بسم الله الرحمن الرحيم
" كلما ضاقت بك الحياة، وانغلقت الطُرق أمامك ... تذكر أن تتقرب من الله لعل سبحانه يحمل لك مفتاح الفرج "
____________________
كانت على شفة جرفة من أن تتخلى عن حُلمها، فكلما خطت خطوة للأمام تجد أمامها صخرة عملاقة تجعلها تتراجع مئات الخطوات حتى أصبحت الآن عالقة بمُنتصف الطريق لا تعلم أي اتجاه تسلك، حتى أنها فكرت في الاستسلام والتخلٌي عن أحلامها المستحيلة ...
وفي خِضم شرودها واستسلامها تجده يردف بلهفة أخرجتها من قوقعة يأسها كي تنصت إلى حديثه بإمعان :
- أنا عرفت طريقة ممكن تساعدنا نجيب بيها فلوس
قطبت حاجبيها وهي تسأله بحيرة :
- هناخد قرض ؟؟
نفى حديثها بتفسيرٍ :
- لأ ... القرض هيحتاج ضمانات وممكن ميتوافقش عليه ... بس أنا عندي فكرة تانية
إزدادت حيرتها حتى جعلها عقلها يظن لوهلة أنهما سيسرقا أحدهم، فنبرته الواثقة وحديثه الذي يُشعرك وكأن الحل معه جعلها تُفكر بتلك الطريقة، لكنها تحلٌت بالصمت حتى وجدته يُسرع الخُطى للأمام ويحثها على السير وراءه بحماس :
- تعالي ورايا ...
لم تكن تعلم إلى أين يذهب لكنها وجدت أقدامها تتبع خطواته السريعة إلى أن توقفا عند بقعة حملت معها المفاجأة ...
________________________
بنفس ذاك الصباح الذي لم ينتهي بعد كان يجلس زكريا بفناء المدرسة على أحد الأرصفة التي يُقابلها جدارٌ يحمل بعض اللوحات التوعوية التي لا يكترث لها الطُلاب ...
كان يجلس بوجه مكلومٍ ونظراتٍ حزينة استرفدها حمزة زميله بالمدرسة ومن أصدقاءه المُقربين، جلس جواره بحقيبته التي تحمل شطائره المدرسية كي يتشاركها مع رفاقه كما يفعل دائمًا، حيث كان يُخرج شطيرة من حقيبته و يُقربها اتجاه زكريا لكنه ولأول مرة يرى ملامح الرفض على وجه زكريا والتي إجتمعت مع نظرات الحُزن التي لم تنفك تترك وجهه بعد آخر حصة تلقاها بالمدرسة والتي كانت تتحدث عن أهمية العائلة ...
- هو في حاجة مضايقاك ؟؟
سأله حمزة بنبرته البريئة التي تختلف تمام الإختلاف عن رفاقه بالصف، فهو معروف بطيبته الزائده وعطاءه السخي، ولكنه كذلك يمتاز ببعض الحماقة التي تجعله مؤهلًا ليضحى عضوًا بفريقهم...
![](https://img.wattpad.com/cover/351060664-288-k198912.jpg)
أنت تقرأ
فوق النجوم ( مكتملة )
Acakكم هي بعيدة تلك النجوم رغم بريقها الذي يظهر في الآفاق ... وعلى الرغم من صعوبة الوصول إليها، إلى أنني سأتخطى الصِعاب، وأصل إلى نجمتي وحُلمي الذي لن أتوقف عن تحقيقه ... فلما لا تُشاركونني رحلتي الشاقة وتتعرفوا على عائلتي الصغيرة التي تدعمني كما يدعمني...