بسم الله الرحمن الرحيم
" هناك أوقات نشعر فيها أنها النهاية، ثم نكتشف أنها البداية ... وهناك أبواب نشعر بأنها مغلقة، ثم نكتشف أنها المدخل الحقيقي"
_______________________
سكون الليل يضرب مسامعه ويجعل من تلك الأجواء أجواءًا مُرعبة، كان يقود سيارته بين الطُرقات الوعرة متجاهلًا هذه الظُلمة وهذا السكون ولكن بداخله نيرانٌ من القلق على شقيقته التي بقت وحدها في أجواءٍ كهذه، يقسم أنه سيصيح بها إن رآها ويُحذرها من المبيت في العمل لهذا الوقت... لكن الآن، عليه فقط أن يعثر على بُقعة مناسبة يستطيع التوقف بها بسيارته حالما تأتي من الداخل ...
ما إن توقف بسيارته حتى انتفض جسده فجأة إثر هذه الصرخة المدوية التي اخترقت مسامعه وزادته شعورًا بالرهبة ...
فما هي إلا بضع ثوانٍ حتى تأكد أن تلك الصرخة تُصدر من شقيقته التي بالطبع في مأزق الآن...
ترجل من سيارته بسرعة البرق وداخله يهتز بقلقٍ على شقيقته، هرع فورًا داخل المركز ليجد هذا الوغد يُحاول الإقتراب من سما التي كانت مُنخرطة بالبكاء وتحاول دفعه بعيدًا عنها ...
تدفقت الدماء بعروقه وهو يركض نحو هذا الوغد ويدفعه بعيدًا عن شقيقته مُسددًا له العديد من اللكمات التي أسقطت الرجل على الأرض، لم يكتفي سامح بتلك اللكمات وبقي يركله بقدمه حتى تأوه الرجل من الألم وأضحى وجهه مليئًا بالجروح بل كان سيفقد حياته لولا تدخل سما لتدفع سامح بعيدًا عنه حتى لا يتفاقم الأمر ويتسبب سامح بقتله ....
انتشله سامح عن الأرض وألقاه خارج المركز بغضبٍ ثم أغلق الباب ولا تزال نيرانه تتصاعد مما حدث، أما عن سما فكانت كالمُغيبة بجواره لا تشعر بما حولها ولا تُصدق ما كاد يُحدث، فهي كانت على وشك الموت لولا مجيء شقيقها باللحظة المناسبة ...
استقل سامح سيارته وصفع الباب بقوة ليلتف نحو سما الجالسة جواره بدموعٍ حارة على وجنتيها، كان يهتف بوجهها بنبرة غاضبة مُعاتبة :
- أنا مش قولتلك متفضليش في المركز لوحدك بليل !! ... إفرضي الحيوان ده عملِك حاجة ؟
كانت نبرته مُرتفعة غاضبة أدت إلى إنفجار سما وارتفاع وتيرة بكاءها وشهقاتها ....
أحس سامح بالندم من صراخه عليها بتلك الطريقة فحاول تنظيم أنفاسه والتحلٌي ببعض الهدوء ليضع يده على كتفها ويحُاول التربيت عليها بحنانٍ :
- خلاص يا سما متعيطيش ... محصلش حاجة الحمد لله
لم تتوقف سما عن البكاء حتى أردفت بين شهقاتها :
أنت تقرأ
فوق النجوم ( مكتملة )
De Todoكم هي بعيدة تلك النجوم رغم بريقها الذي يظهر في الآفاق ... وعلى الرغم من صعوبة الوصول إليها، إلى أنني سأتخطى الصِعاب، وأصل إلى نجمتي وحُلمي الذي لن أتوقف عن تحقيقه ... فلما لا تُشاركونني رحلتي الشاقة وتتعرفوا على عائلتي الصغيرة التي تدعمني كما يدعمني...