الفصل السابع عشر ( حريق جثيم )

357 30 4
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" ليست جميع الجروح تُخلف وراءها آلامًا ... فهناك جروحٌ يأتي وراءها شفاءٌ أبدي "

_____________________

تطيء بأقدامها هذا الطريق بسرعة تُعادل سُرعة البرق، فهي الآن أشبه بجمرة من النار تتحرك فوق سفحاتٍ من اللهب، شريط من الذكريات يمرٌ أمام عينيها يُذكرها بتلك الأيام المليئة بالمعاناة، بدموعها التي تُغرق وسادتها في كل ليلة، يُذكرها بالمرات التي شعرت بهم بالظُلم والاضطهاد ... لتضحى الحقيقة أنها ضحية للُعبة دنيئة لا تعلم هدفها ... حقًا لا تعلم ما الذي فعلته حتى يسعى أحدهم لأذيتها، بل والأصعب أن يضحى هذا الشخص فردًا من عائلتها ويقطن معها بنفس المنزل !...

تلك الأفكار تتغلغل عروقها وتجعل غضبها يزداد جسارة، ترغب في الإنتقام، لكن في الوقت ذاته لا تعلم كيف تنتقم، كيف تنتقم من شقيقة التي تعتبرها سليلة روحها ؟ ... هي حتى لا تعلم شيئًا عن الألاعيب الماكرة والإنتقام، فلطالما عاملت الجميع بالحُسنة وسعَت بجُهد حتى لا يكرهها أحد، فلما يحدث معها هذا ؟ ... لما يضطهدها الجميع دائمًا ؟ ...

اقتحمت المنزل بغوغائية تطايرت معها شرارتٌ من اللهب والتي اجتمعت مع عروقها المتنافرة ووجهها الأحمر، كانت تجز على أنيابها وهي تتحرك داخل أركان المنزل صوٌب حُجرة يارا مباشرة ...

وجدتها تستلقي على الفراش وتعبث بهاتفها بلامبالاة لما يحدث حولها، لكنها ما إن استشعرت وجود سما أمامها بتلك النظرات النارية حتى اعتدلت بجلستها لتضع الهاتف جانبًا وترمق سما بنظراتٍ مستفهمة آجابتها سما بصُراخ وكأنها فجٌرت قُنبلتها ...

- إنتِ عايزة مني إيه ؟

صرخت سما بتلك الجُملة مما جعل يارا تثب من فراشها وتقف قبالتها بعوالمٍ حائرة تحمل معها الاستخفاف :

- أنا عملتلِك حاجة ؟

قالتها يارا بدِفاعٍ عن نفسها لكن سما لم تتحمل ودفعتها دفعة قوية أدت إلى ارتماءها على الفِراش مجددًا، تبعت سما دفعتها بصُراخٍ:

- إنتِ عارفة أنا بتكلم عن إيه ... ليه خلتيهم يمشوني من الفريق ؟... أنا خسرت كل حاجة بسببِك ...

لم تتأثر يارا قيد أنملة وبقيت ترمقها باستخفافٍ ولا مبالاة حتى قالت :

- ومين إللي قالِك الهري ده ؟ ... شايفاني الشماعة إللي هتعلقي عليها خيبتِك

ضمت سما شفتيها بحنقٍ أمام برودها الذي يُصيبها بالغضب أكثر، فهي حتى لا تشعر بالندم مما فعلت ...

فوق النجوم ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن