الفصل الخامس عشر ( خطة بديلة )

323 27 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" توقف عن المماطلة وابدأ الآن ... فأنت لا تعلم ماذا سيحدث بالغد "

_______________________

بدأ العرض بموسيقى هادئة وأضواء خافتة يزداد كثافتها رويدًا، فكان على المسرح بعض الأطفال ممن يرتدون ثيابًا ممزقة ويتمايلون مع تلك الموسيقى في تناغم يبعث الدفء على جميع المشاهدين، فكان العرض يتحدث عن معاناة الأطفال من الإحتلال وكيف أنه قادرًا على سلب طفولتهم البريئة وحُريتهم، حيث كانت الأطفال تُمثل تلك الصراعات بطريقة مُبهرة تناسوا معها أنهم أمام الجميع وأنهم بتلك المسابقة ...

كانت تقف سما على مقربة منهم تشاهد العرض بقلقٍ وجوارها كلٍ من بدور ويقين من الجهة الأخرى، أما بالخلفية فكان يقف سامح وزكريا بجوارهم مراد وجميعهم يشاهدون العرض بإعجابٍ أثنوا معه على هذا المجهود الذي بذلته سما بتلقينهم ....

إزدادت حدة الموسيقى مع توٌغل بعض الأطفال بأزياء الجيش وهم يُمثلون القساوة والحِدة مع رقصاتهم المتناسقة بشكل لا يوصف، توترت سما أكثر ما إن لمحت أحد الفتيان يقوم بحركة خاطئة كادت تُفسد العرض، لكن بقية الفريق حاولوا حجب هذا الخطأ ومواصلة العرض وكأن شيئًا لم يكن .... كانت الأمور تسري على ما يُرام وكان العرض سيزداد روعة لكن فجأة ....

انقطعت الكهرباء فجأة مما أدى إلى توقف الموسيقى وانقطاع الأضواء، فكان ضوء الشمس هو الذي يسود المكان مما أبرز توتر الفريق على المسرح وشعورهم بالتوتر ... فهم لا يعلموا كيف سيواصلوا العرض بدون موسيقى، بل وحتى لا يعلموا كيف سيُعيدوا العرض بهذا الإتقان مجددًا ....

ساد الصمت لوهلة وساد معه صوت الهمسات والتوتر الذي بدأ يتغلغل كيانهم، كانت سما تتنفس الصُعداء ولا تعلم ماذا تفعل، ففريقها يُحاول مواصلة العرض بارتباكٍ جعلهم يتصلبون أماكنهم ويتلفتون حولهم، فتلك اللحظة كانت بمثابة لحظة إحساسهم بالخُسارة من أول عرضٍ حتى ...

سارعت سما بالتدخل فورًا لإنقاذ الموقف فتحركت بسرعة حتى وقفت أسفل خشبة المسرح وطفقت تصيح بتشجيعٍ وتُصفق بيدها حتى يواصلوا العرض، فما إن بدأت التصفيق حتى آفاق المشاهدون وساعدوها بتلك الصيحات التشجيعية والتصفيقات التي دفعت الأطفال للمواصلة ...

كانت يقين على الجهة الأخرى تتحدث مع بدور بأمرٍ :

- معاكي الساب إللي كُنا بنتمرن عليه ؟؟

أومأت بدور رأسها ثم أخرجته بسُرعة من حقيبتها وأعطته ليقين التي ركضت به بسرعة نحو المسرح لتفتح تلك الموسيقى وترفع الصوت حتى يضحى مسموعًا للأطفال، عادت أدراجها بسرعة لتقف قبالة سما التي توقفت عن التصفيق كما توقف المشاهدون وهم يرون الأطفال يعاودوا الرقص على تلك النغمة الخافتة الصادرة من جهاز الموسيقى الصغير ... ولأن الصوت كان خافتًا، تحلٌى الجميع بالصمت ليشاهدوا ما ستفعله تلك الفرقة المثابرة بهذا المأزق ...

فوق النجوم ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن