الفصل السابع ( سامح !! )

453 28 6
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" الشجاعة ليست أن تمتلك القوة للاستمرار، ولكن الشجاعة هي أن تستمر عندما لا تمتلك قوة "

____________________

لم تكن حياته ذات أهمية قُسوة فلطالما كان يتخذ دور المُضحي الذي يقف أمام المدفع حتى لا تُصيب قذيفاته أصدقاءه وأحباءه، لطالما يتخلٌى عن أحلامه من أجل سعادة الآخرين رغم أن لا أحد يهتم لأجله، لكن هذه المرة لا يشعر وكأنه الضحية، يشعر وكأن ما يفعله يُصيبه بطفرات السعادة رغم كونه لا يزال يُساعد الآخرين لسببٍ لا يعلمه ....

فتح عينيه بوهنٍ لتضحى الرؤية مشوشة أمامه، ورأسه ثقيل كثِقل بنايةِ شاهقة، لم يتبين سوى اللون الأبيض الذي غمر أركان الحُجرة وصوت الصافرة الذي يخترق مسامعه، بدأت الرؤية تتضح رويدًا رويدًا ليُحاول الاعتدال في جلسته لكن رأسه الثقيل يجعله يزحر بتألمٍ..

جاهد نفسه كي يرفع رأسه عن الفرِاش القابع بإحدى حُجرات المشفى، استمع إلى صوتٍ قلقٍ اختلط ببكاءٍ مزق نُياط قلبه، فما هي إلا ثوانٍ معدودة حتى أدرك أن صوت البكاء يُصدر من سما الجالسة جواره تضع لاصقًا على جبهتها بسبب إحدى الجروح التي تلقتها بفعل شظايا الزجاج وحُطام العربة...

كفكفت دموعها ما إن رأته يحاول الاستيقاظ والاطمئنان عليها، فكان الشاش الأبيض يلتف حول رأسه وعليه بقعة كبيرة من الدماء، ومع ذلك أردف بصوتٍ مُجهدٍ حتى تطمئن :
- متعيطيش يا سما ... أنا كويس 

لم تتوقف عن البُكاء وهي تهتف بين شهقاتها :

- كل حاجة باظت ... كل حاجة اتدمرت ...

حاول مواساتها بكلماته الحنونة التي دائمًا ما تُطمئنها :

- مش مهم ... هنحاول مرة تانية 

نفت برأسها تلك المرة وهي تقول :

- لأ ... إنت مش مجبور تساعدني ... أنا هحاول أتصرف في الفلوس_

قطعها مراد بإصرار :

- أنا هساعدِك يا سما .... هساعدِك لغاية ما تحققي حلمِك

بقيت تتطلع إليه بعوالم باهتة لا تعلم ماذا تقول، فهي لا تعلم من الأساس ما الدافع وراء ما يفعله، ولما يُساعدها وهو لا يجني سوى الكوارث والمصائب فقط ...

- ليه ؟؟ ... إنت عايز تساعدني ليه ؟؟

خرج هذا السؤال من جوفها بصورة خافتة جعلته يتحلٌى بالصمت لفترة ثم يتجه بعينيه نحو السقف ليُجيبها بما يعتمر فؤاده :

فوق النجوم ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن