بسم الله الرحمن الرحيم
" اصنع لنفسك مسارًا تسلكه ... فمن يسير خلف القطيع، أما ينقض عليه الاسد، أم يأخذه الراعي إلى التهلكة "
______________________
تتلاطم الأشجار بفعل هذه الرياح العاتية التي يصحبها سحابة مُلبدة بالغيوم الكثيفة، فرغم صوت الطيور المُغردة في الصباح، لم تكن الشمس بازغة، ولم تكن أشعتها تتغلغل في الأرجاء، فقط يومٍ مليء بالغيوم والهواء البارد المُلفح ببعض قطرات الندى وكأنها على وشك أن تُمطر ...
دلف مكتبه القابع داخل الجامعة بعد أن عاد إلى عمله أخيرًا، فقد كان مُتغيبًا طيلة هذه المُدة بسبب إصابته وها هو اليوم يعود ليُباشر أعماله ويُلقي محاضراته المُثمرة ...
- حمد لله على السلامة
قالها فضل باشتياقٍ ما إن لمح سامح يطيء أركان المكتب ويضع أمتعته على الطاولة، ابتسم سامح وهو يرد على صديقه بودٍ ثم يُحدق فيما أمامه من أوراق كي يبدأ تصحيح تلك الإختبارات بواسطة جهاز الحاسوب الذي قام بفتحه ...
كان يعبث فضل بهاتفه وهو جالس بالمكتب المجاور لسامح، فكانت البسمة تُرتسم على ثغره وهو يتفقد تلك الرسائل والصور التي يُتابعها على وسائل التواصل الإجتماعي ...
- صحيح يا فضل ... هو جدول الإمتحانات نزل ؟؟
سأله سامح وهو مُنهمك بأعماله لكن فضل لم يكن مُنتبهًا لحديثه فكان يُجيبه وهو لا يزال يُحدق بهاتفه :
- أه أه .. كويس الحمد لله
تعجب سامح من إجابته الحمقاء فالتفت نحوه كي يُعاود سؤاله بصوتٍ مُرتفع :
- هو إيه إللي الحمد لله ... بقولك جدول الإمتحانات نزل ؟
انتبه فضل لسؤاله فحمحم ببعض الحرج وهو يعتدل بجلسته ويُجيب :
- هاا ... لأ ... منزلش لسة
بقي سامح يُطالعه بنظراتٍ ثاقبة يوٌد أن يفهم ما الذي يشغل عقله ويجعله بهذه الحالة المُرتبكة، لذلك وثب من مقعده بهدوء ليتحرك صوب فضل الذي لم ينتبه لتحركاته وبقي يُحدق بالهاتف والابتسامة تُرتسم على وجهه، فما هي إلا لحظاتٍ حتى ...
شعر بأحدهم ينتشل الهاتف من بين أصابعه ليلتفت خلفه ويستمع إلى حديث سامح المُتهكم :
- الله الله ... وأنا بقول الواد مفوٌت ليه إنهاردة ... أتاري الموضوع وراه واحدة
أحس فضل بالحرج وهو يُحاول استعادة هاتفه بتذمر :
- يا سامح هاتف التليفون
عانده سامح ورفع يده حتى لا يستطيع فضل الوصول إلى هاتفه بسبب قامته القصيرة نسبيًا، فكان يحاول سامح استخلاص الحقيقة باستخدام الأساليب الضاغطة :
أنت تقرأ
فوق النجوم ( مكتملة )
Ngẫu nhiênكم هي بعيدة تلك النجوم رغم بريقها الذي يظهر في الآفاق ... وعلى الرغم من صعوبة الوصول إليها، إلى أنني سأتخطى الصِعاب، وأصل إلى نجمتي وحُلمي الذي لن أتوقف عن تحقيقه ... فلما لا تُشاركونني رحلتي الشاقة وتتعرفوا على عائلتي الصغيرة التي تدعمني كما يدعمني...