صوٌب الباب لتفتحه ...

ما إن وجدت سامح أمامها حتى تركت الباب مفتوحًا وعادت بلامبالاة إلى ما كانت تفعله وكأنه لم يأتٍ من الأساس ...

جلست مجددًأ تُقطع الخضروات حتى إقترب نحوها وجلس على المقعد الذي يترأس تلك الطاولة التي تجلس أمامها، كان يُريد الإعتذار منها عما بدر منه البارحة، فما كادت علاقتهما تتحسن وتعود كما سبق حتى أتى هذا الوغد ليُدمر كل شيءٍ في أقل من لحظة...

- أنا عايز أعتذرلِك عن إللي حصل إمبارح ... أنا فعلًا_

قطعت بدور حديثه بنفاد صبرٍ من تلك المشكلة البسيطة والتي تضخمت أكثر من اللازم :

- خلاص الموضوع خِلص ... ومش عايزة أفتحه تاني 

قالتها بصرامة جعلته يتوقف عن الحديث لبُرهة أبعد فيها أنظاره عنها ببعض الارتباك والتردد، فهو يُريد أن يسألها عما فُعله مُعتصم ولكن في نفس الوقت لا يُريد أن يتدخل في علاقتهما، فقد وعدها مُسبقًا أن يتركها وشأنها لتواصل حياتها مع من تُحب ...

أخذ يتلعثم ويرتبك لبعض الوقت حتى أردف في النهاية مُغيرًا مجرى الحديث :

- طب ... إنتِ كويسة ؟؟

أدركت بدور أنه يُريد سؤالها عن مُعتصم لذلك اختصرت عليه تردداته وهي تضع حبة الجزر على اللوح الخشبي ثم تلتفت بأنظارها نحوه كي تُخبره بثباتٍ رغم الحروق التي تُفتك بصدرها :

فوق النجوم ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن