الفصل التاسع ( نظرة نارية )

417 31 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" إبدأ بالمُتاح ولا تنتظر اكتمال الأدوات "

_________________________

عينان لامعتان تُحدقان ببعضهما وكل عينٍ منهما تبرز ما بمكنون صاحبها، فهناك عين عاشقة وأخرى مصدومة وكأنها عادت للتو لواقعها ...

اعتدلت سما بوقفتها لتبتعد بضعة إنشاتٍ عن مراد بوجهٍ أحمرٍ من الخجل وأطرافٍ ترتجف مما حدث وما استمعت إليه للتو، فكأنها كانت مغيبة عن العالم وعادت مرة واحدة دون أن تستعد لذلك، أما عن مراد فلم تكن عوالمه تخلو من التوتر، لا يعلم ما الذي قاله وكيف اعترف بهذه السهولة، لكنه متأكد أنه يقول الحقيقة ولن يتراجع أبدًا، ربما لم يكن بحُسبانه أن يعترف الآن، لكن هذا لا يُهم، طالما وضعه القدر على أول الطريق، فعليه انتهاز الفُرصة والمواصلة ...

- إنــ... إنت قولت إيه ؟

قالتها سما بارتباكٍ وأعينٍ لا تخلو من عدم التصديق، كان سيتردد ويُخبرها أن تنسى ما قاله لكنه على آخر لحظة وجد نفسه يردف بما يجيش به صدره :

- قولت ... إني عايز أتجوزك ... عايز أعيش معاكي إللي باقي من عُمري

سقط فاهها وهربت الحروف من عقلها، فلم تعد قادرة على الحديث ولم تعد قادرة على تكوين جُملة واحدة، فقط الصمت هو ما يُصاحبها أمام نظراته الهادئة التي تزيدها ارتباكًا ....

اقترب نحوها خطوتين ليُحادثها بإصرارٍ رغم التردد الكامن بداخله :

- أنا مش هجبرك توافقي ... بس لازم تعرفي إني بحبك، ومستعد أعمل أي حاجة عشانِك ... حتى لو قولتيلي مش لازم نتجوز دلوقتي_

قطعت حديثه بسرعة وجرأة لم تعهدها :

- بس أنا موافقة ... موافقة نتجوز

كم لعنت نفسها على حديثها بتلك اللحظة، فقد كانت تُريد إتباع سياسة الثِقل ولا توافق على عرضه إلا بعد التفكيرٍ والعديد من الإلحاحات، فما الذي يقوله هذا الجوف الساذج ؟

أحنت رأسه بخجلٍ وكادت تضرب جبهتها من شدة تسرعها، لكنه كان يبتسم لها ابتسامة متلهفة وقلبه يرقص من السعادة، يقسم أنه آراد الرقص معها مجددًا في تلك اللحظة احتفالًا باعترافها لكنه تحلٌى بالصمت وبقي ساكنًا أمام توترها وإحمرار وجهها ....

بعد فترة من السكون تراجع عدة خطواتٍ للوراء ليُغير مُجرى الحديث بقوله :

- طب يلا عشان أوصلِك 

نفت برأسها بسرعة وهي تُخبره بتوترٍ لا يزال طاغٍ على ملامحها :

فوق النجوم ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن