الفصل الرابع عشر ( العرض الأول )

388 26 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" البداية ... هي أصعب مراحل النجاح "

_____________________________

صرير أصدره الباب عقب دخوله المنزل بأنفاسٍ متلاحقة وقطرات من الدماء لا تزال أثرها على يديه، خطا داخل المنزل الساكن لكن عقله لم يكن يتوقف عن التفكير، فتلك الأفكار تتزاحم داخل ذهنه لتجعل ضجيج عقله يتخطى ضجيج العالم بأكمله، فكانت عينيه جاحظة وجسده يرتجف برهبة لا يستطيع إظهرها وإلا كُشف أمره ...

- لسة فاكر إن ليك بيت ؟ ... ولا السنيورة لسة ممشياك وراها زي الدلدول

قطع شروده تلك الكلمات الصادرة من والدته الجالسة داخل البهو تنتظر مجيئه على أحر من جمر، فهو بالكاد يأتي المنزل بالأيام السابقة ...

كانت كلماتها كالقشة التي قصمت ظهر البعير، فسُرعان ما اشتعلت نيران عقله وكوٌر قبضته حتى إبيضت مفاصلها، كل هذا في محاولات جاهدة منه كي يتحلٌى بصمته ولا يفقد صوابه عليها، فهي بالنهاية والدته، وعليه إحترامها حتى ولو كانت السبب في تعاسته...

- ما تنطق ... ساكت ليه ... 

وثبت من مقعدها لتتقدم نحوه وتهتف بوجهه بصرامة :

- مش قولتلك البت دي بتلعب بيك ... أديها قلشتك زي ما قولت ... بس أحسن .. عشان إنت الغلطان، أنا ياما قولتلك_

هنا ولم يعد يتحمل المزيد من حديثها، فقطعها بصراخٍ جعله يفقد كل ذرة من مبادئه وينفجر بوجهها كما لو كان قد فقد صوابه بتلك اللحظة :

- كـــفاية بقى .... إنتِ إيه !! ... حرام عليكي ... إنتِ السبب في كل حاجة 

تحوٌل وجهه إلى اللون الأحمر وكان شبيهًا بجمرة من اللهب وهو يتحدث، تقدم نحو والدته بنظراتٍ نارية أخافتها خاصة وهو يهتف بما يفيض بداخله :

- انا بسببك خسرت كل حاجة ... خسرت الوحيدة إللي بحبها ... وخسرت إللي كنت عايش عشانها ... وكل ده عشان إنتِ واحدة أنانية ... عايزاني أعملِك إللي إنتِ عايزاه غصب عني 

توقف ليلتقط أنفاسه ثم يواصل بنبرة مبحوحة اختلطت ببكاء :

- إنتِ عارفة أنا عملت إيه ؟؟ .... أنا قتلت ... قتلت بسببك

لاحت عوالم الصدمة على وجه والدته رباب لتتقدم نحوه بعوالم الذعر التي امتزجت بحديثها :

- قــ.. قتلت !! ... قتلت مين ؟ .. انطق .. عملت إيه ؟؟

دفعها بعيدًا عنه ليواصل الحديث بنبرة صارخة امتزجت بدموعٍ نادمة على ما فعله :

فوق النجوم ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن