الفصل الأول ( آمال مُحطمة )

1.6K 49 3
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم 

" إن أكبر التحديات التي تواجهها يوميًا، تتمحور حول ضبط نظرتك لذاتك، فإذا كانت دونية، فستهدر قُدراتك، وإذا كنت مُعتدًا بنفسك إلى درجة كبيرة جدًا، فستهدر قدرات الآخرين "

______________________

سماء صافية تلطخت باللون الأزرق وبعض السُحب التي تُعادل القُطن في كثافتها، وفي تلك الأجواء الربيعية الساحرة، نجد فتاة تتربع على فراشها بمنامتها التي تحمل بعض الرسوم المُتحركة، تتحسس أناملها تلك الصورة التي تحتوي على صورتها وهي بعُمر الثامنة عشر وجوارها كلًا من والدها الذي كان يبتسم ابتسامة واسعة ويضم والدتها التي كانت تحمل شقيقتها الرضيعة...

مسدت برقة على وجه كلًا منهما بدموعٍ مكبوتة حاولت إخفاءها قدر الإمكان، فهي تُحارب وحش الاشتياق بجسارة منذ تركاها في هذا العالم ورحلا...

تنهدت تنهيدة حارة استرجعت معها بعض الذكريات المُحببة إلى قلبها والتي كانت بهم طفلة صغيرة تلهو مع والدها بالكُرة المطاطية، بل وتتذكر كذلك مشاكستها مع شقيقها الأكبر حتى تأتي والدتهما كي تحاول التدخل لكن الوضع ينقلب بالنهاية إلى مزاح يتشارك فيه ثلاثتهم ... بقيت الذكريات تتدفق بذهنها حتى ...

- يلا يا سما عشان الفطار 

قطع شرودها هذا الصوت الذي أتى من بدور ابنة عمها بعد أن اقتحمت الحجرة باندفاعٍ جعل أوصالها ترتعد وجسدها ينتفض ..

- إيه يا بنتي ... حد يدخل كدة ؟

هتفت سما بتلك الجملة والتذمر يلوح على جنباتها لكن بدور آجابتها بلامبالاة وبعض الاستخفاف :

- أسفين يا ستي ... يلا بقى قومي عشان الفطار، تيتا بتناديكي 

تنهدت سما بخيبة أملٍ ثم وضعت تلك الصورة على منضدة صغيرة خشبية تجاور هذا الفراش العريض الذي يتوسط الحُجرة، هرعت بعدها نحو البهو لترى منضدة عريضة تتوسط إحدى الأركان وعليها بعض أصناف الطعام الذي يتم تناوله بالفطور، حيث كان يوجد بعض الصحون التي تحتوي على البيض المخفوق والبعض يحتوي على الجُبن والمزيد من الأكلات الشعبية التي تم تقسيمها بين الأطباق...

توسطت جدتهم الطاولة والتي تُدعى زُهرة، فهي سيدة مُسنة لاتزال تحتفظ بإشراقة وجهها وحنانها الذي تغدق به على أحفادها، تقدمت سما نحوها لتُعانقها بحبورٍ طبعت معه قُبلة على وجنتيها أثناء قولها :

- صباح الخير يا تيتا ..

ابتسمت زهرة وهي ترد عليها بحُب :

فوق النجوم ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن