الفصل الرابع والعشرون ( النهاية )

476 30 7
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" تذكر أن لا وجود للخُسارة، فما تفقده في هذه الحياة ... تحصل مكانه على شيْ آخر "

_________________________

لحظات من الترقب والانتظار غمرت هذه الثوانِ القليلة التي تسبق إعلان النتائج، فكانت خفقات أفئدتهم تصدح بالأرجاء تاركة المجال لأفكارهم السلبية باحتلال الساحة ومحاولة أقلمتهم على الخُسارة، فكلما اعتاد المرء على الخسارة قلٌ شعوره بالضيق نحوها، وهذا ما يريدونه قبل أن يفقدوا صوابهم من شدة الرهبة ...

تضرب بقدميها على الأرض بسبب جسدها الذي لم يتوقف عن الارتجاف وهمساتها التي لم تتوقف عن ذكر ربها والدعاء من أجل الفوز، فهي لم تقطع كل تلك المسافة وتتخطى هذه العقبات حتى تجد الخُسارة، كم تتمنى الفوز بتلك الجائزة، كم تتمنى أن يصدح اسم فريقها في كل مكان، كانت هذه كذلك رغبة أعضاء الفريق، فجميعهم يٌطيلون الدعاء بصوتٍ خافتٍ ترقبوا معه صوت المذيع وهو يقول :

- وإللي كسب معانا المسابقة فريق ...

تصاعدت ألسنة التوتر بداخلهم وتهدجت أنفاسهم حتى هتف المذيع بصوتٍ مُرتفع :

- الفراشـــات 

تبع حديثه صوت التهليلات والتصفيقات الحارة من هذا الفريق الذي نال الجائزة وصعد خشبات المسرح كي يتلقفها ...

أما بالنسبة لهم، فما إن أدلٌى المذيع بتلك النتيجة وقد تحوٌلت ملامحهم إلى العبوس، فكانت تنكس رأسها بخذي ودموعٍ تكاد تتقاطر مع عينيها، أطلقت تنهيدة عميقة حمٌلت ضيقها وهي تهتف بخفوت :

- خسرنا ..

كم هي صعبة هذه الكلمة، فبعد أن اعتادت النجاح، أتت تلك الكلمة البسيطة لتزيدها شعورًا بالإحباط والضيق، فكأن ما بنته طوال هذه الفترة يسقط هباءًا في أقل من لحظة ...

آحاطها سامح بذراعه محاولًا مواساتها قدر الإمكان :

- مش مُهم يا سما ... إنتِ عملتي إللي عليكي 

تدخلت يقين بالحديث لتواسيها ببعض الحدة والغضب من تلك النتيجة غير  العادلة :

- إنتِ أحسن منهم بكتير .... هما تلاقيهم دافعين عشان ياخدو الجايزة 

أخذت نفسًا عميقًا ثم أطلقته محاولةً تناسي ضيقها بقولها :

- أنا مش عايزة الجايزة ... أنا بس ... كان نفسي أبقى مشهورة

لم تمهلهم فرصة للحديث والتفتت وراءها حيث يقف فريقها في حالةٍ من الحُزن لم تختلف عن حالتها، فكانت تُشير إليهم هادرة بتقريرٍ يحمل انكسارها :

فوق النجوم ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن